-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بن زيمة.. درسٌ للّاعبين مزدوجي الجنسية

ياسين معلومي
  • 12243
  • 1
بن زيمة.. درسٌ للّاعبين مزدوجي الجنسية

قبل بداية كأس العالم بقطر، كان الجميع ينتظر كيف سيكون أداء أحسن اللاعبين في العالم، على غرار ميسي ونيمار وليفاندوفسكي ومبابي، وطبعا صاحب الكرة الذهبية كريم بن زيمة، غير أن هذا الأخير حرمته الإصابة من المشاركة في العرس العالمي بقطر، بعد ما أصيب قبل أيام من انطلاق المنافسات، وقرّر بعدها الجهاز الفني للمنتخب الفرنسي استبعاده عن المنتخب على الرغم من أن المدرب ديشان رفض ضم لاعب آخر بديلا له، وفي اليوم التالي عقب إصابته غادر بن زيمة معسكر “الديوك” مرغما، غير أنه كان يريد البقاء مع المجموعة ليكون متاحا في المباريات عند شفائه، وهو الذي قام بتضحيات كبيرة في اللقاءات الأخيرة للمونديال بعدم المشاركة مع فريقه ريال مدريد حتى يكون جاهزا لأكبر محفل في العالم، إذ أحس بعدها بالإهانة، وقرّر مباشرة بعد نهاية كأس العالم الاعتزال دوليا بعد أن طعنه في الظهر مدرِّبُه وطبيب الفريق وبعض اللاعبين الذين أبعدوه وتنكروا للخدمات الكبيرة التي قدمها للمنتخب الفرنسي.

اللاعب الفرانكو جزائري كريم بن زيمة الذي كان في بداية تألقه مع نادي ليون الفرنسي تلقى عرضا رسميا من الاتحاد الجزائري لكرة القدم في عهد محمد روراوة للانضمام إلى “الخضر”، وتنقَّل أعضاء طاقمه عدة مرات إلى ليون الفرنسية وتحدَّثوا مع والده لإقناعه بالالتحاق بتشكيلة “الخضر”، غير أن الشاب كريم يومها اختار أن يلعب للمنتخب الفرنسي، وفي نهاية مشواره الكروي، أخرِج من الباب الضيق، وهو متوَّجٌ بالكرة الذهبية، وأحسن لاعب في العالم، وفي سجلّه العديد من الألقاب والتتويجات، كل ذلك لم يشفع له ليعامَل معاملة الكبار، ولو لعب كأس العالم كان ربما سيُخرج فرنسا بطلا للعالم للمرة الثانية على التوالي، غير أن الواقع الذي عاشه بن زيمة يبقى وصمة عار على بلد ومنتخب قدَّم لهما الكثير، وضحّى من أجلهما عديد المرات، بإرجاعه إلى القمة..

اليوم ينبغي أن نقول إنّ اعتزال بن زيمة فيه الكثير من الرسائل إلى كل اللاعبين مزدوجي الجنسية. في السابق كان هؤلاء لا يفكرون ولو ثانية واحدة في حال تلقيهم عرضا للّعب لمنتخبات ليست موطنهم الأصلي، غير أنهم غالبا ما يتم إبعادهم في أول فرصة والأمثلة كثيرة لبعض اللاعبين الجزائريين على غرار فقير مثلا الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الالتحاق بالتشكيلة الوطنية، غير أنه غيّر رأيه في الدقائق الأخيرة واختار المنتخب الفرنسي، فأبعِد وبقي وحيدا يتجرّع الحسرة والمرارة على اختياره السيء، والأمثلة عديدة.

غير أن الجيل الحالي من اللاعبين يتقدّمهم اللاعب آيت نوري الذي ورغم تلقيه استدعاء لحمل ألوان المنتخب الفرنسي، إلا أنه رفض ذلك جملة وتفصيلا، وفضّل الالتحاق بـ”الخضر”، مثله مثل عدد من اللاعبين، على غرار شعيبي وعوار الذي غيّر جنسيته الرياضية وتوبة وآخرين تيقّنوا أن اللعب لمنتخبات بلادهم أحسن من اللعب لمنتخب آخر..

ما حدث لبن زيمة باعتباره من أحسن اللاعبين في العالم قد يجعل اللاعبين مزدوجي الجنسية وبضمانات صغيرة من الاتحاد الجزائري يلتحقون بـ”الخضر” وفي قرارة أنفسهم أنّ اللعب لبلد أجدادهم أحسن بكثير من تقمُّص قميص لا يُشعرهم بالانتماء إليه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • احمد

    يستاهل