-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المسلمون وغزة.. ترامب وهاريس يلقيان "الكارت الأخير" قبل الانتخابات

أمريكا تنتخب والعالم يترقب

وكالات
  • 2999
  • 0
أمريكا تنتخب والعالم يترقب

تفتح، الثلاثاء، صناديق الاقتراع في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، والذي يتسابق فيه كل من الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، ونظيرته الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس، على كسب أصوات الجالية العربية والمسلمة، في معركة محتدمة قد تحدد هوية من سيتولى مهام البيت الأبيض.

وفي ظل استطلاعات رأي تظهر تقاربا غير مسبوق بين المرشحين، تحولت ولاية ميشيغان، لما لديها من تواجد كبير للعرب والمسلمين، إلى ساحة معركة رئيسية في الساعات الأخيرة قبل الاقتراع.

ومع اللحظات الفارقة، أخرج كل من ترامب وهاريس “الكارت الأخير” في حملاتهم الانتخابية خلال الساعات القليلة الماضية، من خلال خطابات وتجمعات انتخابية ركزت على ملفات بعينها.

معركة ميشيغان

كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن تحول في توجهات الناخبين العرب والمسلمين بولاية ميشيغان، إذ إنه وفقًا للصحيفة، تضم الولاية ما يقرب من 240 ألف ناخب مسلم مسجل، كان لهم دور حاسم في فوز الرئيس جو بايدن عام 2020 بفارق 150 ألف صوت.

وتشير الدكتورة نزيتا لاغيفاردي، أستاذة العلوم السياسية المشاركة في جامعة ولاية ميشيغان، إلى أن “ترامب استفاد من تجاهل الديمقراطيين وحملة هاريس للناخبين المسلمين”.

إستراتيجية ترامب

في تطور وصفته وكالة “أسوشيتد برس” بالتاريخي، أصبح دونالد ترامب أول مرشح رئاسي من حزب رئيسي يزور مدينة ديربورن ذات الأغلبية العربية، وفي مقابلة مع صحيفة “ذا هيل” الأمريكية، كشف مسعد بولس، رجل الأعمال اللبناني الأمريكي، ووالد زوج تيفاني ترامب، عن تفاصيل إستراتيجية الحملة.

وأوضح بولس أن “الغالبية العظمى من الشرق أوسطيين في الولايات المتحدة هم من المسيحيين، بنسبة تصل 70%”، مشيرا إلى جهود مكثفة للتواصل مع الجالية الكلدانية في ميشيغان التي تضم نحو 200 ألف شخص.

تحول في المواقف

من جانبها؛ أشارت شبكة “سي. آن. آن” إلى نجاح إستراتيجية ترامب في استقطاب شخصيات بارزة من المجتمع العربي والمسلم، إذ نقلت عن الشيخ هشام الحسيني، إمام المركز التعليمي في كربلاء بديربورن: “أدعم دونالد ترامب لأنه يعارض زواج المثليين”.

وأضاف جيم زغبي، المدير المؤسّس للمعهد العربي الأمريكي، في حديث مع “ذا هيل”، أن “وجود صهر ترامب في ديربورن وحضور المرشح نفسه للفعاليات يرسل رسالة قوية للمجتمع العربي”.

رهان هاريس

وتشير صحيفة “الغارديان”، إلى جهود هاريس المكثّفة لاستعادة الدعم التقليدي للديمقراطيين، إذ إنها خلال تجمع انتخابي في جامعة ولاية ميشيغان، تعهدت “ببذل كل ما في وسعها لإنهاء الحرب بغزة”.

وأكدت هاريس التزامها بحق الفلسطينيين في “الكرامة والحرية والأمن وتقرير المصير”، إلا أن هذه الجهود تواجه تحدّيات كبيرة، إذ يرى كثيرون أن تواصل حملتها مع المجتمع العربي والمسلم جاء متأخرا.

مشهد معقد

كشف استطلاع حديث أجرته وحدة البحوث والدراسات في جامعة ميشيغان، أن 43% من العرب الأمريكيين يؤيدون ترامب مقابل 41% لهاريس.

في المقابل، أظهر استطلاع لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية “كير”، أن 42.3% من المسلمين الأمريكيين يخططون للتصويت للمرشحة المستقلة جيل ستاين، و41% لهاريس، و9.8% لترامب.

