-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
خلفت حالة من الشعور بالدونية لدى الرأي العام المغربي

النظام المغربي يحرّك أذرعه لتبرير تودد ملكه للجزائر لفتح الحدود

محمد مسلم
  • 8710
  • 0
النظام المغربي يحرّك أذرعه لتبرير تودد ملكه للجزائر لفتح الحدود
أرشيف

بعدما قوبلت “توسّلات” الملك المغربي، محمد السادس، للجزائر من أجل فتح الحدود، بالتجاهل من قبل السلطات الجزائرية، وبحالة من الشعور بالدونية من قبل ناشطين مغربيين على شبكة التواصل الاجتماعي، تحسروا على “خرجة” ملكهم المتعثرة وغير الموفقة، أوعز النظام المغربي لأذرعه الإعلامية في الداخل والخارج القيام بحملة لتبرير “التودد الملكي”، الذي يؤشر على أن العقوبات الجزائرية على النظام المغربي، حققت أكثر مما كان مأمولا.
وعلى مدار الأيام التي أعقبت خطاب الملك المغربي الأخير، لم تتوقف الصحف المغربية عن تبرير “توسل” الملك من أجل فتح الحدود، من قبيل الإشارة إلى واجب الجيرة والعلاقات الاجتماعية المتشابكة، غير أن تلك الحملة قوبلت في الجزائر بوسم تصدر شبكات التواصل الاجتماعي، “طلبك مرفوض”، في إشارة إلى الرفض الشعبي لطلب ملك المغرب.
وبعدما فشلت الحملة التبريرية داخليا، لجأ النظام المغربي إلى تحريك أذرعه الإعلامية في الخارج، وعلى رأسها مجلة “جون أفريك” الممولة من قبل مخابرات المملكة العلوية وفق تسريبات المدوّن كريس كولمان، التي نشرت مقالا مطولا موقعا من قبل ثلاثة صحافيين، جاء تحت عنوان “ما سيجنيه المغرب والجزائر من فتح الحدود”.
مقال “جون أفريك” يُقرأ من العنوان، وهو واضح لا يحتاج إلى مزيد من التوضيح. فالمسألة تتعلق فقط بفتح الحدود، وبعد ذلك ستحل المشاكل تباعا. هكذا يحاول النظام المغربي القفز على الحقائق متجاهلا الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع، ورافضا التجاوب مع الشروط التي وضعتها الجزائر منذ تسعينيات القرن الماضي.
توزيع الأدوار يبدو واضحا وبإحكام، وبالتوازي مع مقال “جون أفريك”، صدر مقالان بصحيفة “القدس العربي” الصادرة بلندن يدافعان أيضا عن الأطروحة المغربية، الأول جاء تحت عنوان “لماذا تصر الرباط على مد يدها للجزائر” في الفاتح من الشهر الجاري، والثاني تحت عنوان “بعد انقلاب النيجر: هل تضطر الجزائر للمصالحة مع المغرب”؟
صاحب المقال الأول، نزار بولحية، وهو تونسي، لكنه لا يدافع في مقالاته المنشورة في “القدس العربي”، إلا على مواقف النظام المغربي وحتى ولو كانت مخزية مثل التطبيع مع الكيان الصهيوني، لا ينتقدها، كما أنه لا يتجرأ على كتابة مقال واحد عن بلاده تونس الجريحة، حاله حال صاحب المقال الثاني، بلال التليدي، وهو مغربي الجنسية، ويتخذ من منبر هذه الصحيفة، وسيلة للتهجم على الجزائر في كل مرة في غفلة أو تجاهل من مسؤولي الصحيفة.
ما يجمع بين الكاتبين على اختلاف جنسيتيهما، هو الدفاع عن النظام المغربي ومحاولة تبييض صورته الملطخة منذ عقود بالتطبيع مع الكيان الصهيوني والتفريط في القضية الفلسطينية، وهو ما يؤشر على أن المقالين جاءا تحت الطلب، وهدفهما إعطاء الانطباع بأن ما صدر عن الملك المغربي هو عين الصواب، حتى ولو سببت حالة من الإحباط لدى الشعب المغربي، كون هذه الدعوة جاءت في شكل استجداء لقادة دولة قطعت علاقاتها مع النظام المغربي، وسببت له متاعب سياسية واجتماعية واقتصادية، وخلقت له قلاقل شعبية.
تكرار دعوات الملك المغربي لفتح الحدود وتطبيع العلاقات الثنائية مع الجزائر، لا يمكن قراءته إلا من خلال نافذة أن العقوبات المفروضة عليه من قبل الجزائر قبل وأثناء قطع العلاقات الدبلوماسية، بسبب “الأعمال العدائية” من طرف الرباط، أصابت مفاصل النظام المغربي بأزمة جعلته غير قادر على الاستمرار في ظل هذا الوضع، لا سيما أن هذه العقوبات وصفت بالقاسية، لأنها قطعت عليه شريان الغاز الحيوي، ومنعت طائرات المدنية وغير المدنية من التحليق فوق الأجواء الجزائرية، الأمر الذي أربك حساباته على أكثر من صعيد.
ويمكن الاستئناس في قراءة “التودد” المغربي الجديد، بما كتبه الصحفي، خوسي ماريا بالستر إسكيفياس، بصحيفة “إل ديبات” الإسبانية، والذي توقف عند “خرجة” الملك محمد السادس، معتبرا العودة القوية للدبلوماسية الجزائرية على الصعيد الدولي بتعزيز العلاقات مع الصين وروسيا وقطر وتركيا، بفضل دبلوماسية الغاز وانتعاش الاقتصاد، من بين الأسباب التي دفعت النظام المغربي إلى نهج أسلوب التهدئة مع الجارة الشرقية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!