-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
حققوا 5 انتصارات وتعادلا واحدا في تصفيات "كان" ساحل العاج

الخضر .. رحلة البحث عن الحلول

صالح سعودي / ح. سمير / ع. ع
  • 5549
  • 0
الخضر .. رحلة البحث عن الحلول

خرج الجمهور العنابي الذي غصت به مدرجات ملعب 19 ماي 1956، ومن وراءه آلاف الجزائريين عبر الشاشة الصغيرة، غير راض عن الأداء والمستوى الفني الذي قدمه المنتخب الوطني، سهرة أول أمس الخميس، أمام منتخب تنزانيا، الذي تمكن من تسجيل تعادل (0/0) بطعم الفوز يسمح له بمرافقة الجزائر، التي تتصدر المجموعة السادسة، إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2023 بكوت ديفوار.

وكان رفقاء القائد عيسى ماندي خارج الإطار، وفشلوا في تقديم أداء مقنع أمام منتخب تنزاني جد متواضع، يقوده طاقم فني جزائري خالص بقيادة المدرب عادل عمروش، الذي عرف كيف يسيّر المباراة لصالحه، بل وكان بإمكانه إحداث المفاجأة في عديد الفرص السانحة التي أتيحت لمهاجميه.

ولم يفهم أو يستصغ غالبية المتتبعين التغييرات الكثيرة التي قام بها الناخب الوطني، جمال بلماضي، في هذه المباراة، وهو ما زعزع استقرار وانسجام التشكيلة الوطنية، التي أصبحت تلعب بتشكيلة مختلفة في كل مباراة ما يعطي الإنطباع أن المنتخب الوطني لا يملك تشكيلة أساسية وما زال في مرحلة التكوين قبل حوالي أربعة أشهر فقط عن موعد “كان” كوت ديفوار.

إلى ذلك، يبدو أن المباريات الودية أصبحت أهم من المباريات الرسمية في قاموس المدرب بلماضي، ما قد يفسر سبب الفوضى التي أحدثها على التشكيلة التي اختارها لمواجهة تنزانيا والحفاظ على أفضل العناصر لمباراة السينغال الودية المقررة هذا الثلاثاء بالعاصمة داكار.

وأمام العرض الهزيل الذي قدمه المنتخب الوطني أول أمس، حاول بلماضي، كعادته، تبرير ذلك بعوامل غير فنية، من خلال انتقاد التحكيم واتهامه بالتحيز للتنزانيين، إلى جانب التركيز على سوء أرضية الميدان وعوامل أخرى، وهي التبريرات التي لم تعد صالحة لإقناع الشارع الرياضي الذي بدأ يسأم من ذلك.

المدرب السابق لنادي الدحيل القطري عبر عن قلقه بهذا الخصوص مطالبًا المسؤولين بالتدخل لحماية المنتخب: “لست الوحيد المسؤول عن كل ما يحدث.. مشاكل التحكيم أصبحت هاجس لنا عند كل مواجهة ويجب على المسؤولين التدخل لحماية المنتخب لأننا لن نستطيع المواصلة في هذه الظروف”.

وقد تكون مباراة السنغال الودية السيف الذي قد يقسم ظهر بلماضي أو طوق النجاة الذي ينقذه من الغرق، ما يجعله مطالب بإعادة ترتيب أوراقه بسرعة ومنحنا صورة مغايرة تماما للمنتخب الوطني مقارنة لما شاهدناه أمام تنزانيا.

“حالة أرضية الميدان صعّبت من مهمتنا وحرمتنا من الفوز”
جمال بلماضي: أطلب من المسؤولين حماية المنتخب من التحكيم الإفريقي

أبدى المدرب الوطني جمال بلماضي استياء كبيرا من الحكم البنيني الذي أدار مباراة الجولة السادسة من تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2023 المؤجلة إلى سنة 2024 بين المنتخب الجزائري ونظيره التنزاني وانتهت بالتعادل السلبي نتيجة مكنت الخضر من احتلال المرتبة الأولى بـ 16 نقطة، ومكنت أيضا تشكيلة الرباعي الجزائري عمروش، بوعلي، عجالي وعاصيمي من التأهل إلى نهائيات كاس إفريقيا للمرة الثالثة بعد سنتي 1980 و2019.

