تهافت على رحلات “الريفيون” في الجنوب رغم الوباء

منذ الإعلان عن عودة الرحلات الجوية الداخلية، وإقرار تخفيضات بـ 50 بالمائة على الرحلات السياحية إلى الجنوب، سارعت الكثير من الوكالات السياحية إلى تسطير برنامج رحلات إلى مناطق داخلية، حيث تأتي الصحراء في مقدمة الوجهات المفضلة والمطلوبة، تزامنا مع احتفالات “الريفيون“، فرغم الظرف الاستثنائي الذي تعيشه الجزائر على غرار بلدان العالم، بسبب وباء كورونا المستجد، إلا أن هذه الوكالات السياحية أخذت بعين الاعتبار طبيعة المرحلة، من خلال بذل مجهودها لتوفير أجواء مريحة وتدابير صحية لتحقيق الوقاية، بدءا من بتخفيض أسعار الرحلات والتنافس لإطلاق العروض المغرية.

وتأتي المدن الصحراوية مثل تيميمون، وغرداية وبسكرة وجانت وتمنراست.. في مقدمة الوجهات السياحية المطلوبة، وقد يزيد عليها الإقبال في ظل غياب رحلات سياحية إلى الخارج خاصة تونس وتركيا، والحاجة إلى درجات حرارة مرتفعة نوعيا خلال فصل الشتاء، التي تقي من انتشار فيروس كورنا، وهذا لا يتحقق إلا في الصحراء أين يرغب الكثير من الجزائريين في قضاء احتفال رأس السنة وعطلة الشتاء في أقصى الجنوب.

ومن خلال اتصال “الشروق”، ببعض أصحاب الوكالات السياحية، تبين أن عودة الرحلات الجوية الداخلية، شجتعهم على تنظيم رحلات نحو الجنوب، وهذا تزامنا مع رأس السنة والعطلة الشتوية، وهروبا من البرد الذي يساهم في انتشار عدوى الوباء بسرعة.

وفي هذا السياق، كشف الرئيس المدير العام لمجمع”نسيب” للسياحة، السيد جمال نسيب، عن برنامج ثري يتعلق بسياحة حموية وصحراوية، تزامنا مع احتفال رأس السنة واقتراب العطلة الشتوية، وقال إن الوكالات السياحية رحبت بإعلان الجوية الجزائرية بتخفيض ثمن التذاكر إلى النصف في ما بتعلق بالرحلات السياحية إلى الجنوب الجزائري، ، حيث يساعدهم هذا الإجراء في نشاطهم من خلال رحلات بأسعار مناسبة.

وأضاف موضحا، أنه مع تعاون شركة الخطوط الجوية الجزائرية، مع هذه الوكالات السياحية، فإن أسعار الرحلات المنظمة إلى مناطق صحراوية، ستعرف انخفاضا بنسبة ما 50 بالمائة ، وهذا ما يزيد الإقبال على هذه الرحلات للراغبين في الاحتفال برأس السنة أو قضاء عطلة الشتاء في الجنوب، وإيجاد فرصة للتفريغ ضغط الحجر الصحي ومشاكل أزمة كورونا المستجد.

وأفاد جمال نسيب، أن مجمعه، أخذ بعين الاعتبار خصوصية الظرف، وتدابير الوقاية من كورونا، وسيستغل الفنادق التابعة له، والمركب السياحي الحموي الذي يملكه بالجلفة، لتوفير جو مريح وصحي للسياح، كما سطر مجمع” نسيب” للسياحة، رحلات جوية وبرية منظمة بأسعار معقولة، إلى كل من تيميمون، وتمنراست، وبسكرة وحيدرة، وغرداية وجانت باليزي، وذلك ابتداء من 21 ديسمبر، حيث تشمل الرحلة والتي مدتها تتراوح ما بين أسبوع إلى 15يوما، احتفال ليلة رأس السنة والعطلة الشتوية.

وحسب جمال نسيب، فإن الكثير من الجزائريين، خاصة الذين يملكون المال، سارعوا لتسجيل أسمائهم ضمن قائمة الرحلة المسطرة، وكان بعضهم أول الراغبين في الذهاب والتمتع بزيارة الجنوب والإقامة فيه لأيام، حيث ساعدت في ذلك درجات الحرارة المرتفعة مقارنة بولايات في الشمال الجزائر، والتي تحد من عدوى كورونا وتفيد في تغذية العظام بفيتامين “دي”.

“سفاري الجنوب” باتت تستقطب شريحة واسعة من الجزائريين

وللاستفسار أكثر عن البرامج التي أطلقتها مختلف الوكالات السياحية، لإقامة احتفالات “الريفيون” في الجنوب، اتصلنا بصاحبة وكالة “خرجة فواياج” ليديا كيرش، التي صرّحت في حديثها مع “الشروق”، أنّ غالبية الوكالات تُركز في هذا الوقت على السياحة الصحراوية التي تنتعش خاصة في نهاية السنة الميلادية، وكالمعتاد يتم إقامة احتفالات في الصحراء، أين يتمتع السياح بالرمال وسفاري الجنوب، لكن كما ذكرت المتحدثة، أن البرامج التي نظمتها معظم الوكالات تشمل التنقل عبر حافلة مريحة، وحتى بعد فتح الخطوط الجوية، لأن أسعار التذاكر، حسبها مرتفعة، وليست في تطلعات والقدرات المادية للمواطنين، ناهيك عن أسعار الحجز في الفندق مع الإطعام وسعر الرحلات وخرجات السفاري، لهذا يفضل الكثير من السياح الحافلة على الطائرة، ويختارون بالمقابل المناطق التي تكون قريبة نوعا ما وبالإمكان أن يتم التنقل إليها عبر حافلات مريحة ومهيأة، وبشأن قرار الوزير القاضي بتخفيض أسعار التذاكر إلى الجنوب بنسبة 50 بالمئة، أكدت المتحدثة، أنّ القرار مازال لم يطبق بعد على الوكالات، كما أنّ العديد منهم وضعوا برامجهم وشرعوا في استقبال الحجوزات من طرف المواطنين قبل أن يتم الإعلان عن إعادة فتح واستئناف نشاط الخطوط الجوية الداخلية.