-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أوّل لاعب بِلحية كثّة سوداء يستلم جائزة “الكرة الذهبية”!

علي بهلولي
  • 14615
  • 2
أوّل لاعب بِلحية كثّة سوداء يستلم جائزة “الكرة الذهبية”!
ح.م
كريم بن زيمة بعد نيله جائزة "الكرة الذهبية" في حفل 2022.

ظلّت صورة اللاعب الأَمْرَدِ الذي يستلم جائزة “الكرة الذهبية”، المشهد الطّاغي في حفل مجّلة “فرانس فوتبال”، إلى غاية نسخة 2022.

ويُعرّف “الأمرد” في اللّغة العربية بِالشاب الذي لا شارب ولا لحية له، سواء لِأمر “خَلْقي” أو مقصود منه.

وبدأت وسيلة الإعلام الفرنسي تمنح الجائزة المُشار إليها أعلاه عام 1956، ومنذ أوّل طبعة لها لم يحدث أن قدِم لاعب لِاستلام المكافأة وهو يُطلق لحية!

وحاول النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في حفل 2019 الخروج – نوعا ما – عن المألوف، وظهر في الحفل يُطلِق لحية شقراء “مُحتشمة” و”باهتة”، مثل تلك التي كان يشتهر بها المُغنّي الإنجليزي الرّاحل جورج مايكل (الصورة المُدرجة أدناه). لكن كريم بن زيمة في حفل 2022، كان صريحا وقدِم بِلا لفّ ولا دوران وهو يُطلق لحية كثّة سوداء، مُسجّلا الاستثناء في تاريخ هذه الجائزة.

غير أن مهاجم الريال أو الذين يقفون خلفه، بدّدوا كلّ ما من شأنه إلصاق تلك التهمة الجاهزة، والتي يُطلقها عنصريو فرنسا والغرب ضد المسلمين. وذلك لمّا حضر هذا اللاعب بِربطة عنق مُميّزة ولم يسبقه إليها أحد في هذا الحفل، اشتهر بها مُغنّي “الرّاب” الأمريكي الرّاحل توباك (الصورة المُدرجة أدناه).

في المنتخب الوطني الجزائري، اشتهر الحارس عنتر عصماني بِلحيته الكثّة السوداء، التي تميّز بها سواء في مقابلاته مع نادي وفاق سطيف أو “الخضر”، على غرار نهائيات كأس أمم إفريقيا 1990 بِأرض الوطن. وفي “كان” السنيغال 1992، فاجأ المهاجم رابح ماجر الجمهور الجزائري، لمّا ظهر على غير العادة وهو يُطلق شاربا! وبدا حينها أن صاحب الكرة الذهبية الإفريقية لِعام 1987، أراد التميّز (يُخالف) أمام زملاء له إمّا مُلتحين أو يُروّج على أنهم مُتديّنون (عصماني، وعبد الحكيم سرار، وجمال عماني، وكمال قادري، وسي الطاهر الشريف الوزاني، وصالح عصاد ولو أنه لم يُشارك في تلك الدورة).

ويبدو في الوسطَين الفني والرياضي العالميَين منذ نحو 10 إلى 15 سنة خلت، أن أمرا ما أقرب إلى الحقيقة فحواه أن جهة خفية منحت للمُنتسبين إلى هذَين المجالَين (النجوم تحديدا) الضوء الأخضر بِإطلاق اللّحية، التي ما عادت – فجأة – ترمز إلى الغلظة والتشدّد!

لمّا يُحرز ابن مهاجر جزائري “الكرة الذهبية” يوم 17 أكتوبر بِباريس

أحرز النّجم الفرنسي ذو الأصول الجزائرية كريم بن زيمة مساء الإثنين جائزة “الكرة الذهبية”، التي تمنحها مجلّة “فرانس فوتبال”.

وانْتُظم حفل تسليم جائزة “الكرة الذهبية” بِمسرح “شاتلي” الذي يقع في العاصمة الفرنسية باريس.

وتصدّر مهاجم منتخب “الديكة” كريم بن زيمة، لائحة ضمّت 30 لاعبا ينتمون إلى بلدان شتّى.

وحلّ ثانيا السنيغالي ساديو ماني مهاجم بايرن ميونيخ الألماني، بينما شغل المركز الثالث البلجيكي كيفين دو بروين متوسط ميدان مانشستر سيتي الإنجليزي. في حين تموقع الجزائري رياض محرز في الرّتبة الـ 12 عالميا.

وجاء تتويج لاعب الخطّ الأمامي لِفريق ريال مدريد الإسباني منطقيا، ذلك أن زيمة (34 سنة) تألّق بِصورة لافتة هذه السنة، بِدليل أنه ساهم بِقوّة في إحراز “الميرنغي” لقب “اللّيغا” والكأس المحلّية الممتازة ورابطة أبطال أوروبا والكأس الأوروبية الممتازة.

وعلى المستوى الفردي، وقبل حصده جائزة “الكرة الذهبية”، نال بن زيمة جائزة الاتحاد الأوروبي لِكرة القدم الخاصة بِأحسن لاعب في موسم 2021-2022، وأفضل لاعب في رابطة أبطال أوروبا للنسخة ذاتها، وأحسن هدّاف لِهذه المنافسة، وهدّاف البطولة الإسبانية للموسم الماضي. فضلا عن تتويجات أخرى قيّمة.

وخلَف كريم بن زيمة جزائريا آخر، ذلك أن زين الدين زيدان كان آخر لاعب دولي فرنسي ظفر بِجائزة “الكرة الذهبية” عام 1998.