نستحق الفوز وكانت تنقصنا الفعالية ونحترم قرار اعتزال اوكيدجا

وقال المدرب الوطني في ندوته الصحفية بعد اللقاء منتقدا الحكم: “عانينا من قرارات الحكم، لم أعد أعرف ما أقول مع حكم “مستفز” لا أحب التحدث عن التحكيم كثيرا المشكلة تتكرر مع كل مباراة للمنتخب الوطني”، مضيفا: “لست الوحيد المسؤول عن كل ما يحدث.. مشاكل التحكيم أصبحت هاجسا لنا عند كل مواجهة ويجب على المسؤولين التدخل لحماية المنتخب لأننا لن نستطيع المواصلة في هذه الظروف”.

وواصل: “بحكام من هذا النوع لا يمكن أن نرى أي مستوى فوق أرضية الميدان، أعتقد أن هذا الأمر يتجاوزني ولست أنا المسؤول عن الحكام”.

مبولحي وبلعمري وبلايلي بإمكانهم العودة إلى الخضر بشرط…

كما تحدث المدرب الوطني عن أرضية ميدان 19 ماي بعنابة الذي حسبه أعاق قليلا المنتخب الوطني، وصرح بلماضي، في ندوته الصحفية: “من أجل تقديم مباراة في المستوى يجب توفر عدة ظروف على غرار أرضية ميدان جيدة.

فبالإضافة إلى التحكيم المنحاز، وخطة المنافس الذي لعب بطريقة دفاعية محضة طيلة المباراة، حالة أرضية الميدان زادت من صعوبة مهمتنا وحرمتنا من تحقيق الفوز. اللاعبون أدوا واجبهم، ولكن في مثل هذه الظروف من المستحيل تحقيق نتيجة إيجابية”.

المدرب الوطني، تحدث أيضا مردود لاعبيه الذي اعتبره ايجابيا رغم بعض العوائق التي أجريت فيها المباراة: أشركنا اليوم تشكيلة معظمها من عناصر جديدة… اللاعبون قدموا أداء مقنعا طيلة أطوار هذه المباراة، وكان ينقصنا فقط تسجيل هدف من خلال إحدى الفرص العديدة التي صنعناها…كانت تنقصنا بعض الفعالية أمام المرمى، والمزيد من القتالية التي كانت ستُمكننا من تسجيل على الأقل هدف واحد… لعبنا أمام منافس متكتل في الدفاع، كونه كان يسعى لتحقيق نتيجة إيجابية تضمن تأهلهم”.

ياسر لعروسي نجم شيفيلد الإنجليزي يلتحق بالمنتخب

وردا على أحد سؤال أحد الزملاء: “ما كان ينقصنا اليوم سوى هدف فقط،كنا نستحق الظفر بنقاط اللقاء، وكنا نستحق ذلك… قدمنا مباراة جيدة وكنا بحاجة للتسجيل، لكن من الصعب أن تسجل عندما تواجه فريقا يتكتل في الخلف بـ5 لاعبين… المنتخب التنزاني دخل بأهداف واضحة وهي الخروج بالتعادل على الأقل لضمان التأهل، وهذا ما صعب من مأموريتنا… أتحمل مسؤولية التعادل، لقد قمت بإجراء الكثير من التغييرات، وهذا ما حرمنا من رؤية المنتخب الجزائري بوجهه المعتاد”.

