الإساءة للشهيد “علي لابوانت”.. الشيخ بن عطاء الله يقصف خرّيجتي “قسمة ونصيب”

قصف الشيخ رشيد بن عطاء الله، إمام مسجد عمر بن الخطاب ببلدية بلوزداد بالعاصمة، خريجتي برنامج “قسمة ونصيب”، المتسببتين في ضجة واسعة على خلفية إساءتهما للشهيد علي لابوانت.
يظهر الشيخ الذي يتابعه الآلاف عبر منصات التواصل الاجتماعي نظرا لأسلوبه الشيق في المواعظ، في مقطع متداول، وهو يؤكد أن الفتاتين اللتين ضحكتا باستهزاء على الرجال، مع ترديد عبارة “علي موت واقف” لو كانتا في زمانه لما تجرأتا على الضحك، مشددا: “قسما بالله سنيكم ما يبانو”.
وقال صاحب اللغة البسيطة القريب من قلوب الشباب مخاطبا الناشطتين: “بعد الله والفضل والنصر فإن هؤلاء الرجال كانوا سببا في حياتك الكريمة أنت وصديقتك واسألا التاريخ عن تضحياتهم وبطولاتهم”.
وأضاف: “رجال بمعنى الكلمة.. شباب صغار معظمهم من خريجي المدارس القرآنية ومن مجالس العلماء دوّخوا أعتى قوة في ذلك الزمان”، مردفا: “قالت لصديقتها علي موت واقف وهي تضحك تعرفي انت علي؟.. علي قلب التاريخ تجي انت سافلة هابطة حابة تطعني فيه.. انت لا شيء”.
وختم خطبته بالمثل القائل: “خلا لك الجو فبيضي وفرّخي”، إشارة لتوفر الأجهزة والمنصات.
وكانت الناشطتان قد قدمتا تبريرات كثيرة بعد الانتقادات التي طالتهما بسبب الشهيد علي لابوانت، بعدما أخذت القضية مجرى آخرا بجرهما إلى العدالة على خلفية الإساءة لأحد رموز الثورة التحريرية المجيدة.
وطالب النائب البرلماني عزيز عبد القادر، وزير العدل حافظ الأختام بالتدخل وفتح تحقيق بشأن الفيديو المنشور على منصة “تيك توك”، والذي يتضمن محتوى ساخرا يُسيء للشهيد الرمز “علي عمار” المدعو “علي لابوانت”.
وردت الناشطتان “فلة بن جليد” المعروفة باسم فلة الملكة، والتي لديها 1.8 مليون متابع على تيك توك، و”شهيناز خيضر”، التي يتابعها 365 ألف شخص عبر ذات المنصة على تهمة الإساءة للشهيد، مؤكدتين أنهما “سخرتا فقط من العبارة التي جاءت في عمل فني”.
وقالت “الملكة فلة” إن المقطع الذي انتشر تم اقتطاعه من فيديو طويل، لافتة إلى أن من روج له هدفه أذيتها وشهيناز، التي عبرت عن حبها لبلادها فوق كل شيء، مؤكدة على أن الإساءة للثوار لم تكن نيتهما، خاصة وأنها من عائلبة ثورية حسب زعمها.
@fellabenjlid انا احكي مع اصحاب العقول النيرة وهذا اول فيدو واخر فيديو نحكي على هاذ سوجي 💋🇩🇿🫡
@anaofficiel28 #LIVEFest2024 #قسمة_ونصيب #قسمةو_ونصيب #qesmawnaseb2 #شعب_الصيني_ماله_حل😂😂 #شهيناز #وجدان #fouryou #explore @Chahinaz.officiel @aya_ibrahiim @ALI jabaar
وأضافت فلة في اتصال هاتفي مع برنامج صباح الشروق: “أنا اتابع دراستي في تركيا، ومعروفة على مواقع التواصل الاجتماعي، في حياتي ما نقدر نمس سمعة شهيد أو سمعة بلدي”، وطلبت من المثيرين للضجة بمشاهدة كل البث ومن بعدها الحكم.
وأردفت: “لو تشوفوه والله والله أن تلك الجملة لا تنطبق على شهيدنا أبدا”.
من جانبه تحدّث البرلماني عبد القادر في اتصال مع قناة الشروق نيوز بمنتهى الأسف عن الحادثة المستفزة والمؤسفة التي أثارت غضبا عارما بين المواطنين الجزائريين، لافتا في الطلب الموجه لوزير العدل باسم المجموعة البرلمانية للأحرار أن هذا السلوك المستهجن من طرف الناشطتين لا يمس فقط بذاكرة شهدائنا الأبرار، بل يشكل أيضا إساءة واضحة لقيمنا الوطنية ولتضحيات شعبنا في سبيل الحرية والاستقلال.
وأضاف أن الفيديو وما يحتويه من تجاوزات أدى إلى خلق حالة من الاحتقان والغضب الشعبي، مشددا على ضرورة التدخل العاجل والصارم للسلطات المعنية من أجل ضمان حماية رموز الأمة والحفاظ على كرامة الشهداء الذين وهبوا أرواحهم في سبيل الوطن.
ومنذ أيام، أطلت الناشطتان، وهما من خريجات برنامج “قسمة ونصيب” الفاسق، في بث مباشر، وهما ترددان العبارة الشهيرة “يا علي موت واقف” ثم تنفجران بالضحك، ما أثار موجة غضب واسعة وسط مطالب بتسليط أقسى العقوبات عليهما ومراقبة نشاط المؤثرين عبر الشبكات.
في ذات السياق، قال مسؤول التنظيم بالجمعية الوطنية لكبار معطوبي حرب التحرير في البليدة، الحكيم محرزي، في تصريحات صحفية إن الهيئة “باشرت إجراءات رفع دعاوى قضائية ضد بعض من يعتبرون أنفسهم مؤثرين على مواقع افتراضية وصفحات إلكترونية”.
وأوضح أن المعنيين “ضربوا كل معايير الحشمة والاحترام، إضافة إلى المساس بقدسية الشهيد”.
يذكر أن “علي موت واقف”، مأخوذة من فيلم “الأفيون والعصا” لأحمد راشدي إنتاج 1969، الذي يحكي حقبة من تاريخ الثورة التحريرية.
صارت العبارة الشهيرة بمثابة المثل الذي يضرب تعبيرا عن الصمود في مواجهة الأزمات، وانعكاسا لكل موقف بطولي ورجولي في تاريخ الجزائريين إلى اليوم.
المشهد جسّده الفنان القدير سيد علي كويرات بكل احترافية واقتدار وحسّ فني مرهف في الفيلم الذي روى فصولا مروّعة وحاكى وقائع مأساوية لإحدى القرى الجزائرية التي قاوم أهلها “الاستدمار” الفرنسي، فتعاطفوا مع المجاهدين رغم محاولة العدو ترويضهم لكن عبثا، ليصل الأمر إلى نسف القرية وتشتيت أهلها.