النظام المغربي يعلن عن “بدعة” دبلوماسية للرد على ألمانيا

استحدث المغرب بدعة دبلوماسية جديدة، بإعلانه قطع العلاقات مع السفارة الألمانية في الرباط، بسبب ما وصفه بـ”خلافات عميقة تهم قضايا مصيرية”.
وأرسلت وزارة الخارجية المغربية، رسالة إلى أعضاء حكومة بلادها، قالت فيها إن “خلافات عميقة تهم قضايا المغرب المصيرية استدعى قطع العلاقات التي تجمع الوزارات والمؤسسات الحكومية مع نظيرتها الألمانية، بالإضافة إلى قطع جميع العلاقات مع مؤسسات التعاون والجمعيات السياسية الألمانية”.
ولم توضح الرسالة، الذي نشرتها وسائل إعلام مغربية، طبيعة “الخلافات” التي تحدثت عنها.
وأكدت المراسلة التي انتشرت نسخ منها على مواقع التواصل، أن أيّ استئناف للتعامل مع السفارة الألمانية يجب أن يتم بإذن مسبق من الوزارة المعنية التي أكدت بدورها أنها أوقفت كل أشكال التواصل مع السفارة ذاتها.
ولم يصدر أيّ تعليق من السلطات الألمانية حول الموضوع، كما لم تعلق السفارة الألمانية في الرباط عليه بعد، بحسب ما ذكر موقع “دوتشي فيلي“.
استغرب مراقبون خطوة الرباط بتعليق جميع أشكال التعامل مع السفارة الألمانية، دون استدعاء السفير أو الإعلان أن هذا الأخير غير مرغوب فيه، وكذا استدعاء السفير المغربي للتشاور، مثلما هو معروف في الأعراف الدبلوماسية الدولية في حال توتر العلاقات بين بلدين.
ويروج النظام المغربي لتحرك أوروبي مزعوم لمساندة قرار واشنطن الأخير القاضي بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، وهو ما يجانب الحقيقة، لأنه حتى بالنسبة لفرنسا حليفة المغرب، لم يصدر قرار مساندة لقرار ترامب.
كما أن الخارجية المغربية وفق وسائل إعلام مقربة منها تروج على أن الأزمة سببها تكثيف برلين لتعاونها مع الجزائر من الناحية التقنية والعسكرية، وهو تصرف غريب في الأعراف الدبلوماسية بالتدخل في خيارات التعاون لدولة أخرى وفي سياستها الخارجية.