-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تجديد العقد يفتح الآفاق ويفرض أخذ العبرة من الإخفاقات

بلماضي بين الاستثمار في الشعبية واستعادة بريق النتائج النوعية

صالح سعودي
  • 976
  • 0
بلماضي بين الاستثمار في الشعبية واستعادة بريق النتائج النوعية

سمح إعلان رئيس “الفاف”، جهيد زفيزف، عن تجديد العقد مع الناخب الوطني يفتح صفحة جديدة يتمناها الكثير أن تكون إيجابية، وهذا تزامنا مع التحديات الرسمية التي تنتظر محاربي الصحراء خلال الأشهر المقبلة، وفي مقدمة ذلك، بقية التصفيات المؤهلة لنهائيات “كان 2024″، والتي تليها آليا تحديات “كان 2025″، إضافة إلى ضرورة رسم خارطة الطريق من الآن تحسبا لتصفيات مونديال 2026.

عبّرت أغلب الجماهير الجزائرية عن ارتياحها لقرار تجديد العقد مع المدرب جمال بلماضي، بغية مواصلة مهامه على رأس العارضة الفنية لـ”الخضر”، تجديد العقد صنفه البعض في خانة دخول عهدة جديدة، بحكم أن العهدة السابقة انتهت ولو رمزيا شهر مارس المنصرم، بعد الإخفاق في كسب ورقة التأهل لـمونديال 2022 بقطر، إلا أن الظروف والأحداث التي واكبت هذا الإقصاء، وكذلك الشعبية التي يتمتع بها بلماضي وسط الجماهير الجزائرية وحتى الجهات الرسمية وبقية الجهات النافذة جعلته في موقع جيد لمواصلة مهامه وتجددي عقده تحت خيار تكريس الاستقرار والحرص على الاستمرارية، وهو العامل الذي يراه الكثير مهما خاصة في ظل غياب البدائل المناسبة التي بمقدورها أن تحظى بالثقة قياسا بثقل وحجم جمال بلماضي الذي ورغم إخفاقه في امتحانين متتاليين مطلع العالم الحالي، إلا أنه لا يزال محل إشادة الجماهير والمسيرين، ما يعني آليا بأن عوامل بقائه تبدو منطقية في انتظار فتح صفحة جديدة وإيجابية تكون على وقع استعادة بريق النتائج النوعية.

وإذا كان الكثير يجمع على أهمية بقاء بلماضي لعهدة جديدة على رأس المنتخب الوطني، إلا أن الاختلاف الذي حصل طيلة الجدل الذي ميز الأسابيع المنصرمة هو بين مساندته المطلقة بصرف النظر عن إنجازاته وإخفاقاته، ودعوة أطراف أخرى إلى ضرورة وضع النقاط على الحروف من خلال وقفة تقييمية جادة يتم من خلالها الوقوف على مكامن الخلل، والأسباب الحقيقية التي تقف وراء مهزلة الخروج من الدور الأول خلال “كان 2022” بالكاميرون، وكذلك العوامل التي كانت وراء نكسة فاصلة المونديال أمام الأسود غير المروضة بملعب تشاكر، خاصة ما يتعلق بالشق الفني، في ظل التأخر في النتيجة وكذلك عدم الحفاظ على المكسب في الثواني الأخيرة من عمر المباراة، وهي أسباب فنية بالدرجة الأولى يتحملها المدرب واللاعبون، وهذا دون تجاوز عامل التحكيم بقيادة غاساما وأمور أخرى تسييرية كثيرا ما تصنع الفارق في مثل هذه المواعيد المصيرية والحاسمة. وبناء على ذلك، يدعو الكثير إلى ضرورة التعامل بجدية في مثل هذه الأمور، وبالمرة عدم تجاوز قضية التقييم الموضوعي والنقد البناء للكشف عن النقائص الحقيقية بغية حفظ الدروس وأخذ العبر من كل إخفاق، وهذا بغية تفادي تكرار مهازل مماثلة في محطات رسمية قادمة.

والواضح، أن المدرب جمال بلماضي يوجد في موقع جيد لفتح صفحة جديدة وإيجابية، خاصة وأن المنتخب الوطني يسير بخطى ثابتة نحو التواجد في نهائيات “كان 2024″، وهو الأمر الذي يحفّزه لتفادي مهزلة النسخة السابقة من “الكان” في الكاميرون”، ما يتطلب آليا القيام بعدة مراجعات تصب أساسا في ضخ دماء جديدة في المجموعة، من خلال جلب أسماء بمقدورها منح الإضافة النوعية، ناهيك عن إعادة النظر في أسماء أخرى كان لها وقع سلبي على مردود التشكيلة بسبب الثقة التي حظيت بها بشكل مبالغ فيه، وهو ما يفرض آليا تفعيل الجانب الانضباطي تجاه قضايا كثيرا ما خلخلت المجموعة، من ذلك قضية محرز قبل “كان 2022” وما لحقها من تناقض بلماضي مع تصريحاته، إضافة إلى نرفزة بعض اللاعبين فوق الميدان، مثلما يحدث مع بن سبعيني وآخرين، وكذلك ضرورة تعامل بلماضي باحترام وهدوء مع وسائل الإعلام ومختلف الجهات، حيث يتذكر الكثير خرجته غير المفهومة حين تفادى مصافحة الرئيس السابق للفاف خلال الاستقبال الذي حظي به وفد الخضر عقب الوصول إلى الكاميرون للمشاركة في “كان 2022″، وهي ملاحظات وهفوات كثيرا ما وقع فيها بلماضي، ما يتطلب أخذها بعين الاعتبار حسب بعض المتتبعين حتى لا يقع بلماضي في نفس الأخطاء التي قد تؤثر في علاقته مع مختلف الأطراف مثلما قد تؤثر أيضا في عمله ومساره.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!