-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الرُّؤساء في قمة الجزائر

عمار يزلي
  • 1910
  • 0
الرُّؤساء في قمة الجزائر

كل الأنظار متجهة هذه الأيام باتجاه القمة العربية المزمع انعقادها يومي 1 و2 نوفمبر، والتي بدأت التحضيرات لها جارية على قدم وساق بدءا من اجتماع المندوبين ثم مديري المجالس الاقتصادية والاجتماعية وصولا إلى انعقاد اجتماع وزراء الخارجية تحضيرا للقاء القمة.

الأنظار مصوَّبة ولكن الألسنة والأقلام والحبر أيضا: البعض يخوض في الخلافات والاختلافات العربية العربية ويراهن على فشل أو على الأقل على ضعف المشاركة على أعلى مستوى، مبرِّرين ومعلِّلين ذلك بعدة قضايا وملفات خلافية بين القادة العرب، مما يدفع بالبعض -حسبهم- إلى التمثيل على مستوى أدنى أول أو ثان. بعض الأقلام، خاصة في الصحف الغربية التي تحلل وتراهن على ذلك من باب التمني لا من باب الموضوعية، ترى أن قمة الجزائر لن يكون لها تلك القيمة المضافة التي تنشدها الجزائر وينشدها كثيرٌ من المخلصين القوميين والوطنيين والإسلاميين في رؤية الصف العربي يتقوى من جديد وتعود اللحمة العربية إلى سابق عهدها، أو على الأقل تكون القمة حجر الأساس الذي يُبنى عليه مستقبلُ الأمة العربية ومستقبل القضية الفلسطينية التي هي جوهر الخلافات في الأصل.

غير أن أنظار غالبية الأقطار ووسائل الإعلام العربية والإسلامية، ترى على العكس من ذلك أن لقاء جمع شمل العرب الذي سيأتي بعد لقاء جمع الشمل الفلسطيني، هو في الأصل نجاح، لأنه لا يمكن نكران الخلافات والاختلافات، ولولا وجود هذه الخلافات بين الأشقاء وبين القادة والأعضاء في الجامعة العربية، لما كانت هناك جدوى أصلا من الاجتماع. نحن نجتمع، لأننا نملك وجهات نظر مختلفة وخلافية أحيانا في البيت العربي، فلا يُعقل أن تكون أقطار الجامعة العربية على قلب رجل واحد في زمن عاصف وضغوط وحروب وأزمات تعصف بالجميع من كل جانب ومن كل ناحية.

طبيعيٌّ أن تضطرب البوصلة ويهتزُّ الشراع وتسير الرياح بما لا تشتهيه السفن، غير أن اللقاءات والاجتماعات الخلافية هي أصل التقدم، لأنه لولا المصارحة في هذه اللقاءات والتحضير لها مسبقا على مستوى المندوبين الدائمين وعلى مستوى الوزراء، لما كانت هناك مصالحة ولا ذللت صعاب الأمور التي على القادة اتخاذ القرارات اللازمة والحاسمة بشأنها. لولا هذه اللقاءات في وقت الخلافات، لما نجحنا في فك الخلاف وتلطيف الأجواء والخروج بقرارات توافقية، كما تطمح إليه قمة الجزائر. الخلافات العاصفة نجدها حتى في أعرق الأحزاب الواحدية في الأنظمة الشمولية فما بالك بالأحزاب الديمقراطية، وما بالك باجتماع لمنظمة تضم 22 دولة تضم نحو نصف مليار ساكن.

الرهان الغربي في الصحافة الغربية المناوئة حتى لا نقول المعادية للعرب وقضيتهم وخاصة للجزائر ودورها الريادي العائد من الجديد إلى الساحة بعد غياب بسبب الظروف السياسية السابقة عندنا، يبدو أنه ينطلق من سوابق في هذا المجال إلى وقت قريب عندما كانت قمم الجامعة تجتمع لتفترق أو لتأكيد القاعدة التي أصبحت أشهر من نار على علم “اتفق العرب على ألا يتفقوا”. هذه ليست قاعدة دائمة ولا متلازمة عربية، وقد نشهد تغييرا قويا في القمة وتوجها جديدا لقادة العرب تجاه قضيتهم العربية الأصيلة وقضاياهم الاقتصادية والاجتماعية، خاصة وأن قمة الجزائر ستكون ليست سياسية وحسب، بل اقتصادية واجتماعية تتناول التعاون والتكتل الاقتصادي العربي إزاء المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تطرأ هنا وهناك في الشرق الأقصى وفي الغرب الأدنى والأوسط وفي إفريقيا وفي آسيا الوسطى والقوقاز. رهان الجزائر في القمة هو رهان مستقبل العرب وفلسطين والتعاون العربي الإسلامي الإفريقي المغاربي وفي كل المجالات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!