-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رفعت حجم إمداداتها إلى 4 ملايير متر مكعب

الجزائر تعاقب إسبانيا بزيادة ضخّ الغاز إلى إيطاليا

محمد مسلم
  • 15276
  • 0
الجزائر تعاقب إسبانيا بزيادة ضخّ الغاز إلى إيطاليا

قررت الجزائر رفع حجم إمداداتها من الغاز إلى إيطاليا بـ4 ملايير متر مكعب إضافية، بداية من الأسبوع القادم، وهو القرار الذي جاء في أعقاب خلافات كبيرة بين الجزائر وإسبانيا، الشريك الذي خسر المعاملة التفضيلية في العقود المبرمة في مجال الطاقة.

وسيقوم مجمع سوناطراك بتسليم هذه الكمية الإضافية من الغاز إلى مجمع “إيني” وشركائه الإيطاليين الآخرين بداية من الأسبوع القادم، وهو القرار الذي يتماشى مع التقارب الكبير الحاصل على صعيد العلاقات بين الجزائر وروما.

وسبق للجزائر، التي وقعت مؤخرا، اتفاقيات مع إيطاليا، أن قامت بتزويد هذا البلد بـ13.9  مليار متر مكعب منذ مطلع السنة الجارية، متجاوزة بذلك الحجم المتوقع بـ113 بالمئة، كما تعتزم إمداد إيطاليا قبل نهاية سنة 2022 بـ6 مليار متر مكعب إضافية من الغاز الجزائري، وفق ما جاء في برقية لوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.

القرار يدخل حيز التّنفيذ ابتداء من هذا الأحد

ومن شأن هذا القرار أن يعزز أكثر الروابط التاريخية بين المجمع الإيطالي”إيني” والمجمع البترولي الجزائري “سوناطراك”، اللذين تربطهما اتفاقيات تاريخية في مجال التعاون الطاقوي، كما يعتبر المجمع الإيطالي، من أكبر المستثمرين في قطاع الطاقة بالجزائر، والذي تعزز باتفاقيات ثنائية خلال شهر أفريل المنصرم.

وكان تزويد إيطاليا بالغاز الجزائري شكل محور المحادثات التي كان قد أجراها الرئيس، عبد المجيد تبون، مع نظيره الإيطالي، سيرجيو ماتاريلا، خلال زيارة الأخير إلى الجزائر، ثم زيارة الرئيس تبون إلى روما في أفريل المنصرم، وهي الزيارة التي استقبل خلالها من قبل كبار المسؤولين في هذا البلد، بداية بالرئيس ماتريلا، قبل أن يستقبل رئيس الوزراء، ماريو دراغي، وتكللت هذه الزيارة كما هو معلوم، بالتوقيع على اتفاقيات استراتيجية ولاسيما في مجال الطاقة، كان أبرزها الرفع من صادرات الغاز الجزائري نحو إيطاليا بتسعة ملايير متر مكعب في السنة.

ويأتي هذا القرار بعد أيام معدودات من الكشف عن أرقام بشأن واردات الغاز في إسبانيا، والتي حاول الطرف الإسباني توظيفها ضد الجزائر، من خلال الإيحاء بتوصل مدريد إلى بدائل للغاز الجزائري، عبر الكشف عن أرقام تضع الغاز الروسي قبل الغاز الجزائري في واردات إسبانيا من هذه المادة الحيوية.

غير أن رد الطرف الجزائري جاء سريعا ومباشرا، مفاده أن الكميات التي نقصت من الغاز الجزائري المصدر نحو إسبانيا، تم توجيهها إلى الشريك الاستراتيجي الجديد، ممثلا في إيطاليا التي عرفت كيف تستغل الظرف وتمسح فم الدولة المنافسة لها في سوق الطاقة الجزائرية، إسبانيا، مستفيدة من تدهور العلاقات بين الجزائر ومدريد، وذلك أمام أنظار الإسبان، الذين لم يدرسوا جيدا واقع السوق الطاقوية.

وكان من نتائج “الأخطاء الجسيمة” للدبلوماسية الإسبانية التي وقع فيها رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، ووزير خارجيته خوسي مانويل ألباريس، “المراهق السياسي” كما وصف من قبل الخارجية الجزائرية، خسارة بلادهم للميزة التفضيلية التي لطالما تمتعت بها مدريد، التي تحولت إلى زبون للغاز الروسي والأمريكي القادم من مسافات تمتد لآلاف الأميال، وبأسعار أثقلت كاهل الشعب الإسباني الذي يعاني من تضخم غير مسبوق.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!