وقبل بن زيمة 2022، حاز النّجم الأرجنتيني ليونيل ميسي جائزتَي النّسختَين الماضيتَين 2021 و2019 (2020 لم تُمنح بِسبب جائحة “كورونا”). مع الإشارة إلى أن “البرغوث” غاب عن قائمة الـ 30 لاعبا للطّبعة الحاليا.

وأبصر كريم بن زيمة النّور بِمدينة ليون الفرنسية عام 1987، من أسرة جزائرية (الأب من بجاية والأمّ من وهران) مُهاجرة ومُستقرّة هناك.

وافتكّ كريم بن زيمة جائزة “الكرة الذهبية” في ظروف مُميّزة، ذلك أنه تعرّض لِحملة شرسة سنة 2015 لِتسويد صورته أمام الرّأي العام (قضية فالبوينا)، كان خلفها الوزير الأوّل الفرنسي ذو الأصول الإسبانية مانويل فالس، ووزيره للرياضة باتريك كانير، ومناضلو اليمين المُتطرّف، والصحافة المحلّية التي تحرّكت بِمهماز، فأُبعد عن منتخب “الزّرق”. قبل أن يُعاد إليه الاعتبار عشية العهدة الثانية للرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، الذي بدا وأنه أعطى إشارة بِاحترام هذا اللاعب الفذّ، فكان له ما أراد!

وهناك معطى آخر، وبِما أن مجلّة “فرانس فوتبال” ليست بعيدة عن الدوائر السياسية في فرنسا، فقد ارتأت إدارتها تنظيم الحفل بِباريس في الـ 17 من أكتوبر، الذي يرمز إلى جرائم ووحشية البوليس الفرنسي ضد المهاجرين الجزائريين، في اليوم والمكان ذاتهما عام 1961. فكان هناك أشبه بـ “المصالحة” في ثوب رياضي، بِمنح ابن مهاجر جزائري بِفرنسا أسمى الجوائز الكروية، وفي يوم ومكان “تاريخيَين”.

بن زيمة في أفضل رواق

أدرجت مجلّة “فرانس فوتبال” مساء الجمعة، اسم النجم الجزائري رياض محرز ضمن قائمة المُتسابقين لِنيل جائزة “الكرة الذهبية” 2022.

وضمّت اللائحة 30 لاعبا عبر أرجاء المعمورة، بينهم رياض محرز جناح فريق مانشستر سيتي الإنجليزي، وقائد “محاربي الصّحراء”.

واللافت أن الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم فريق باريس سان جيرمان الفرنسي، والمُتوّج بـ “الكرة الذهبية” في طبعتها الماضية، لم يُدْرَجْ اسمه ضمن القائمة. مثلما هو الشّأن لِزميله البرازيلي نيمار.

وسيُعلن المُنظّمون عن اسم الفائز، في حفل يُقام بِأحد أعرق وأكبر مسارح العاصمة الفرنسية باريس المعروف بِاسم “شاتلي”، مساء الـ 17 من أكتوبر المقبل.

ويحمل التاريخ والمكان أكثر من دلالة، كونه يُشير إلى مجازر الاستعمار الفرنسي النذل المُقترفة ضد المهاجرين الجزائريين، بِالعاصمة باريس في الـ 17 من أكتوبر 1961.

ويتوقّع كبار نُقّاد كرة القدم أن تُمنح الجائزة للمهاجم الفرنسي كريم بن زيمة، نجم نادي ريال مدريد الإسباني. بعد تألّقه اللافت في الموسم المُنقضي، بِنيل: لقب رابطة أبطال أوروبا، ولقب بطولة إسبانيا، والكأس الأوروبية الممتازة، والكأس الإسبانية الممتازة، وهدّاف وأحسن لاعب في رابطة أبطال أوروبا، وهدّاف وأحسن لاعب في البطولة الإسبانية، فضلا عن تتويجات أخرى.

ومعلوم أن كريم بن زيمة ينتمي إلى أسرة جزائرية مُهاجرة ومُقيمة بِفرنسا.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد اعترف في الـ 16 من أكتوبر 2021 بِباريس، بِأن “مجازر الـ 17 من أكتوبر 1961 جرائم لا تُغتفر للنظام الاستعماري الفرنسي”…في انتظار تقديم الاعتذار.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • ناقل

    مصادفة عجيبة.

  • ناقل

    لو يكون الأمر كذلك جيد، على ما هو معلوم المجال الرياضي مستقل عن الشأن السياسي. الرئيس ماكرون إعترف بأنها جرائم لا تغتفر للنظام الإستعماري الفرنسي و من ثم مسألة الإعتدار تبدو شكلية. سيقوم الرئيس ماكرون بزيارة دولة هامة للجزائر، من مصلحة الجزائر إنجاحها من كل النواحي و بدل أقصى الجهود في سبيل دلك. لا نريد مثلا تصريحات لا مسؤولة كالتي صدرت عن وزير العمل السابق الهاشمي جعبوب وصف فرنسا بالعدو التقليدي و الدائم للجزائر و التي إعتبرها الرئيس ماكرون بالغير مقبولة و الحمد لله ثم إحتواءها. يتوجب على الوزارء العمل تعزيز و تتمنين مع الدول الصديقة، لا خلق توترات. نتمنى من وزراء الطاقم الحكومي العمل على ترطيب العلاقات بين البلدين و أن يكونو سباقين في إقتراح مشاريع مشتركة لفائدة الطرفين. قد يكون طلب جزائري من الرئيس الفرنسي تسليم الجزء من الأرشيف الجزائري الدي إستولت عليه فرنسا في العاصمة و بايليك قسنطينة و المدية و وهران في أوائل سنوات الهيمنة الفرنسي بعد 1830 مفعول أقوى من طلب الإعتدار.