الولايات المتذيلة لترتيب “البيام” تحت مجهر سعداوي

أعلن محمد صغير سعداوي، وزير التربية الوطنية، عن وضع الولايات التي سجلت نتائج متدنية في امتحان شهادة التعليم المتوسط لهذه الدورة ضمن الأولويات الأولى للقطاع، من أجل معالجة إشكالية انخفاض الأداء التربوي على مستواها، فيما أعلن، بالمقابل، عن حصد المدرسة الجزائرية الدولية بفرنسا، ولأول مرة في تاريخ الامتحانات، المرتبة الأولى بنسبة نجاح فاقت 88 بالمائة، فيما عادت مؤسسات التربية والتعليم الخاص إلى “الواجهة” بعد غياب طويل، بتحقيقها لنتائج محترمة جراء المجهودات المبذولة من طرفها.
وخلال الندوة الصحافية التي نشطها، الأحد، على هامش الزيارة التي قادته إلى ثانوية الرياضيات المتخصّصة “محند مخبي” بالقبة في الجزائر، للإشراف على تكوين التلاميذ المشاركين في الدور التصفوي الثالث للأولمبياد الجزائرية للرياضيات في طبعتها الثانية، أمر المسؤول الأول عن القطاع بأهمية بذل مجهودات أكبر وشحذ أكبر للإمكانات والسهر على القيام بمعاينة دقيقة للواقع التربوي بالولايات الثماني، والتي سجلت نتائج متدنية في امتحان شهادة التعليم المتوسط، وعلى رأسها ولاية برج باجي مختار التي احتلت المرتبة الأخيرة من حيث نسبة النجاح، فيما أعلن عن وضعها ضمن الأولويات الأولى للقطاع، من خلال الشروع في رصد الثغرات وتسجيل النقائص، والعمل بذلك على معالجتها بشكل يضمن تحسين أدائها التربوي، حتى يتم الارتقاء بها وتحقيق نتائج مرضية خلال الموسم الدراسي المقبل 2025/2026.
تيزي وزو تحافظ على الريادة على مدار أكثر من 14 سنة
وعن تفاصيل الامتحان الوطني الذي أجري في الفترة من الفاتح جوان الجاري وإلى غاية الثالث منه، أبرز وزير التربية الوطنية بأنه، ولأول مرة في تاريخ الامتحانات، قد تمكّنت المدرسة الجزائرية الدولية بفرنسا، من افتكاك المرتبة الأولى وطنيا، بتحصلها على نسبة نجاح قدّرت بـ88.64 بالمائة، وهي نتيجة تعكس المستوى التعليمي المعتمد والمقدّم للتلاميذ والمضمون من طرف الأسرة التربوية هناك، خاصة وأن هذه الفئة من المتعلمين بحاجة إلى مرافقة ومتابعة بيداغوجية عالية، في حين حافظت ولاية تيزي وزو على الريادة طيلة أكثر من 14 سنة، باحتلالها للمرتبة الثانية في هذه الدورة بنسبة نجاح بلغت 73 بالمائة، يضيف الوزير.
العلامة الكاملة لمدارس أشبال الأمة
أما بالنسبة لمدارس أشبال الأمة والمتواجدة عبر ولايات: الجزائر، بشار، تمنراست، المسيلة وبجاية، أوضح الوزير محمد صغير سعداوي، بأنها قد تمكّنت من المحافظة على الريادة، بحيث افتك جميع تلامذتها شهادة التعليم المتوسط والبالغ عددهم 484 تلميذ، بتحقيق نسبة نجاح وطنية قدّرت بـ100 بالمائة.
وفي نفس السياق، أعلن الوزير عن العودة القوية والمفاجئة لمؤسسات التربية والتعليم الخاصة، والتي تمكّنت من حجز مكان لها ضمن الأوائل، بإحرازها لنتائج محترمة، بفضل المجهودات الكبيرة المبذولة من طرفها، خاصة وأنه لا يمكن نكران الدور الذي تلعبه في مجال تعزيز ودعم التعليم.
فيما وجّه سعداوي نداء للقطاع الخاص طالب من خلاله بأهمية العمل على تطوير أدائه التربوي أكثر فأكثر، من خلال إتباعه الإلزامي للبرامج الدراسية الوطنية وعدم الخروج عنها، مع أهمية الالتزام بتوجيهات الوزارة في مجال التكفل بالتلاميذ تكفلا تاما وتقديم الدعم اللازم لهم، لاسيما لفائدة متعلمي الأقسام النهائية “تلاميذ الرابعة متوسط والثالثة ثانوي”، حتى يتمكّنوا من الحصول على نتائج أفضل في المستقبل القريب.
وفيما يتعلق بالتلاميذ من ذوي الهمم، أفاد الوزير سعداوي، بأن هذه الفئة قد تمكّنت من حصد نتائج مبهرة ومشرّفة بتحصلها على معدلات محترمة، بفضل المرافقة الهامة للوزارة الوصية والتي سهرت على توفير مراكز إجراء بالمؤسسات الاستشفائية، بحيث تحصل التلميذ جعفري من ولاية خنشلة من فئة المعوقين بصريا على معدل 17.44، وافتكاك التلميذ بيطام إبراهيم الخليل لمعدل 17.40.
أما بشأن التلاميذ من فئة المعوقين حركيا، فقد حاز التلميذ مغزي محمد أيوم من ولاية سطيف على المعدل 18.01، في حين تحصل التلميذ ابن أحمد نبيل من ولاية البليدة على المعدل 17.94.
وبناء على ما سبق، أكد محمد صغير سعداوي، على أن حصد المؤسسات التربوية لنتائج جيّدة ومحترمة في الامتحانات والمسابقات الوطنية، يعد مؤشرا أساسيا على الأداء الجيّد المقدم وعلى المجهود المحترم المؤدى من قبل الأسرة التربوية، وهو الأمر الذي ينعكس بالإيجاب على مستوى التحصيل الدراسي وعلى أداء التلاميذ التربوي.
واستخلاصا لما سلف، دعا وزير التربية الوطنية، مؤسسات التربية والتعليم الثانوية، إلى أهمية احتضانها للناجحين والمنتقلين إلى القسم الأعلى، ومرافقتهم مرافقة بيداغوجية تامة، وذلك إلى غاية وصولهم إلى مرحلة التعليم العالي والبحث العلمي، والالتحاق بذلك بالمؤسسات الجامعية، لتلقي تكوين متخصّص.