وعن سؤال حول اعتزال الحارس أوكيدجا الذي يلعب في البطولة الفرنسية الدرجة الأولى قال الناخب الوطني: “لقد كان طيلة تواجده في المنتخب مثالا للاحترافية داخل وخارج الميدان، رغم أنه لم يلعب كثيرا بسبب المنافسة الكبيرة لرايس مبولحي الذي كان الحارس رقم واحد”، مؤكدا: “يلعب في البطولة الفرنسية الدرجة الأولى وأبواب المنتخب مازالت مفتوحة له إذا قرر التراجع عن الاعتزال لكن اللاعب قرر الاعتزال دوليا، ونحن بدورنا احترمنا قراره، وقمنا بتوديعه”.

وعن اللاعبين الذي قرروا اللعب في البطولة الوطنية على غرار بلايلي وبلعمري الذين اختاروا مولودية الجزائر، ومبولحي الذي انضم مؤخرا إلى شباب بلوزداد، قال بلماضي: “عودة يوسف والبقية للمنتخب الوطني مرتبطة بأدائهم ومردودهم في أنديتهم الجديدة… نحن نستدعي دائما اللاعبين الذين ينشطون في أنديتهم باستمرار. قمنا باستثناءات قليلة في بعض الأحيان مع بعض لاعبي أصحاب الخبرة… مثلا إذا تألق مبولحي، مستقبلا مع شباب بلوزداد في رابطة الأبطال، فمن المنطقي أن يعود للمنتخب الوطني”.

كما كشف بلماضي في في ندوته الصحفية، أن ياسر لعروسي نجم شيفيلد الإنجليزي قد يكون معنيًا بالمشاركة مع “الخضر” في نهائيات كأس أفريقيا للأمم المزمع إقامتها بداية العام المقبل 2024، بكوت ديفوار، وذلك بعدما أعطى موافقته النهائية بتمثيل الجزائر.

وبات المنتخب الوطني الجزائري يملك ثلاثة لاعبين في منصب ظهير أيسر، وهم: رامي بن سبعيني وريان آيت نوري وياسر لعروسي.

وقبل لعروسي، كان بلماضي قد أكّد مُؤخرا تغيير المهاجم المُغترب أمين غويري للجنسية الرياضية، وتفضيله تمثيل ألوان منتخب الجزائر.

يعد فرصة لمراجعة الأوراق تحسبا للتحديات المقبلة
تعثر تنزانيا يوقظ بلماضي من أوهام سلسلة النتائج الإيجابية

كشفت المباراة التي نشطها المنتخب الوطني سهرة الخميس أمام نظيره التنزاني عن عديد النقائص المسجلة، ما يجعل المدرب جمال بلماضي أمام فرصة مهمة لمراجعة الأوراق وضبط خياراته تحسبا للتحديات المقبلة، وفي مقدمة ذلك الجولات الأولى من تصفيات كأس العالم المرتقبة شهر نوفمبر المقبل، حيث ذهب البعض إلى التعامل بجدية مع هذا التعثر خاصة وأنه أيقظ رفقاء محرز من أوهام سلسلة النتائج الإيجابية المتتالية.

لم يكن المنتخب الوطني في مستوى تطلعات جمهوره الغفير الذي سجل حضوره بقوة في مدرجات ملعب 19 ماي بعنابة، وهذا بعدما اكتفى بالتعادل الأبيض أمام نظيره التنزاني الذي كان يراهن على الظفر بنقطة لترسيم تأهله التاريخي إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا المرتقبة العام المقبل في كوت ديفوار، ورغم محاولات العناصر الوطنية لمباغتة المنافس في عدة محاولات إلا أن الكثير وقف على الخلل الحاصل من ناحية اللعب الجماعي وكذلك ضعف الأداء الهجومي الذي افتقد إلى الفعالية اللازمة رغم المحاولات العديدة التي كانت تنقصها الفعالية والتأني داخل مربع العمليات، وبذلك ينهي المنتخب الوطني مشوار التصفيات بتعثر داخل الديار بعد مسيرة ايجابية أثمرت 5 انتصارات متتالية حسمت ورقة التأهل قبل الأوان إلى العرس القاري المرتقب في كوت ديفوار، علما أن هذه المواجهة قد عرفت تغييرات بالجملة في التشكيلة بسبب غياب عدة أسماء فاعلة بسبب الإصابة على غرار بن ناصر وبن سبعيني أو لأسباب أخرى تتعلق بنقص الجاهزية وأخرى ناجمة عن خيارات المدرب جمال بلماضي الذي يبدو أنه فضل تجريب عدة لاعبين جدد وأخرى بديلة حتى يقف على أدائها قبل ضبط الأمور تحسبا للمحطات الرسمية المقبلة.

