-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعدما تحمّل المنتخب عبء الشوط الأول

بلماضي يتفوّق تكتيكيا على كوندي ويمنح “الخضر” فوزا كبيرا

ط. بوغراب / ح. سمير / دريس. س / ع. ع / ب. ع
  • 2260
  • 0
بلماضي يتفوّق تكتيكيا على كوندي ويمنح “الخضر” فوزا كبيرا

تفوّق مدرب المنتخب الوطني، جمال بلماضي، على نظيره الموزمبيقي، شيكينيو كوندي، في الشوط الثاني من زمن المباراة، بفضل التغييرات “الحاسمة” التي أجراها من خلال إقحام بوداوي وزروقي ووناس في المرحلة الثانية، وهي التغييرات التي مكّنت “الخضر” من الوصول إلى شباك المنافس على مرّتين عن طريق شايبي وزروقي.

وكادت أن تختلط الأمور على المدرب بلماضي في بداية اللقاء عقب التغييرين الاضطراريين اللذين أجراهما بعد إصابة ماندي وسليماني، الأمر الذي لزّم دخول عمورة وتوغاي، ما جعل المنتخب يتحمّل عبء الشوط الأول بالنظر إلى التغييرين غير المنتظرين، خصوصا وأن المنتخب الموزمبيقي كاد أن يطيح بالتشكيلة الوطنية في الشوط الأول بثلاثية على الأقل لولا تدخّلات الحارس أنتوني ماندريا الذي كان رجل اللقاء دون منازع من قبل المنتخب الوطني، بعدما تمكّن من إجهاض عديد الفرص السانحة للتهديف من قبل الزوار، لينجح ماندريا في إنهاء الشوط الأول على نتيجة التعادل السلبي، ويمنح بلماضي فرصة ترتيب البيت تحسبا للمرحلة الثانية التي كانت “حاسمة”.

ومع العودة من غرف حفظ الملابس، نجح بلماضي في فرض خطة لعب جديدة  محكمة، من خلال التركيز على اللعب الجماعي والهجمات المرتدّة بالاعتماد على سرعة عمورة في الهجوم وكذا عطال في الرواق الأيمن، وهو ما سهّل المهمة بالنسبة للمنتخب الوطني عقب عودة المحليين إلى الخلف بالنظر إلى التعب الذي نال منهم، فاسحين المجال لأشبال بلماضي لفرض سيطرتهم في الربع ساعة الأخير من زمن المباراة، ومن ثمّ، تسيير الشوط الثاني بإحكام من خلال نجاحهم في إدخار طاقاتهم، وهو ما مكّنهم من الوصول إلى شباك الخصم في مناسبتين، من قبل شايبي بعد عمل كبير من عمورة، الأمر الذي جعل أشبال كوندي يخرجون من منطقتهم في محاولة للتعديل وهو الخطأ الذي ارتكبوه بفسحهم المجال لعطال ورفاقه لمضاعفة التهديف عن طريق زروقي، وهو الهدف الذي قتل المباراة ومكّن “الخضر” من تحقيق فوز كبير مريح قبل استقبال غينيا يوم 3 جوان 2024 لحساب الجولة الثالثة من تصفيات كأس العالم 2026.

ماندريا يرسّم مكانته حارسا أساسيا للخضر

قدّم الأحد، الحارس أنتوني ماندريا، مباراة ممتازة أمام منتخب الموزمبيق، وساهم بنسبة كبيرة في الفوز الثمين الذي عاد به رفقاء عمورة من مابوتو على حساب المنتخب الموزمبيقي.

وللمباراة الثانية على التوالي، منح الحارس ماندريا، الثقة لزملائه، بعد ما كان الحصن المنيع للمنتخب الوطني، وفي مستوى الثقة التي وضعها فيه الناخب الوطني، جمال بلماضي،  كحارس أساسي لمحاربي الصحراء، حيث تمكن بتدخلاته الموفقة من التصدي لعديد الكرات الساخنة، أنقذ بها المنتخب الوطني من أهداف محققة، لاسيما خلال الشوط الأول.

وبعد المباراة الجيدة التي كان قدمها أمام منتخب الصومال، الخميس الماضي، جدد ماندريا العهد مع التألق، وكان في المستوى المطلوب في مباراة أمس أمام الموزمبيق، خاصة في الشوط الأول، خلال الفترات الحرجة التي مر بها دفاع المنتخب الوطني، على غرار تألقه في الدقيقة الـ20، بإبعاده تسديدة قوية، وبعدها بدقيقتين إبعاده تسديدة أخرى، قبل أن يتفنن في الدقيقة الـ31 في الحفاظ على شباكه نظيفة بعد انفراد مهاجم موزمبيق به.

في الشوط الثاني، واصل ماندريا على نفس المنوال إلى غاية الدقيقة الأخيرة من المباراة، رغم أنه لم تكن له تدخلات كثيرة مثلما كان عليه الشأن في الشوط الأول.

