أول امتحان “لتقييم مكتسبات” تلاميذ الأولى متوسط

ستنظم وزارة التربية الوطنية أياما تكوينية لفائدة أساتذة التعليم المتوسط حول المعالجة البيداغوجية لصعوبات التعلم، على ضوء نتائج التلاميذ المحققة في امتحان “السانكيام الجديد” والذي برمج في دورة ثانية خلال السنة الدراسية الفائتة، وذلك تحسبا للشروع بداية من الدخول المدرسي للموسم المقبل 2024/2025، في برمجة أول امتحان لتقييم مكتسبات تلاميذ مرحلة التعليم المتوسط، ليمس كخطوة أولى تلاميذ الأولى، على أن يتم توسيع الاستفادة وبشكل تدريجي لتشمل الأقسام الأخرى المتبقية.
وبهذا الصدد، أفادت مصادر “الشروق” بأن القائمين على وزارة التربية الوطنية قد قرروا إخضاع أساتذة السنة الأولى متوسط وبالضبط مسؤولي المادة لتكوين بيداغوجي، يومي الـ18 و الـ19 سبتمبر الجاري، حول موضوع المعالجة البيداغوجية لصعوبات التعلم، من خلال الاستناد إلى نتائج التلاميذ المحققة في امتحان تقييم مكتسبات مرحلة التعليم الابتدائي “السانكيام الجديد”، والذي برمج شهر ماي الفارط في دورة ثانية.
ولفتت مصادرنا إلى أن الهدف من التكوين البيداغوجي هو منح الأساتذة أدوات التعامل مع التلاميذ الناجحين في امتحان “السانكيام الجديد”، والمنتقلين إلى أقسام الأولى متوسط والمتحصلين على التقديرين “تحكم أدنى” و”تحكم جزئي”، وذلك من خلال تمكينهم من التعرف على مستوى متعلميهم عن طريق الاطلاع على “دفتر التقييمات” للخامسة ابتدائي والواردة من المدارس الابتدائية.
وأضافت مصادرنا في هذا الشأن، بأنه على ضوء تلك النتائج، يتم الشروع في برمجة حصص للاستدراك لفائدتهم في المواد غير المتحكم فيها أو المواد التي سجلوا فيها نتائج ضعيفة.
وفي نفس السياق، أبرزت ذات المصادر بأن التكوينات البيداغوجية، والتي تحرص مصالح وزارة التربية الوطنية، على برمجتها قبيل الدخول المدرسي القادم، الغرض منها هو التحضير لوضع أرضية صعبة ومناسبة، للشروع بدءا من السنة الدراسية الجديدة في برمجة أول امتحان لتقييم مكتسبات مرحلة التعليم المتوسط، وسيمس كمرحلة أولى تلاميذ أقسام السنة الأولى، على أن يتم توسيع الاستفادة بشكل تدريجي ليشمل في السنوات المقبلة المستويات المتبقية “الثانية والثالثة والرابعة”.
وتسعى الوزارة إلى تكرار تجربة “السانكيام الجديد”، من خلال تعميمها لتشمل مرحلة التعليم المتوسط، قصد التعرف بشكل دقيق وعن قرب على المستوى الدراسي الحقيقي للتلاميذ، من خلال الوقوف على أوجه القصور لديهم والتعرف على مكامن الضعف، والعمل على معالجتها عن طريق تقييم المكتسبات والمعارف.
ويذكر أن الوصاية وبعد أول دورة لامتحان تقييم مكتسبات مرحلة التعليم الابتدائي، قررت إخضاع التلاميذ المنتقلين إلى أقسام الأولى متوسط لحصص استدراكية لأجل تقويم الضعف لديهم، إذ أظهرت نتائج المعالجة البيداغوجية التي برمجها أساتذة التعليم المتوسط أن نسبة المتعلمين الذين تبيّن بأن لديهم “ضعفا قاعديا” في ثلاث مواد قد فاقت الـ80 بالمائة، مما أدى إلى تغيير تصنيفهم من الخانة “تحكّم جزئي” إلى الخانة “تحكّم أدنى”، وهو ما يؤكد وجود خلل كبير في التقييم في مرحلة التعليم الابتدائي.
واستنادا لما سبق، قررت الوصاية، من خلال مديرية التكوين وبالتنسيق مع مديرية التعليم المتوسط، برمجة أيام تكوينية لفائدة مفتشي التعليم المتوسط، في تخصصات إدارة ومواد وتوجيه مدرسي ومهني، يومي 11 و12 سبتمبر الجاري، حول موضوع مضاعفة التكوين حول المعالجة البيداغوجية لصعوبات التعلم المشخصة في امتحان تقييم المكتسبات مرحلة التعليم الابتدائي، وذلك في إطار مواصلة تنفيذ المخطط القطاعي السنوي للتكوين وتحسين مستوى الموظفين والأعوان المتعاقدين بعنوان سنة 2024.
وفي هذا الإطار، دعت الوزارة الوصية مديريها التنفيذيين إلى أهمية استدعاء مفتشي إدارة المتوسطات، مفتشي المواد لتخصصات اللغة العربية، التربية الإسلامية، اللغة الأمازيغية، الرياضيات، اللغة الفرنسية، اجتماعيات، علوم الطبيعة والحياة، العلوم الفيزيائية والتكنولوجيا، وكذا مفتشي التوجيه والإرشاد المدرسي، لحضور الدورة التكوينية المقتضبة، والتي ستخصص بالأساس لاستغلال النتائج المستقاة من امتحان تقييم مكتسبات مرحلة التعليم الابتدائي، واستثمارها في معالجة صعوبات التعلم المشخصة لدى متعلمي الأولى متوسط.
وإلى ذلك، سيتم تنظيم دورة تكوينية لفائدة مديري المتوسطات، في الفترة من الـ15 سبتمبر الجاري وإلى غاية 23 منه، وسيشرف عليها ويؤطرها مفتشو التعليم المتوسط تخصصات إدارة، على أن يتم تكليف مفتشي التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني، ببرمجة أيام تكوينية لصالح مستشاري التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني، وذلك خلال نفس الفترة الزمنية.