-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عودة فغولي مفيدة.. ماندريا يتألق ومحرز يصنع الفارق

بلماضي ينتفض أمام السنغال.. ومؤشرات إيجابية في الأفق

صالح سعودي / ب. ع
  • 2165
  • 0
بلماضي ينتفض أمام السنغال.. ومؤشرات إيجابية في الأفق

خلّف الفوز الذي حققه المنتخب الوطني خلال المباراة الودية أمام المنتخب السنغالي بملعب هذا الأخير العديد من المؤشرات الإيجابية من الناحية الفنية والمعنوية بالخصوص، وهو الأمر الذي يحفز العناصر الوطنية على ضبط ساعتهم مع التحديات الرسمية المقبلة، في ظل اللعب على جبهتي نهائيات “الكان” وتصفيات المونديال، خاصة في ظل انتفاضة تشكيلة بلماضي وحرصه على إحداث ثورة حقيقية تعود بالفائدة على محاربي الصحراء.

صنع الفوز الودي الذي عاد به المنتخب الوطني من السنغال الحدث وسط الجماهير الجزائري التي أشادت كثيرا بالثورة التي أحدثها المدرب جمال بلماضي في التشكيلة، ما سمح للكثير بالوقوف على عديد الجوانب الإيجابية التي من شأنها أن تمهد لوجه أفضل خلال المحطات الرسمية المقبلة. وإذا كان المنتخب الوطني قد حقق مشوارا مميزا في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات “كان 2024” بكوت ديفوار، إلا أن ذلك لم يكن بنفس الصدى الذي خلفه الفوز المحقق في المباراة الودية التي نشطها رفقاء ماندي في السنغال أمام “أسود التيرانغا”، وهذا بناء على ثقل المنافس وكذلك الماضي الكروي بين المنتخبين، إضافة إلى عدة معطيات ميزت هذه المواجهة التي حضر فيها الطابع الرسمي رغم انه مجرد مواجهة ودية تحضيرية، وهو ما يؤكد أهمية مثل هذه الاختبارات الودية لوضع العناصر الوطنية في الصورة تحسبا للتحديات الرسمية المقبلة، وبالمرة حرص المدرب بلماضي على رد الاعتبار لنفسه ولـ”الخضر” بشكل عام أملا في مشوار إيجابي في نهائيات “الكان” المقبلة بكوت ديفوار، وكذلك التصفيات المؤهلة لمونديال 2026.

وقد وقف الكثير من المتتبعين على عديد الجوانب والمؤشرات الإيجابية التي عرفتها ودية السنغال، وفي مقدمة ذلك بروز عديد اللاعبين الجدد والقدامى في ظل الثورة التي أحدثها مؤخرا بلماضي بغية تحسين الأداء الجماعي للتشكيلة والحرص على تحصين الدفاع وتقوية الوسط وتفعيل الهجوم، وهذا من باب فتح صفحة جديدة وإيجابية تتماشى مع تحديات وطموحات “الخضر”، حيث كان الحارس ماندريا واحدا من العناصر التي خطفت الأضواء في ودية أول أمس، بدليل تدخلاته الكثيرة التي كانت موفقة إلى أبعد الحدود، ما مكنه من الحفاظ على شباكه بفضل تصديه لعدة لقطات ساخنة كان وراء الهجوم السنغالي، كما كانت عودة اللاعب سفيان فغولي موفقة إلى حد كبير، وهو الذي غاب عن بيت “الخضر” لأكثر من سنة، في الوقت الذي صنع رياض محرز الفارق بكرة ثابتة مكنت الوافد الجديد شعيبي من تسجيل هدف المباراة، وهو أول هدف له مع المنتخب الوطني بعد 5 مشاركات، ما يجعله في موقع جيد لمواصلة البرهنة، شأنه شأن بقية العناصر التي تسعى إلى إثبات ذاتها ومواصلة كسب ثقة الناخب الوطني على غرار بوعناني وعمورة والعائد عطال والوجه المخضرم ماندي وبقية الأسماء التي يعول عليها المدرب بلماضي، ناهيك عن بعض الأسماء الغائبة لأسباب مختلفة، وفي مقدمة ذلك حسام عوار وبن ناصر بداعي الإصابة.