وبعد هذا المستوى المتميز الذي قدّمه، في المباراتين الأخيرتين، أمام الصومال الخميس الماضي، ثم أمام الموزمبيق أمس، يكون ماندريا، الذي تألق أيضا منذ بداية هذا الموسم مع ناديه كون الفرنسي، ضمن الليغا الثانية، قد نصّب نفسه حارسا أساسيا للخضر، ولا أحد بإمكانه زعزعته من منصبه.

بن طالب أعاد التوازن لوسط الميدان وبوداوي مفاجأة سارة

قدّم وسط ميدان ليل الفرنسي والعائد لصفوف المنتخب الوطني، نبيل بن طالب، مباراة جيّدة، حيث استرجع العديد من الكرات وكان بمثابة دينامو وسط الميدان، بالإضافة إلى القوة البدنية التي ساعدته على مسايرة اللقاء، بعدما شهدت المواجهة قوة بدنية كبيرة من طرف المنتخب الموزمبيقي.

وكانت عودة بن طالب بمثابة الأمر الإيجابي في تشكيلة بلماضي، خاصة في منصب الاسترجاع، والذي شهد خللا كبيرا بعد اعتزال عدلان قديورة بالإضافة إلى إصابة إسماعيل بن ناصر، والتي جعلت الحلول محدودة لدى الناخب الوطني، حيث ضمن نجم توتنهام السابق بنسبة كبيرة تواجده في قائمة المنتخب الوطني خلال “الكان” المقبل، بعدما أكد مستوياته وأهميته في المواجهات الإفريقية.

ومن جانب آخر، أبان هشام بوداوي عن مستوى متميز خلال مواجهة الأمس، بعدما أعاد التوازن لوسط الميدان، مباشرة عقب دخوله مع بداية الشوط الثاني، حيث شارك في منصب صانع ألعاب، وهي المهمة التي نجح فيها ابن بشار، بعدما كان وراء معظم هجمات الخضر في الشوط الثاني، وأبان عن تفاهم كبير رفقة فارس شايبي، الذي أصبح ركيزة أساسية في تشكيلة بلماضي.

يذكر أن بوداوي دخل بديلا في اللقاءين الماضيين، وهو ما يؤكد نية بلماضي في  الاعتماد عليه مستقبلا، خاصة في “الكان” مطلع بداية السنة المقبلة.

اللقاء القادم للخضر في تصفيات المونديال شهر جوان 2024

بعد أن أجرى الخضر مباراتين في تصفيات المونديال والفوزين أمام الصومال والموزمبيق، ستعود التشكيلة الوطنية إلى تصفيات هذه المنافسة بلعب مباراتين في الفترة ما بين  03 إلى 11 جوان 2024، حيث سيلعب رفقاء محرز لقاء الجولة الثالثة  بالجزائر أمام غينيا، ثم التنقل إلى أوغندا للعب لقاء الجولة الرابعة.

أما في الجولة الخامسة والسادسة المقررة  من 17 إلى 25 مارس 2025، سيتنقل الخضر الى بوتسوانا ثم يستقبلون منتخب الموزمبيق بالجزائر، وفي الجولة السابعة والثامنة، المقررة من 01 إلى 09 سبتمبر 2025، يستقبل الخضر بوتسوانا، ثم يتنقلون إلى غينيا، وتختتم التصفيات في الفترة ما بين 06 إلى 14 أكتوبر 2025 حيث   يتنقل الخضر في الجولة التاسعة إلى الصومال، ويستقبلون في آخر جولة المنتخب الأوغندي. علما أن الخضر سيشاركون في تصفيات كأس إفريقيا المقررة في الفترة ما بين 13 جانفي إلى 11 فيفري 2024.

الخضر جمعوا ست نقاط ثمينة في انتظار هزم غينيا

أنهى المنتخب الجزائري الجولتين الأولين، من مشوار تصفيات مونديال 2026، بجمع ست نقاط، ولكنها مازالت غير كافية للاطمئنان على مستقبل الخضر في رحلة العودة إلى كأس العالم، بعد قرابة عشر سنوات من الغياب، في رحلة متعبة وغير مأمونة العواقب لأن الجولة الثالثة لن تلعب سوى مع بداية شهر جوان من سنة 2024، أي بعد نحو سبعة أشهر كاملة، بما تحمله من مفاجآت في كل المنتخبات التي ستتبارى مع المنتخب الوطني الذي سيستضيف في الجولة القادمة منتخب غينيا أبرز المرشحين للتنافس على بطاقة المونديال، مع الإشارة إلى أن منافسي الخضر جميعا لم يسبق لهم لعب منافسة كأس العالم، ولم يسبق لأي منهم وأن وصل مباراة السد الأخيرة، بما في ذلك غينيا وأوغندا، بينما منتخبات بوتسوانا والصومال وموزمبيق فهي من العادة يتوقف مشوارها في الأدوار التصفوية.