ساعة الحسم

في تحليل نشره محلل “سي. آن. آن” هاري إنتن، يبدو أن المعركة على أصوات العرب والمسلمين في ميشيغان قد تكون العامل الحاسم في تحديد هوية الرئيس المقبل.

وذكر “إنتن”، أنه “لم يحدث في التاريخ أن فاز حزب الرئيس المنتهية ولايته عندما كان 28% فقط من الأمريكيين يعتقدون أن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح”.

وفي تصريحات نقلتها “الغارديان”، عبّر زاي وورثي، أحد مؤيدي هاريس البالغ من العمر 19 عاما، عن ثقته في فوزها، قائلا: “لديها شيء يفتقر إليه دونالد ترامب وهو “المجتمع”، إنها تعمل وتكافح من أجل الشعب الأمريكي، بينما يعمل ترامب فقط من أجل الأثرياء”.

إستراتيجيات الفوز

تقول حملة هاريس، إن إستراتيجيتها الميدانية ستساعدها على النجاح، مشيرة إلى وجود أكثر من 2500 موظف ومتطوع في الولايات الرئيسية، كما أنهم يعتقدون أن قضايا مثل الإجهاض، إضافة إلى تصنيف هاريس الإيجابي، الذي يزيد بعدة نقاط عن تصنيف ترامب في متوسط استطلاعات رأي Decision Desk HQ/The Hill، ستساعد نائب الرئيس على الوصول إلى البيت الأبيض.

في الوقت نفسه، تشير حملة ترامب إلى استطلاعات تظهر أن الناخبين لا يعتقدون أن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح، مشدّدين على ارتفاع التكاليف مؤخرا والأجواء العامة للاقتصاد.

ويقولون إن هاريس مرتبطة بالرئيس بايدن، الذي يعاني انخفاضا في نسبة تأييده، وتاريخيا، يقولون إنه عندما يكون لدى المرشح الحالي معدل تأييد منخفض – بايدن عند 40% – فإن الحزب المعارض يحقق الفوز، كما يشعرون أيضا بالارتياح بشأن أرقام التسجيل والتصويت المبكر.

وأضاف أحد الإستراتيجيين الديمقراطيين المقربين من حملة هاريس: “أعتقد أن كلا الجانبين لديهما أسباب قوية حول كيف ولماذا يمكن أن يكون الفوز ممكنا، هذا جزء من سبب قرب السباق ولماذا لا يتمتع أي من الجانبين بميزة، كل استطلاع قريب بشكل مثير للدهشة”.

استطلاعات الرأي لم تحسم النتيجة

تتجه الانتخابات الرئاسية الأمريكية نحو مرحلة حاسمة، وفقا لأحدث استطلاع رأي صدر عن صحيفة “نيويورك تايمز” وكلية “سينا”.

وقد أظهرت النتائج تقدما لمرشحة الحزب الديمقراطي، كامالا هاريس، في ولايتي نورث كارولاينا وجورجيا، فيما نجح الرئيس السابق دونالد ترامب في تضييق الفارق في ولاية بنسلفانيا، ويحتفظ بأفضليته في أريزونا.

والتقارب الحالي بين المرشحين في الولايات المتأرجحة يجعل من الصعب التكهن بالنتيجة النهائية مع يوم الانتخابات.

يشير الاستطلاع إلى تقدّم هاريس بفارق ضئيل في نيفادا ونورث كارولاينا وويسكونسن، في حين يتقدم ترامب في أريزونا، بينما يبقى التنافس شديد القرب في ميشيغان وجورجيا وبنسلفانيا.

غير أن هذه الفوارق تقع ضمن هامش الخطأ الإحصائي، ما يعني أن أيا من المرشحين لم يحسم الصدارة بوضوح في أي من هذه الولايات، وفق “نيويورك تايمز”.

ويملك كل من المرشحين عدة سيناريوهات للفوز بـ270 صوت من أصوات المجمع الانتخابي البالغة 538 صوت، إلا أن أي خطأ في التوقعات قد يغير مسار السباق.

