الأغواط.. سر تسميتها وأصل سكانها

تزخر مدينة الأغواط بتاريخ حضاري وأصول، موقعها له خصائص تاريخية وجغرافية وكذا اجتماعية، مكان معقد التركيبة الاجتماعية، من حيث الأجناس والقبائل، والسلالات والعروش المركبة للنسق الاجتماعي لهذه المنطقة العريقة. الشروق العربي تبحث في علم الأنساب لمعرفة أصل أهل الأغواط الكرام.
قبل الحديث عن نسب أهل الأغواط، دعونا نكتشف أصل تسمية مدينة الأغواط.. بحسب العلامة ابن خلدون، فالتسمية تعود إلى إحدى القبائل البربرية “بني الأغواط”، التي كانت تقطن المنطقة، وذكرها بلفظها الأصلي بالقاف “قبيلة لقواط موجودة في نواحي البيض ويقال لهم كسال”.
في كتابه الأغواط والمنازل المحاطة بالبساتين، رجح الكاتب الفرنسي جون ميليا، أن الأغواط أخذت اسمها من موقعها المخضر، إذ إن الغوطة هي المكان المنبسط الكثير الاخضرار والمياه. رواية أخرى تفند ما قيل وترجع الاسم إلى أصله البربري، ولغواط في اللغة الأمازيغية مشتقة من غوغتي، يعني حقول أشجار الفواكه التي كانت تتزين بها المدينة.
وهناك من يزعم أن “لقواط” جمع قوطي، باللهجة العامية، أي العلبة التي تصنع من الحلفاء توضع بداخلها مختلف الأشياء. تاريخ ممتد لقرون إن تاريخ أصل الأغواط ضارب في أعماق التاريخ، فقد سكنها الإنسان منذ جميع الفترات التاريخية، وهذا ما تشهد عليه الرسومات الحجرية بالميلق، وأطلال القصر البربري بالخنق. وعن سكان الأولين للأغواط، فقد جاء في تاريخ ابن خلدون أن بني الأغواط هم فرع قبيلة مغراوة، التي هي بطن من بطون زناتة البربرية.
قبيلة زناته البربرية الأمازيغية هي ضلع من القبيلة الكبيرة والعظيمة “لواتا”. فزناته من أكبر القبائل البربرية، وثاني القبائل القوية بالمغرب العربي، بعد صنهاجة، وتليها كتامة، وهي منتشرة في نواحي تلمسان وريغه والأغواط وبسكرة..
أما قبيلة مغراوة، فهي بطن من بطون زناتة، وهم أبناء “مغراوين يصلين”، من أهم بطون مغراوة: سنجاس، الغمرة، بني وره، وبني الأغواط.
الأمازيغ في الأغواط ومما يدل على أثر الأمازيغ القدماء بالمنطقة عدة ألفاظ مازالت متداولة، كالهضبة التي اختطت عليها المدينة، وهي جبل تيزي
قرارين، وبعض المناطق كـ تاونزة، تلغيمت. ومن أسماء التمور المعروفة بالواحة نجد: تادالة، تيزاوت وتيمجهورت.
يرجع بعض المؤرخين تاريخ إنشاء المدينة بصفة نهائية إلى بداية القرن 11 ميلادي، بحسب العلامة ابن خلدون، يعد غزو الهلاليين سنة 1045 بداية تاريخ شهدته المنطقة لنزوح قبائل عربية، كبني هلال وبني سليم، الذين قدموا من الجزيرة العربية “الحجاز ونجد”، ومن الدولة الفاطمية بمصر. إن تاريخ الأغواط يصبح حقيقيا ابتداء منذ تاريخ سيدي الحاج عيسى، وفي هذه الفترة الزمنية استقرت قبيلة الأرباع بالمنطقة، فيقال إن أصل الأرباع يعود إلى القحطانية اليمنية، وكانوا عبارة عن أربع قبائل أو عروش بدوية، أما اليوم، فيشكل الأرباع 10 قبائل هم: الحجاج، العمامرة، الزكازكة، أولاد سيدي سليمان، الحرازلية، أولاد صالح، أولاد زيان أولاد سيدي عطا الله، العبابدة صفران، مخاليف الصحراء.