جازف، أمس، جمال بلماضي بإقحامه لاعبين لا يمتلكون خبرة المنافسة القارية في دول في عمق القارة، مثل موزمبيق، حيث أشرك أمين غويري الذي بدا تائها في دقائق الشوط الأول، وفارس شعيبي الذي كان دون مستواه المعهود في الشوط الأول، وحتى آيت نوري الذي بدا دون نشاط وحيوية وصعود يوسف عطال الخبير في الأراضي الإفريقية، وزاد من تعقيد المهمة خروج عميدين بسنهما وخبرتها في الدفاع والهجوم في الربع ساعة الأولى، وهما إسلام سليماني وعيسى ماندي، فكان الشوط الأول باهتا ويمكن القول بأن الخضر تجنبوا فيه أهدافا بالجملة، ولم تتح لهم سوى كرتين ثمينتين إحداهما من عمورة قطعها الحارس، والثانية من غويري الذي حرمه الحارس الموزمبيقي الذي يلعب في الدوري المحلي الموزبيقي الضعيف، وحتى العمود الأيسر للحارس من هدف كان سيكون جميلا، لأمين غويري الباحث عن أول أهدافه بألوان الخضر.

في الشوط الثاني، أصلح بلماضي، بعض أخطائه من خلال إقحام بوداوي في مكان غويري، كما تحرّر آيت نوري وتحسن اللعب من جهة الخضر، وتفتحت المباراة إلى أن بصم شعيبي على هدف جميل مستثمرا جهدا من عمورة ونقص الحظ الذي لازم عمورة، بعد أن ردت العارضة كرته، ثم أثمرت حيلة عمورة في استثمار زروقي المقحم احتياطيا وسجل هدف الاطمئنان في مباراة جرت عموما في ظروف جيدة، باستثناء لحظاتها الأخيرة، وتحكيم مقبول من الحكم البورندي.

فوز الخضر مكّن من ضرب عدة عصافير بحجر واحد، منها استرجاع جمال بلماضي لثقته بنفسه ووضع الخضر في السكة الصحيحة ووضع اللاعبين المحترفين الجدد في الحمام الإفريقي بكل مفاجآته والظروف المناخية، فكسب الحارس وموندريا نقاطا وكسب آيت نوري أخرى، وتجاوز يوسف عطال ما عاشه في فرنسا، وكان الفائز الأكبر هو المنتخب الوطني الذي فتح لنفسه باب المونديال، حيث إن فوزه على أرضه في جوان من السنة القادمة أمام غينيا سيعني وضع قدم أولى في مونديال القارة الأمريكية.

عمورة سم قاتل في منصب مهاجم صريح

قدم مهاجم المنتخب الوطني محمد الأمين عمورة أحد أفضل لقاءاته مع الخضر، بعدما كان وراء الفوز الذي حققه الخضر بثنائية نظيفة أمام الموزمبيق لحساب الجولة الثانية من تصفيات كأس العالم 2026.

ودخل مهاجم سانت جيلواز كبديل لإسلام سليماني الذي أصيب في منتصف الشوط الأول، حيث شارك كجناح في البداية، قبل أن يعود لمنصب قلب الهجوم في الشوط الثاني، وهو ما سمح بتحرر المنتخب هجوميا، وينفجر معه الصغير الذي أبدع وكان وراء الهدف الأول بعد انطلاقة من وسط الميدان سدد من خلالها اصطدمت بالعارضة لتعود إلى شايبي الذي أسكنها الشباك، قبل أن يعود ابن مدينة جيجل لمنح تمريرة حاسمة في الهدف الثاني بعد عمل فردي كبير قام به في الهجمة التي أتت بثمارها.

تألق عمورة في منصب مهاجم صريح، وعدم تقديمه لكامل مستوياته خلال اللقاءات التي شارك فيها كجناح أيسر، فتح الباب لتساؤلات حول تصريحات جمال بلماضي، التي أكد من خلالها ضرورة المنافسة مع غويري وعمورة بالنسبة ليوسف بلايلي وبراهيمي أو حتى بن رحمة، غير أن واقع أرضية الميدان أكد أن الثنائي المتواجد في هذا التربص، يقدم الإضافة أكثر لما يكون في منطقة العمليات، عكس تواجدهما في الرواق.

ورغم أن اللقاء عرف فوز الخضر بثنائية، إلا أن كل المعطيات تشير إلى أن الناخب الوطني جمال بلماضي سيغير من قراراته بخصوص توظيف عمورة، والاستفادة من خدمات لاعب أكثر تمرس على الرواق، ولو أن أن أغلب الترشيحات تصب في صالح هداف البطولة يوسف بلايلي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!