ومن اللافت أن الناخبين الذين اتخذوا قرارهم مؤخرا يميلون نحو هاريس، بحسب استطلاع الرأي الذي أظهر حصولها على 55 في المئة من دعم الناخبين الجدد مقارنة بـ44 في المئة لترامب. كما أن نسبة الناخبين المترددين انخفضت إلى 11 في المئة، بعد أن كانت 16 في المئة قبل شهر.

تأتي هذه النتائج بينما صوّت أكثر من 70 مليون أميركي حتى الآن، وفقًا لمختبر الانتخابات في جامعة فلوريدا.

وقد أفاد نحو 40 في المئة ممن شملهم استطلاع “نيويورك تايمز/سينا” في الولايات السبع المتأرجحة بأنهم أدلوا بأصواتهم، مع تقدّم هاريس بينهم بفارق ثماني نقاط، فيما يبدو أن ترامب يتمتع بتأييد أعلى بين من ينوون التصويت لاحقا قبل (يوم الانتخابات).

ماذا قالت الاستطلاعات في 2020؟

موقع صحيفة “نيوزويك” قارن نتائج هذه الاستطلاعات بنتائج استطلاعات 2020 التي قامت بها ذات المؤسستين.

وأضرت انتخابات 2016 بمصداقية استطلاعات الرأي إلى حد كبير، إذ كان معظمها يشير إلى تقدم واضح لمرشحة الحزب الديمقراطي، وقتها، وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.

أدى هذا الخطأ في 2016 إلى قيام العديد من مؤسسات استطلاع الرأي بتعديل المتغيرات الديموغرافية، لكن تلك التعديلات لم تحقق فعالية كبيرة كما كان مأمولا، وفق تقرير الصحيفة.

وفي استطلاع كلية سينا لعام 2020، ظهر تقدّم المرشح الديمقراطي جو بايدن بفارق تسع نقاط على ترامب بين الناخبين المحتملين على المستوى الوطني، لكن بايدن فاز في النهاية بفارق 4.5 نقطة، أي نصف ما توقعته الاستطلاعات.

ماذا عن توجهات الناخبين المسلمين؟

في السياق، أشار استطلاع للرأي أجراه مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية “كير”، إلى أن 42 في المئة من الناخبين المسلمين يفضلون مرشحة حزب الخضر جيل ستاين، بينما يدعم 41 في المئة نائبة الرئيس هاريس، وعشرة في المئة نسبة دعم الرئيس السابق دونالد ترامب، وواحد في المائة حصة المرشح تشيس أوليفر من الحزب الليبرالي، في حين أن خمسة في المئة فقط من المشاركين لا يخططون للتصويت.

وشمل الاستطلاع نحو 1500 ناخب مسلم، وأُجري في الفترة من 30 إلى 31 أكتوبر باستخدام قاعدة بيانات وطنية. وكانت “كير” قد أجرت استطلاع رأي في أواخر أغسطس الماضي، أظهر أن نسبة الدعم لكل من هاريس وستاين بين الناخبين المسلمين متساوية، إذ حصلت الأولى على نسبة 29.4 في المائة بينما حصدت الثانية 29.1 في المائة.

هاريس أم ترامب: أيهما أفضل للمنطقة العربية شعوبا وحكومات؟

على الرغم من أن الناخب الأمريكي وحده من سيحدّد هوية الفائز، يدور نقاش واسع في المنطقة العربية عما إذا كان أحد المرشحين أفضل من الآخر فيما يتعلق بالقضايا العربية واستقرار المنطقة.

وما شهدته المنطقة خلال العام الماضي من حرب إبادة صهيونية في غزة وبدرجة اقل في لبنان، زاد من اهتمام المواطن العربي بهوية الفائز، ومدى قدرة تأثيره فيما يجري من أحداث في المنطقة، فما الفوارق بين هاريس وترامب؟

“كامالا هاريس”

يرى البعض أن سياسة نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، تجاه قضايا المنطقة العربية لن تختلف كثيرا عن سياسة الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، خاصة وأنها لم تقدم أي وعود واضحة بإنهاء الحرب في غزة ولبنان.

وعلى الرغم من أن هاريس عبرت بشكل أقوى من الرئيس الأمريكي بايدن عن ضرورة إنهاء معاناة المدنيين في غزة، إلا أنها لم تتعهد بشكل واضح بوقف الحرب.

وأكدت هاريس أكثر من مرة تأييدها “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، كما تعهدت بضمان أمن إسرائيل وتقديم ما تحتاج إليه لضمان تحقيق هذا الأمن.