وبعيدا عن شكلية مباراة تنزانيا وعدم تأثير النتيجة المسجلة بحكم أن محرابي الصحراء قد حسموا التأهل منذ مدة، إلا أن هذا التعثر يعد درسا مهما للمدرب جمال بلماضي ولاعبيه، خاصة وأنه ساهم في إيقاظهم من وهم وسبات سلسلة النتائج الإيجابية المتتالية، أم يفرض عليهم آليا التعامل بجدية وواقعية مع التحديات الرسمية المقبلة، وفي مقدمة ذلك الجولات الأولى من تصفيات مونديال 2026، وكذلك رسم الإستراتيجية اللازمة تحسب ل “كان 2024” بكوت ديفوار”، أملا في حفظ لدرس وأخذ العبرة من مهزلة “كان 2022″ بالكاميرون” ونكسة فاصلة المونديال التي حرمت زملاء ماندي من التواجد في العرس العالمي بقطر بنهاية العام المنصرم، كما سيكون الناخب الوطني في سبق ضد الزمن للحسم في عدة قرارات، وفي مقدمة ذلك ضبط التعداد ورسم خياراته وفقا للعناصر التي يعول عليها في التحديات الرسمية المقبلة، وبالمرة تفعيل اللعب الجماعي الذي لا يزال بعيدا عن التطلعات مقارنة بالفرديات التي تبدو متوفرة في “الخضر” بشكل أفضل مقارنة بالسابق، كما سيكون بلماضي أمام حتمية البحث عن حلول ناجعة في الشق الهجومي مقابل تحصين الدفاع لضمان منتخب قادر على تجسيد طموحاته خلال المنافسات المقبلة، ما يجعل الودية المقبلة أمام بطل إفريقيا منتخب السنغال اختبار هام لرفقاء محرز قبل ضبط ساعتهم مع مسيرة تجسدي الأهداف المسطرة، وفي مقدمة ذلك كسب تأشيرة التواجد في مونديال 2026 والمراهنة على مسار نوعي في “كان 2024” بكوت ديفوار.

مدرب منتخب تنزانيا – عادل عمروش:  
“سعيد بتحقيق التأهل في الجزائر”

“سعيد جدا بهذا التأهل وسعيد أكثر لتنافس مدربين جزائريين اثنين في منتخبين مختلفين، كما أنني أغتنم الفرصة لأهنئ لاعبي الفريق التنزاني، كونهم استطاعوا تحقيق الهدف الأساسي الذي جئنا من أجله ومجابهة تشكيلة قوية تستطيع التأقلم مع مختلف الخطط التكتيكية”.

الوضعية النهائية للمجموعة السادسة

نتائج الجولة السادسة:

الجزائر 0 تنزانيا 0

النيجر 0 أوغندا 2

الترتيب النهائي للمجموعة السادسة:

1ـ الجزائر 16 نقطة ـ تأهلت للنهائيات

2ـ تنزانيا 8 نقطة ـ تأهلت للنهائيات

3ـ أوغندا 7 نقطة

4ـ النيجر 2 نقطة

مباريات لعبت:

النيجر 1 تنزانيا 1

الجزائر 2 أوغندا 0

أوغندا 1 النيجر 1

تنزانيا 0 الجزائر 2

الجزائر 2 النيجر 1

أوغندا 0 تنزانيا 1

النيجر 0 الجزائر 1

تنزانيا 0 أوغندا 1

تنزانيا 1 النيجر 0

أوغندا 1 الجزائر 2

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!