بن قرينة: أبواق النظام المغربي حاولت تشويه كلامي
عاد رئيس حركة البناء، عبد القادر بن قرينة، إلى تصريحاته السابقة بخصوص الأعمال العدائية التي يقوم بها حكام الإمارات العربية ضد الجزائر، مدققا بعض المسائل التي حاولت الاستثمار فيها “بعض الأبواق” المحسوبة على المخزن المغربي، لأجل تشويه تصريحات جاءت في سياق حواره مع الصحافة الجزائرية على هامش ندوة سياسية متعلقة بالأزمة النيجرية وأثرها السلبي على أمن واستقرار منطقة المغرب العربي.
وأوضح رئيس حركة البناء، في منشور على صفحته الخاصة “فيس بوك” أنه هدف إلى تحذير “أشقائنا الموريتانيين من مخاطر الاستجابة لضغوط وابتزاز بعض الكيانات الوظيفية التي تحاول دفع المنطقة كلها نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني”. وشدد المتحدث على أن “تصريحنا جاء في سياق ما تناقلته بعض وسائل الإعلام ووسائطه التي من بينها بعض صفحات الموريتانيين من أخبار مفادها حدوث زيارات وتنسيقات أمنية مع الكيان الصهيوني المحتل”.
ولاحظ المتحدث أن ما قام به لا يتعدى “نصح ودعوة الجهات الرسمية في الدولة الموريتانية إلى تفنيد وتكذيب الخبر المتداول، مثلما فندوا من قبل خبرا مماثلا له، رغم قناعتنا في الحركة بأن مسار التطبيع لا ينسجم مع المسار السياسي للرئيس محمد ولد الغزواني رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية”، مشيرا إلى “أننا نحب في حركة البناء الوطني أن نؤكد من خلال هذا البيان حبنا للشعب الموريتاني واحترامنا الكامل لسيادة دولته وعدم تدخلنا في شؤونها الداخلية، وحرصنا الشديد والمشفق على استقرارها وتماسك مكوناتها”.
ويشير بن قرينة إلى أن “الدافع لتصريحنا هو شعورنا بواجب النصح لأشقائنا من جهة وقبول النصح منهم من جهة أخرى، خاصة عندما يتعلق الأمر بقضايا تمس باستقرار المنطقة ككل”، لافتا إلى أن ما صدر عنه “هو نفس الإشفاق والتخوف الذي أبديناه بخصوص الشقيقة تونس، خاصة بعد رصدنا لتصريحات من قيادات نقابية وشخصيات مقيمة في تونس تتكلم على تنامي أنواع من التطبيع، فالدافع لتصريحنا كذلك هو الإشفاق على الشقيقة تونس حتى لا تقع تحت طائلة ابتزاز بعض الجهات التي لا تريد الخير للأمة العربية عموما ومنطقتنا المغاربية خصوصا، مستغلة بكل أسف أوضاع عدد من أقطارنا لمحاولة الدفع بها نحو خيارات تتنافى مع خيارات شعوبها وخيارت بعض الأنظمة”.
ويضيف: “ورغم تثميننا الكبير لتصريحات سابقة للرئيس قيس سعيد رافضة للتطبيع، وتثميننا لمصادقة البرلمان التونسي على قانون يجرم التطبيع، إلاّ أننا نؤكد أن بعض التحركات المريبة لهذه الكيانات الوظيفية جعلت من حقنا أن نبدي مخاوفنا منها خاصة حين تتزامن هذه التحركات مع توتير كل المنطقة في المغرب العربي وآخرها الاقتتال الذي اندلع في ليبيا الحبيبة في هذين اليومين والذي يدعم هدف إشاعة الفوضى والفلتان لمصلحة قوى الشر في المنطقة، وقد حاول إعلام هذا الكيان الوظيفي النفخ لمحاولة تسميم العلاقة بين الجزائر وتونس، تلك العلاقة التي لا يمكن بأي حال من الأحوال المساس بها، لأنها علاقة ارتبطت بتاريخ ومصير مشترك ودماء ممتزجة في ساقية سيدي يوسف وغيرها”.
وأكد رئيس حركة البناء أنه “يدعم بقوة كل الجهود التضامنية التي تبذلها الحكومة الجزائرية بتوجيه من الرئيس عبد المجيد تبون للوقوف جنبا إلى جنب مع الدول الإفريقية الصديقة والشقيقة، وخاصة منها ودولة موريتانيا ودولة تونس وليبيا التي تربطنا بها جميعا روابط تاريخية ومصائر مشتركة، حتى لا تكون بسبب الأوضاع الاقتصادية العالمية وانعكاساتها السلبية عرضة للابتزاز من الكيانات الوظيفية التي لا تعترف بسيادة الدول ولا تقدر حق الشعوب في التحرر، بل تسعى دائما مع كل أسف للعبث باستقرار أوطاننا العربية وخلق بؤر التوترات فيها”.
كما نوه في هذا السياق نفسه بأن الجزائر دولة وأحزابا ونخبا ترى أن أمن دول المنطقة واستقرارها هو جزء أصيل من أمن الجزائر واستقرارها، مشيرا إلى أن “مواقفنا السياسية ستكون دائما واضحة لا غبار عليها ولا يمكن أن يؤثر فيها نفث النفاثات في العقد الذين يريدون تسميم علاقات حركتنا مع مكونات الأمة العربية ولاسيما المغاربية”.
ويجسد هذا، يضيف بن قرينة، بيانات الحركة المسؤولة والواضحة بخصوص القضايا المتعلقة بأمن واستقرار منطقتنا بعيدا عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول أو طعن أو تشكيك في شرعية مؤسساتها مهما كانت والتي هي حق حصري لشعوب تلك الدولة وليس من حقنا تأكيد أو طعن في شرعية أي نظام قائم مهما كان.