ويُرى عربيا أن الرئيس الأمريكي بايدن ونائبته هاريس لم يمارسا ضغوطا كافية على دولة الاحتلال لوقف نزيف الدماء الفلسطيني.

ويشير منتقدو هاريس إلى أنها لم تقدم ما يشي بأن فترة حكمها – حال وصولها – إلى رئاسة البيت الأبيض وسياستها الخارجية ستتغير كثيرا عن سياسة الرئيس الأمريكي الحالي بايدن.

وشهدت فترة ولاية الرئيس الأمريكي بايدن توترا ملحوظا في العلاقات الأمريكية مع السعودية.

وكانت العلاقات الأمريكية – السعودية توترت بشكل ملحوظ بعد الكشف عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي، داخل السفارة السعودية في إسطنبول، تركيا.

ويُولي الحزب الديمقراطي أهمية لملفات حقوق الإنسان وحرية التعبير، ويمارس ضغوطا على الحكومات المختلفة من أجل السماح بهامش من الحرية للمعارضة، وبانتخابات نزيهة نسبيا، لكن هذا التوجه سقط نهائيا طيلة سنة، حيث منحت الإدارة الأمريكية الضوء الأخضر للصهاينة ليبيدوا المدنيين في غزة دون حسيب وقريب.

كما أن الحزب الديمقراطي يربط في الكثير من الحالات بين المساعدات التي يقدمها للدول وتعامل حكومات هذه الدول مع ملفات حقوق الإنسان وحرية التعبير.

وكانت إدارة الرئيس الأمريكي بايدن قد حجبت جزءا من المساعدات العسكرية التي تقدمها إلى مصر على خلفية انتقادات حقوقية تتعلق بحقوق الإنسان وُجهت للنظام المصري، قبل أن تتراجع الإدارة الأمريكية وتقرر استئناف إرسال المساعدات.

وبغض النظر عن الخلفيات الحقيقية لهذه الضغوط، يرى البعض أنها تساعد بشكل ما في منح مساحة للمعارضة.

“دونالد ترامب”

على عكس هاريس، تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة أربع سنوات من 2017 وحتى 2021.

وبالنظر لسلوك ترامب خلال فترة رئاسته السابقة، يمكن التعرف على بعض ملامح سياسته الخارجية تجاه المنطقة.

يولي ترامب أهمية كبيرة للملف الاقتصادي، وشهدت فترة رئاسته العديد من الصفقات التجارية بين الولايات المتحدة وعدة دول عربية، أهمها صفقات أسلحة مع السعودية.

وعلى عكس رؤساء أمريكيين سابقين، لا يضغط مرشح الحزب الجمهوري على حكومات الدول لإجراء إصلاحات سياسية أو لزيادة هامش حرية التعبير، كما أنه لا ينتقد ملفات حقوق الإنسان الخاصة بهذه الدول بشكل علني.

ويصف ترامب عدة رؤساء وزعماء عرب بالأصدقاء، كولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ورئيس دولة الإمارات، محمد بن زايد، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي. وكان ترامب حلقة الوصل في اتفاقيات التطبيع التي وقعتها دولة الاحتلال مع الإمارات والبحرين والمغرب.

وعلى الرغم من تعهده بإنهاء الحرب الأوكرانية، لم يقدم ترامب تعهدا مماثلا بإنهاء الحرب في غزة.

وانتقد ترامب ما وصفها بـ”الضغوط” التي يمارسها الرئيس الأمريكي بايدن على رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، في حرب غزة، مطالبا الرئيس الأمريكي بـ”عدم الضغط على إسرائيل”.

وخلال فترة حكمه السابقة، قدم ترامب لدولة الاحتلال ما لم يقدمه أي رئيس أمريكي سابق، إذ نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، كما اعترف بسيادة الصهاينة على مرتفعات الجولان المحتلة.

وانسحب ترامب من الاتفاق النووي الذي وقعته الولايات المتحدة مع إيران، خلال فترة الرئيس باراك أوباما. كما فرض ترامب عقوبات على طهران من أجل إجبارها على الموافقة على اتفاق نووي جديد بشروط أكثر صرامة من الاتفاق النووي السابق.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!