-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
طلبات تهز الثقة وأخرى تقود إلى الندم

توثيق شروط الزواج.. هل يحمي هذه العلاقة؟

نسيبة علال
  • 1986
  • 0
توثيق شروط الزواج.. هل يحمي هذه العلاقة؟
بريشة: فاتح بارة

تظهر الكثير من شروط الزواج المستجدة، التي تتوافق والانفتاح، مع التطور السريع الحاصل في المجتمع الجزائري، يستسيغها الناس ثم تصبح عادات.. وهناك حتى الشروط الغريبة، كاصطحاب حيوان أليف إلى بيت الزوجية، أو السفر مرة كل سنة، أو اتباع نمط محدد في اللباس. والأغرب منها، هروع الفتيات إلى تسجيل شروطهن في عقد القران، للتأكد من عدم خيانة الشريك أو انقلابه.

لاشك في أن توثيق الشروط بعقد القران، أو بوثيقة رسمية أخرى، أسفر عن حماية حقوق الكثير من السيدات، اللواتي تعرضن للظلم أو لتعنت الزوج وأهله. لكنه، من جانب آخر، أصبح ظاهرة تحمل الكثير من التناقضات.

يغدرون رغم سلطة القانون

بالنسبة إلى بعض الرجال، لا يعد تقييد الشروط عند الموثق قبل الزواج سوى دليل على غياب الثقة وانعدام النية الصادقة، ولا يعني لهم الأمر كثيرا، حتى وإن كان ضمن الأطر القانونية. فقد تزوج بلال من قريبة له، أصرت على أهلها أن يوثقوا شروط الزواج، التي تتمثل في إتمام دراساتها العليا، حتى ولو التزم الأمر في الخارج، والسماح لها بالعمل في مجالها، وإلا يتم الطلاق مع التعويض المادي. أمضى بلال على الوثيقة، وبدأ حياته الزوجية، يقول: “اكتشفت أن زوجتي لا تصلح للثقة، لا هندامها، ولا علاقاتها تجعلني أسمح لها بالسفر للدراسة في ولاية بعيدة.. فوضعت شروطي أيضا بأن تلتزم باللباس الشرعي، وألا تبيت خارج المنزل مهما حدث.. احتجّت وثارت، وهددتني بالقضاء، لكنها تراجعت، عندما علمت بأنني لن أعوضها ماديا في حال طلاقها، وتركت دراستها مكرهة “.

تقييد الشروط.. غلطة!

لابد من أن يبنى الزواج، من البداية، على أسس متينة وقوية، أهمها أن تكون الثقة في الشريك تامة، تعززها المواقف لاحقا. مع هذا، لا يمكن للكثير من النساء أن يأمنّ مكر الرجل، ويتخلصن من مخاوفهن حول المستقبل. فهناك مثل شعبي قديم تتداوله بعض النساء، يقول: “الرجال والزمان لا يؤتمنون”. ومن هذا المنطلق الشائع، ومن العديد من قصص الغدر والخيانة، تكونت لدى فئة من النساء عقدة حثيثة، تجعلهن يستعملن كل البطاقات التي يمكن أن تضمن لهن حياة زوجية مستقرة، على جميع الأصعدة. وانتشار موضة توثيق شروط الزواج التي لم تكن في عادات المجتمعات العربية والمسلمة، خاصة في السابق، مع دعوة المشرع إلى هذا، حيث جاء في المادة 19 من قانون الأسرة الأمر 05-02 (للزوجين أن يشترطا في عقد الزواج أو في عقد رسمي لاحق، كل الشروط التي يريانها ضرورية، لاسيما شرط عدم تعدد الزوجات وعمل المرأة، ما لم تتناف هذه الشروط مع أحكام القانون).. وأثمر هذا في توازن بعض الأسر. من جانب آخر، خلقت أزمة ثقة بين الأزواج. تقول كاميليا: “تعرفت على زوجي في الجامعة، طيب، خلوق، مسؤول، وأحبني بجنون، لكنني، وبحكم دراسة الحقوق، رأيت بأن أجمع بعض الشروط في وثيقة، ظننت أنها ستحمي زواجنا. فطلبت عدم زواجه مجددا، وسكنا خاصا حتى ولو بالإيجار، وأن أعمل وأدرس كيفما أشاء، وأقود سيارتي الخاصة”.. شروط كاميليا، 29 سنة، كانت منطقية جدا، لكنها، دفعت بزوجها إلى الاستهزاء بها في كل منعرج. أدرك أنها لا تثق فيه تماما، رغم حبهما. فبدأ يهددها مازحا، بأنه سيتزوج بأخرى سرا، تضيف: “وضعت نفسي في الحرج المستمر، أصبح زوجي يرى نفسه مهما جدا، وأنا أبدو أمامه لا أثق في نفسي ولا فيه، ولا في حبنا.. لذا، أخاف من أن يتركني”.

شروط تعجيزية لاستمرار الزواج عندما يوثق الرجل رغباته المجنونة

اعتدنا، في مجتمعنا، أن المرأة هي التي تخاف على مستقبل زواجها، بحكم أنها تعمل حسابات كثيرة لسلطة الرجل عليها. وبما أن هذا الأخير هو الآمر الناهي، بحكم الشرع والقانون والأعراف، فليس من المتوقع أن يلجأ إلى توثيق شروطه مع عقد القران. مع هذا، هناك حالات كثيرة في الجزائر، تلجأ إلى هذه الخطوة، لحماية أفكارها ورغباتها غير العادية.. تعترف آمال، بعد سنوات من زواجها، من دون أبناء، بأنها قبل التوقيع على عقد قرانها، قد وقعت على لائحة شروط، من ضمنها عدم الإنجاب، إلا بقرار من الزوج، وقبول السكن في بيت العائلة، إلى حين بناء منزل خاص..” ندم هذه السيدة كبير جدا، على 9 سنوات مضت على زواجها، ولم يتغير من حالها شيء. وهي اليوم، رغم التوافق والحياة المستقرة الهادئة، التي تعيشها مع زوجها، في انتظار اللمسات الأخيرة لاكتمال منزلهما، تحن إلى الأمومة، وتلعن السنوات التي قبلت العيش فيها غير مستقلة ولا مستمتعة بشبابها، في بيت عدد أفراده يفوق العشرين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!