-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
خروج الجيش الفرنسي من مالي مقدمة للحل

انتصار للمقاربة الجزائرية في حل الأزمة المالية

محمد مسلم
  • 2589
  • 0
انتصار للمقاربة الجزائرية في حل الأزمة المالية

يشكل انسحاب الجيش الفرنسي من مالي، انتصارا كبيرا للدبلوماسية الجزائرية، التي تدعو إلى تغليب منطق السلم على الحرب في جميع مناطق العالم، وفي مالي خاصة، التي تلعب الجزائر فيها دور الوسيط في الصراع بين الإخوة الفرقاء.

ومنذ اشتداد الصراع بين الحكومة المركزية في باماكو والسلطات الفرنسية خلال الأشهر الأخيرة، اختارت الجزائر الوقوف إلى جانب السلطات الانتقالية في مالي.

وفي زيارة لوزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة إلى مالي، قال إنه يرغب في “تذكير من يريد أن يسمعنا، بأن إفريقيا مهد للإنسانية وقبر للاحتلال”. كما دعا السلطات الفرنسية إلى “احترام الدول الإفريقية احتراما غير مشروط، وأن تقبل بشراكة متساوية مع دول القارة”.

دبلوماسي: عودة الهدوء يسرّع تنفيذ اتفاق الجزائر

ولم تكن الجزائر تنظر بعين الارتياح إلى التواجد العسكري الفرنسي في مالي منذ البداية، كما رفضت المشاركة فيه رغم دعوات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون المتكررة، وذلك رغم مراجعة الدستور الجزائري، الذي يسمح بقيام الجيش الجزائري بمهمات خارج الحدود.

ومنذ اندلاع الأزمة في الجارة الجنوبية، دعت الجزائر إلى حل سياسي بعيدا عن لغة السلاح، وذلك بهدف تمكينها من لعب دورها في تطبيق اتفاق الجزائر للمصالحة بين الفرقاء في مالي، الموقع في العام 2015، لأن استمرار الحرب لا يمكن أن يقود إلى تسهيل دورها على هذا الصعيد، وفق ما قال مصدر دبلوماسي لـ”الشروق”.

ومن منظور الجزائر، فإن مشكلة مالي ليس في من ينتصر على الآخر في معركة السلاح، وإنما “مسألة فقر وتنمية” كما جاء على لسان الرئيس عبد المجيد تبون، وهو ما كان قد نص عليه اتفاق الجزائر، الذي تأثر كثيرا بسبب الوجود العسكري الفرنسي، الذي تعامل بلغة واحدة وهي لغة الرصاص.

ووفق المصدر الدبلوماسي، فإن خروج الجيش الفرنسي من مالي، وتوقف العمليات العسكرية في هذا البلد، سيساعد الجزائر على استعادة دورها في تفعيل بنود اتفاق الجزائر بعدما تأثر سابقا بسبب الحرب، وذلك من خلال إطلاق الحوار بين الحكومة والفرقاء، وهي القطرة التي أفاضت الكأس بين السلطات الانتقالية في باماكو وفرنسا، التي فرخت مشاكل أخرى فرعية، من بينها عدم اعتراف باريس بالسلطات المالية الحالية، بحجة أنها انقلابية.

وتتفق كل من الجزائر وباماكو على تغليب منطق الحوار، وأن يشمل هذا الحوار جميع الفرقاء باستثناء بعض الجماعات المتشددة التي ترفض الجلوس إلى الطاولة، في حين ترى باريس أن الحل العسكري هو الفيصل بحجة أنها تصنّف الجميع في خانة الإرهاب، ومن ثم فلا يمكن الجلوس معها بسبب خلفيتها الدينية، وهو مبدأ فرنسي قديم يعود إلى مطلع القرن الماضي، والذي يكرس علمانية الدولة، وفق ما جاء على لسان أحد الإعلاميين الفرنسيين، في نقاش على بلاطو القناة الفرنسية الخامسة (عمومية)، ليلة الخميس إلى الجمعة.

ولذلك تحدثت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية عن وجود توتر بين الجزائر وباريس في هذا الملف الحساس بالنسبة لفرنسا كما الجزائر، ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي جزائري لم تكشف عن هويته، قوله: “يعتقد الفرنسيون أننا نفرك أيدينا لأنهم يغادرون مالي وهذا لصالح الروس. لكن ما نحاول قوله هو إنه لا يوجد حل”، مشيرة إلى تصريح سابق لوزير الخارجية لعمامرة الذي تحدث فيه عن “الحلول الأفريقية لمشاكل أفريقيا”، و”رفض كلي للتدخل الأجنبي في القارة الأفريقية”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!