إشهار سيف الحجاج في وجه “المؤثرات”.. سجن “دنيا السطايفية” والتحقيق مع أخريات

أشهرت مصالح الأمن الجزائرية سيف الحجاج في وجه “المفسدات” لأخلاق الشباب، اللواتي أخذن لقب “المؤثرات”، حيث ضجت شبكات التواصل الاجتماعي، مساء الأربعاء، بالحديث عن حبس “دنيا السطايفية”، ووحيدة قروج، والتحقيق مع أخريات.
وبحسب ما كشفت مصادر إعلامية فقد قضت محكمة عين الكبيرة، شرق ولاية سطيف، صباح الأربعاء، بإدانة المتهمة (د.ر) المدعوة “دنيا السطايفية” بعقوبة خمس سنوات سجنا نافذة وغرامة مالية قدرها 10 ملايين سنتيم.
ووجهت للمؤثرة الشهيرة، العديد من التهم منها صناعة محتوى هابط وعرض فيديوهات مخلة بالحياء على منصات التواصل الاجتماعي، وأيضا بيع صور مخلة بالحياء والوساطة في ممارسة الدعارة.
ودنيا رياش المعروفة باسم “دنيا السطايفية” تحظى بمتابعة واسعة على مواقع التواصل التي تقدم من خلالها روتينها اليومي، حيث يتابعها أكثر من 623 ألف شخص على “فيسبوك” وحوالي 300 ألف على “إنستغرام”.
وتأتي هذه التطورات ضمن سلسلة من التحقيقات باشرتها الجهات الأمنية قبل الشهر الفضيل، حيث تم في وقت سابق حبس ملكة جمال شمال أفريقيا السابقة وحيدة قروج بسجن القليعة على خلفية احتجازها لمدير أعمالها وتهديده وضربه في بث مباشر عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وجرت الواقعة في منطقة أولاد فايت، عندما “استدرجت” وحيدة قروج مدير أعمالها إلى منزلها يوم الاثنين 24 فيفري الماضي بدعوى أنها تريد تسليمه مالا، بحسب الشرطة التي أكدت أن ملكة الجمال السابقة “احتجزت مدير الأعمال وهددته وضربته أمام أفراد من عائلتها”.
ووفق المصادر نفسها، فإن المتهمة أكدت أثناء التحقيق أن دافعها كان خلافات مالية وشخصية مع مدير أعمالها الذي كان مسؤولا عن العديد من الإعلانات التجارية الخاصة بها على منصات التواصل الاجتماعي.
ووحيدة قروج من أبرز الشخصيات الشهيرة في عالم الموضة، بدأت مسيرتها في عالم الأزياء في سن مبكرة، حيث دخلت هذا المجال وهي في السادسة عشرة من عمرها، كما في العديد من عروض الأزياء وتعاونت مع مصممين معروفين.
توجت في عام 2019 بلقب “ملكة جمال التراث الأفريقي”، وحصلت في 2021 على لقب “ملكة جمال شمال أفريقيا”.
وفي شهر فيفري الماضي أوقفت مصالح الأمن ثلاث نساء، اشتبهت في توّرطهن في قضية إنتاج مقاطع فيديو “مخلة بالحياء”، كان من بينهن المؤثرة المعروفة باسم “شيراز العنابية”.
وجاء في بيان للمصالح المعنية أن “الوحدات العملياتية المتخصصة للأمن الوطني تواصل جهودها لدحر جميع أشكال الجرائم، خاصة تلك المتعلقة بالمساس بالآداب العامة”، مضيفًا أن الموقوفات، اللواتي تتراوح أعمارهن بين 25 و33 عامًا، تم توقيفهن في إطار التحقيق في القضية.
وأشار المصدر ذاته إلى أن التوقيف جاء إثر الاشتباه في تورطهن في “إنتاج مقاطع فيديو مخلة بالحياء، يتم عرضها عبر شبكة الأنترنت لتحفيز الجمهور على الفسق وفساد الأخلاق باستخدام الإغراء والإيحاءات بالصوت والصورة”.
كما وجهت لهن تهم “انتحال مهنة”، و”تعريض سلامة الأشخاص الجسدية للخطر من خلال الانتهاك المتعمد لواجبات الحيطة التي يفرضها القانون”، بالإضافة إلى “ممارسة نشاط خارج نطاق السجل التجاري”. وقد تم ربط هذه التهم ببعض الأسماء التي روجت لنفسها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
يذكر أن “شيراز العنابية” و”داليا حسين”، تقدمان نفسيهما كخبيرتين في التجميل.
وتحركت مصالح مكافحة الجريمة الإلكترونية بعد حملة قام بها نشطاء طالبوا من خلالها السلطات بالتصدي للمؤثرين الذين يروجون للمحتوى غير الأخلاقي عبر مواقع التواصل الاجتماعي المنافي لقيم المجتمع الجزائري.
واستحسن الكثيرون حملة الاعتقالات، خاصة بعد ورود أنباء عن التحقيق مع مؤثرة أخرى تدعى “شيرين” تقدم محتوى هابطا وتقوم بتصرفات بذيئة على المباشر، حيث طالبوا بحملة تطهير واسعة لأن صناع المحتوى المعروفين بالتفاهة والفُجر في تزايد كالفطريات.
وأطلق رواد منصات التواصل في السنوات الماضية حملة “ديزابوني التفاهة” التي تبناها الكثيرون ودعوا لإعادة إطلاقها من أجل إلغاء متابعة كل المشاهير الذين يعملون على هدم قيم المجتمع وإفساد أخلاق الشباب وشغلهم عن القضايا الهامة.
للعلم فإن ارتكاب أفعال الشذوذ ونشر الرذيلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هي جرائم يعاقب عليها المُشرّع الجزائري، بعقوبات تتراوح بين عامين إلى 3 سنوات حبسا نافذة.
ووفقا لمختصين في القانون فإن النيابة العامة بإمكانها التحرك تلقائيا ودون وجود شكاوي، في حال وجود ترويج وانتشار لفيديوهات تروج لفساد الأخلاق والرذيلة في المجتمع.