-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بِخصوص خليفة بلماضي.. كلّ انتقاء غير هذا “الكاستينغ” فهو عبث

علي بهلولي
  • 5603
  • 3
بِخصوص خليفة بلماضي.. كلّ انتقاء غير هذا “الكاستينغ” فهو عبث

سنّ رئيس اتحاد الكرة الجزائري وليد سعدي تقليدا جديدا، لم يسبقه إليه أسلافه في المبنى الكروي لِدالي إبراهيم.

ويتعلّق الأمر هنا بِتنصيب لجنة، تتمحور مهمّتها حول دراسة الملفّات المُقدّمة، وضبط هُوّية النّاخب الوطني الجديد.

ويكون وليد سعدي قد وفّق لمّا أقدم على هذه الخطوة غير المسبوقة، ولم يزعم أنّ “الطّبيعة” هيّأته لِفعل كلّ شيء، وإجادة كلّ عمل. تاركا القوس لِباريها، ونعني بهم أعضاء لجنة الانتقاء.

وعندما نسمع عبارة “لجنة الانتقاء”، يتبادر إلى الذّهن مرادفها في اللّغات الأجنبية المُمثّل – إلى حدّ ما – في لفظ “كاستينغ”، المُغترَف من القاموس الفنّي (السّينما، المسرح..).

أوّلا.. هناك نموذج ممتاز بِخصوص لفظ “كاستينغ”، يعود إلى ستّينيات القرن الماضي، لمّا اكتشف المخرج السّينمائي الإيطالي جيلّو بونتيكورفو المُمثّل إبراهيم حجّاج، بطل الفيلم العالمي الخالد “معركة الجزائر”. حيث ترك ابن حيّ الشراعبة بِبلدية الكاليتوس بِالضاحية الجنوبية للعاصمة، مُجسّد شخصية “علي لبوانت”، الانطباعَ وكأنه تخرّج من مدرسة “هوليوود”.

النّموذج الآخر الإيجابي، يقول إن مسؤولا في التلفزيون العمومي الجزائري، حضر إحدى التظاهرات (ملتقى أو شيء من هذا القبيل) بِغرب البلاد في سبعينيات القرن الماضي، فلفت انتباهه فتى يُخاطب غيره بِلسان عربي طروب، وكان حينها يمتهن وظيفة التعليم. فجلبه إلى مبنى المرادية. فصار بعدها ابن بلدية العين الصّفراء (ولاية النعامة) أحمد بن يعقوب أحد أفضل وأشهر مُقدّمي نشرات الثامنة في التلفزيون الجزائري.

هكذا يتعيّن على عامر منسول ومحمد معوش ورابح سعدان وبوعلام لعروم وبقية أعضاء اللّجنة، انتقاء خليفة جمال بلماضي. وإلّا فإن المهمّة التي أُسندت إليهم ستكون مجرّد سيرك تهريج، أو حركات جمباز استعراضي لإلهاء المُتفرّجين. وكم من مجازر اقترفت بِاسم “الكاستينغ”، لِأن المُمتحِنَ كان تلميذا يختبر أستاذا! أو لاعبا مبتدئا، مُنح له في اليوم الأوّل لِمشواره الرّياضي القميص رقم “10” وشارة القائد، في نادٍ أو منتخب لِفئة الأكابر!

نقطة أُخرى.. يُحبّذ من هذه اللّجنة أن تُلازم السرّية، وهي مَن تُعلن عن أسماء (القائمة المُصغّرة) أو اسم المدرّب الذي انتقته. ولا تقع في فخّ الصّداقات وتبادل المنافع و… ثم إن التقاط صورة مع سعدان أو لعروم أو غيرهما من أعضاء اللّجنة يجب أن لا يُفضي إلى تسرّب، كان بلماضي قد سدّ ثغرته وردم هُوّته.

أمر آخر، يقول إن اللّجنة يجب أن لا تقع ضحية مشاهدتها أو مطالعتها لِمقابلات صحفية مع المدرب الفلاني أو العلاني، يحلم مَن يُروّجون له بِجلبه لِتأطير العارضة الفنية لـ “الخضر”. يُفترض أن عهد “جمعية أصدقاء المدرّب الفلاني” انتهى إلى غير رجعة.

وأخيرا.. حتّى لا نُحمّل “الفاف” أو الإعلام وزرا ثقيلا. على جماهير اللّعبة (أنصار المنتخب الوطني) أن تنشغل بِأمور أخرى تهمّها في الحياة الدنيا. لأن تعيين مدرب وطني جديد ليس قضية جديرة بِأن تُهدر فيها طاقة، كان يُفترض تبديدها في مجال آخر أكثر أهمّية من “الجلد المنفوخ”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • من أم جزائرية وأب مغربي

    ماذا لو جاء بلماضي لتدريب منتخب المغرب بينما ينتقل الركراكي لتدريب منتخ الجزائر.

  • علي

    صدقت خاصة في آخر المقال

  • حفيد بن باديس

    ضرك اهنا وليتنا انتايا مترجم ومفسر كلمات.