-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بين الدراسات العليا والتكوين وإنشاء المشاريع

الصورة المغايرة لخريجي السجون

نسيبة علال
  • 1051
  • 0
الصورة المغايرة لخريجي السجون

تترسخ صورة نمطية عن خريجي السجون في الجزائر. فالجميع ينظر إليهم على أنهم مجرمون خطرون، أصبحوا أخطر هناك حيث تجتمع العديد من الآفات، على غرار المخدرات والاعتداءات.. بينما يعرض لنا الواقع غير ذلك، نماذج صالحة ومثقفة، سرقت من سنوات السجن الدراسة والتكوين وحصلت الشهادات والمهارات، لتنتفع وتنفع بعد الحرية.

إن من ضمن سياسات الدولة الجديدة، بخصوص المساجين، والسعي إلى تغيير صورتهم النمطية السيئة في المجتمع، توفير كل الجهود لإعادتهم إلى مناصبهم الأصلية، قبل دخولهم المؤسسات العقابية، أو توفير مناصب عمل جديدة لهم، من خلال إخضاعهم للتكوين، وإعطائهم الأولوية في الكثير من المجالات، خاصة التي تحتاج إلى جهد بدني.. سياسة، استفاد منها الكثير مؤخرا، وانتقدها الكثير أيضا. يقول الأستاذ لزهر زين الدين، أخصائي اجتماعي: “كل هذا الاهتمام، الذي أضحى خريجو السجون يتمتعون به في السنوات الأخيرة، له جانبان، أحدهما إيجابي، يتمثل في تقليص نسب الجريمة لدى هذه الفئة، والحد من انتشار الآفات الاجتماعية. وجانب خطير، له انعكاساته أيضا، حيث إن المجرم يصبح شخصا مرحبا به في المجتمع، ويتلقى الدعم، وفوقها، يستفيد من الأولوية في التشغيل وقروض الدعم، ما يبسط، بل يحسن صورة الجريمة، ويهزل دور العقاب”.

في السجن: فرصة التخطيط للمستقبل.. أسوار توفر التأطير وتحمي من الانحراف

حمزة، 29 سنة، دخل سجن البرواڨية قبل سبع سنوات، بتهمة حيازة المخدرات، وغادره قبل أشهر قليلة، يروي كيف استطاع أن يغير نظرة عائلته وجيرانه إليه، من مراهق منحرف إلى شاب ناضج ومثقف: “حصلت على ثاني باكالوريا في السجن، وماستر في علوم المادة، استفدت من تكوينات مكثفة أيضا، ووضعت خطتي لبدء مشروع خاص لصناعة مواد التنظيف، وبينما كان الجميع يتحاشاني، ابتداء من عائلتي وجيراني، دون علمهم أنني تعافيت من الإدمان، أشعر بالفخر بأنهم أصبحوا يضربون المثل بالتزامي بصلاة المسجد.. كل هذا، توفيق من الله، الذي وضعني ضمن تأطير محكم، وسخر لي متابعة مختصين أنقذوني وساعدوني كثيرا”.. أما والدة حمزة، فتؤكد أنه لو لم يدخل ابنها السجن حينها، لكان قد توفي من الإدمان أو أصبح مجرما خطيرا، تقول: “وفاة والده ومعاناتي من السل وغياب إخوته في الغربة، جعله وحيدا لا أحد يحتويه سوى ذئاب الشارع، لم أتصور يوما أن يكون السجن ملجأ أمن ومصلحا للأفراد المخطئين”.

سجين بضمان عمل

427 شخص، هو عدد خريجي مراكز إعادة التربية والتأهيل، الذين استفادوا من مرافقة المصلحة الخارجية لإدارة السجون، المكلفة بإعادة الإدماج، بولاية البليدة لوحدها، خلال السنة الماضية، بغية إعادة إدماجهم في المجتمع ومساعدتهم على بدء حياة جديدة، عقب انقضاء فترة عقوبتهم. يقول فؤاد إن فترة مكوثه في السجن جعلته يعيد حساباته بخصوص المستقبل. فقد كان شخصا بلا هدف في الحياة، قضى 33 سنة من حياته بطالا، يعيش على الحرام من سرقة الفتيات والعاجزين، لكنه، وجد هناك أشخاصا ضعاف البنية، صغار السن، وحتى كبارا، يسعون للتعلم والتطور واستغلال الوقت، يقول: “تعلمت مهنة الحدادة، واكتشفت أنني موهوب، ولي بعض الذوق الفني، وعندما غادرت السجن، حصلت على الأدوات بمساعدة مالية من أختي، واتخذت من فناء بيتنا ورشة لصناعة قطع فنية من الحديد، كراسي ومعاليق لأصص النباتات، ورفوفا للديكور، بينما تسوقها أختي على الإنترنت.. أنا اليوم أملك عملا يدر علي رزقا وفيرا بالحلال، أجهز أختي لزفافها، وأدفع تكاليف علاج والدتي، وأستعد لتوسيع مشروعي والزواج”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!