ويذهب الكثير من المتتبعين إلى أن ودية السنغال مكنت المدرب جمال بلماضي من إحداث انتفاضة نوعية مكّنته من الرد على منتقديه مثلما تحفزه على مواصل التركيز على العمل الميداني لضمان جاهزية التشكيلة الوطنية وفق الخيارات والإستراتيجية التي رسمها لهذا الغرض، وهو ما يجعل الكثير يترقب مستجدات إيجابية، تزامنا مع اقتراب الدخول في مرحلة جديدة على وقع التحديات الجادة، والبداية بانطلاق تصفيات المونديال بعد شهرين من الآن، وبعد ذلك إعداد العدة لنهائيات “كان 2024” بكوت ديفوار.

الخضر في حاجة إلى مزيد من التركيز في المواعيد القادمة

اتضحت ملامح التشكيلة الوطنية التي ستخوض تصفيات المونديال، ونهائيات كأس أمم إفريقيا في كوت ديفوار، ولم تبق سوى بعض الروتوشات التي ستكتمل مع الثنائي أمين غويري وحسام عوار، بالرغم من أن احترافية اللاعبين المتكونين في المدارس الكروية لا تطرح أي إشكال في الاندماج، خاصة أن منصبي لعب عوار وغويري لا يتطلبان وقتا طويلا، فحسام عوار سبق له اللعب مع أشبال بلماضي، ومنصب أمين غويري كرأس حربة أو مهاجم وهمي مقدور عليه بالنسبة للاعب نشط مع ثلاثة أندية وهي ليون ونيس ورين، وكان متوهجا فيها بتسجيله للأهداف من أول مباراة لعبها، كما فعل دائما مع المنتخبات الفرنسية التي لعب بألوانها.

الذين يريدون أن يجعلوا من مباراة السينغال نموذجا أو مقياسا هم مخطئون فالظروف ستختلف، وحتى المنافسة ونوعية المنافسين، ولكن التشكيلة وخاصة خطها الخلفي أحدثت الآن الإجماع على أنها ستبقى، إلا في حالة وقوع إصابات تبق محتملة مع يوسف عطال على سبيل المثال أو نقص المنافسة لدى عيسى ماندي، وإذا خلت عيادة الخضر من الإصابات، فإن خماسي الدفاع بمن فيهم حارس المرمى، الذي واجه السينغال سيبقى، حيث يراهن جمال بلماضي عل إعادة الدفاع إلى قوته لأنه هو الذي منحه الكأس في مصر 1919، وهو الذي جرّه إلى سلسلة المباريات من دون هزيمة التي كان فيها دفاعه من حديد أمام كولومبيا وخلال كان 2019، عندما لعب سبع مباريات ولم يتلقى سوى هدفين، أحدهما من ضربة جزاء، ولم يخلف المنافسون جميعا على قوتهم من السينغال إلى كوت ديفوار ونيجيريا، أي فرصة، أمام الحارس رايس مبولحي، فلا خشبات مرماه ارتجفت بالقذفات ولا انفرادات مع صلابة الثنائي عيسى ماندي وجمال بلعمري.

التركيز على تشكيلة ثابتة ونهاية عهد التجريب هو العمل القادم قبل أقل من ثلاثة أشهر على موعد بطولة أمم إفريقيا في كوت ديفوار، وإذا كان حسام عوار قد قرأ الأجواء وعاشها، فإن الصحافة الفرنسية في الفترة الأخيرة، قدمت لأمين غويري خدمة إقحامه في أجواء الخضر، بعد أن أصبح موضوعها الأول، وهي تشاهد اللاعب الذي سجل قرابة خمسين هدفا بألوان مختلف المنتخبات الفرنسية، سيفتح عداده مع منتخب آخر بعد أن أغلقه للأبد مع الديكة.

المنتخب الوطني فاز في السينغال أمام بطل العالم وقاهر البرازيل برباعية، وكان بإمكانه أن يخسر أيضا، ومباراة السينغال هي مواجهة عادية انتهت ووجب نسيانها، فقد منحت جرعة معنويات مفيدة جدا للطاقم الفني واللاعبين والأنصار، لأن الفائر على بطل إفريقيا قبل بطولة إفريقيا، لا بدّ وأن تفتح شهيته ليسير على خطوات سابقة أوصلته للقب الإفريقي، فكما كانت مباراة السينغال دفعا معنويا، قادرة أن تتحول إلى فخ قبل المواعيد الكبرى.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!