-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
محفظة بـ10 ملايير دولار مقابل اقتحام المنطقة الإفريقية

الشراكة الجزائرية التركية.. تقارب اقتصادي بودّ سياسي

إيمان كيموش
  • 1294
  • 0
الشراكة الجزائرية التركية.. تقارب اقتصادي بودّ سياسي
أرشيف

يجمع خبراء الاقتصاد على أن توافق الرؤى السياسية حول القضايا الكبرى من شأنه أن يقود إلى تعاون اقتصادي مكثف بين الجزائر وتركيا خلال المرحلة المقبلة، وأنه “من الصعب توقيع عقود شراكة اقتصادية من دون وجود ود سياسي بين الدول”.

ويؤكد هؤلاء أن تركيا التي تمثل الشريك الثاني لإفريقيا بعد الصين، تنظر اليوم إلى الجزائر بعيون صينية، وتسعى لتكون بوابتها لولوج السوق الإفريقية واحتلال رتبة الشريك رقم واحد، في حين تهدف الجزائر لتوسيع أواصر التعاون الاقتصادي بين البلدين، وبصفة خاصة دفاتر الاستثمار عشية تمرير قانون جديد، يحمل امتيازات للأجانب المستثمرين في القطاعات ذات الأولية، حيث سطّر الطرفان هدف بلوغ مستوى مبادلات يصل 10 ملايير دولار خلال السنوات المقبلة.

ويقول الخبير الاقتصادي، عبد الرحمن هادف، أن العلاقات الاقتصادية الجزائرية التركية ما هي إلا انعكاس لمستوى العلاقات السياسية والدبلوماسية، التي تعقبها عقود تجارية وصناعية وسياحية في مختلف القطاعات، خاصة وأن الجزائر وتركيا تؤمنان بنفس التوجهات في العديد من القضايا، كما أن المشاريع الاقتصادية ما هي إلا ترجمة للزيارات المتبادلة لرؤساء ومسؤولي الدولتين.
وحسب هادف فإن القطاعات الأكثر أهمية التي يمكن أن تكون محاور شراكة مستقبلا بين الجزائر وتركيا هي الطاقة والطاقات المتجددة، والبناء والنسيج والسياحة والصناعة التحويلية والسيارات وقطع الغيار والصحة عبر استحداث مستشفيات ومصحات تركية للعلاج في الجزائر.

ويحصي المتحدث في تصريح لـ”الشروق” 300 مشروع تركي في الجزائر لـ800 شركة تركية، منها مشروع النسيج “تايال” بغليزان ومصنع “توشيالي” للحديد بوهران، وهي أكبر الاستثمارات هنا في السنوات الأخيرة، في حين تحظى المشاريع التركية الجزائرية بمؤشرات إيجابية توحي بنجاح هذه الشراكة، وتسعى تركيا لدخول السوق الإفريقية عبر الشراكة مع الجزائر التي تعد بوابة القارة السمراء، خاصة في أعقاب توقيع اتفاقية المنطقة الإفريقية الحرة.

ويرى الخبير نفسه أن زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى تركيا ما هي إلا تفعيل للدبلوماسية الاقتصادية، ورسالة للشركاء في اسطنبول بأن الجزائر أصبحت تمثل الحليف الاقتصادي الاستراتيجي الهام وتطرح العديد من الفرص. وقدّر المتحدث المبادلات التجارية الجزائرية التركية بـ4.5 مليار دولار، إلا أنه توقع أن ترتفع المبادلات إلى 10 ملايير دولار، في ظل تكثيف التعاون بين البلدين.

من جهته، يؤكد الخبير الاقتصادي إسحاق خرشي، في إفادة لـ”الشروق” أن تركيا ترى الجزائر بعيون صينية، بحكم أن الصين الشريك رقم 1 لإفريقيا، في حين تحتل تركيا الرتبة الثانية، كما تظل الجزائر بوابة إفريقيا، وهو ما يجعلها تسعى لرفع مبادلاتها التجارية معها لمنافسة الصين، مشدّدا أنه “من مصلحة الأتراك أن تكون لهم علاقات تجارية واستثمارية قوية مع الجزائر”.

وبلغة الأرقام يقول المتحدث أن المبادلات التي ناهزت 4.5 مليار دولار خلال فترة كورونا، سنة 2020 واستثمارات بلغت 4 مليار دولار، يرتقب أن ترتفع بشكل تدريجي لتصل 10 ملايير دولار على مر السنوات، وهو ما تطمح إليه الدولتان، وأحصى المتحدّث نشاط 25 ألف عامل تركي في الجزائر، و35 رحلة جوية للخطوط التركية أسبوعيا بين الجزائر وتركيا، وهو ما يعكس رغبة قوية لتوسيع العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

أما بخصوص العلاقات التجارية التركية الإفريقية، فقد ارتفعت المبادلات من 3.5 مليار دولار سنة 2003 إلى 24.5 مليار دولار سنة 2020، وعدد السفارات من 13 إلى 43 سفارة تركية بمختلف الدول الإفريقية، أما من حيث قوة الاقتصاد التركي، فتعادل صادرات هذه الدولة 210 مليار دولار سنويا، حيث صدرت تركيا سنة 2020 لوحدها سيارات بقيمة 5.5 مليار دولار نحو 100 دولة ويعادل احتياطي صندوق النقد التركي 120 مليار دولار، كما تحتل المرتبة الثالثة عالميا من حيث الأرباح التي تحققها الشركات التركية في العالم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!