حذار من الإفراط في استهلاك المضادات الحيوية

يفرط كثير من الجزائريين في استهلاك المضادات الحيوية لأتفه العوارض الصحية في إطار التداوي الذاتي دون فحص طبي أو تحليل يحدد نوع العدوى إن كانت فيروسية أو بكتيرية، خاصة إذا علمنا أنّ 69 بالمائة من العدوى التي تصيب الأطفال هي حميدة وفيروسية لا تستدعي استهلاك المضادات الحيوية.
ويدقّ العديد من المختصين ناقوس الخطر في كلّ مرة، بالأخص خلال فصل الشتاء الذي يعرف انتشار حالات مرضية عديدة بين مختلف فئات المجتمع، لاسيما الهشّة منها على غرار المسنين والأطفال.
وفي السياق، حذّرت البروفيسور تواتي جميلة، في تصريح للشروق، من الإفراط في استهلاك المضادات الحيوية الذي قد يتسبب في وجود مقاومة لها بمرور الوقت وبالتالي عدم آداء دورها العلاجي.
وأفادت تواتي بأنّ المضادات الحيوية مهمّة جدّا في التخلص من عدوى الميكروبات التي تصيب الجسم، لكن لا يجب اللّجوء إليها بشكل عشوائي في إطار التداوي الذاتي، كما يجب التفريق في استعمالها بين العدوى البكتيرية والفيروسية.
وركزت المختصة على ضرورة التشخيص الجيد للحالة إذا كانت عدوى فيروسية أو بكتيرية لدى الطبيب المعالج وإجراء التحاليل المخبرية اللازمة قبل وصف وصرف المضادات الحيوية، مشيرة إلى أن الوصف يجب أن يكون عند وجود مؤشرات.
وقالت المختصة إن الصيدلي يجب أن يكون واعيا بعدم صرف تلك المضادات الحيوية دون وصفة أو تشخيص، خاصة أن القوانين التي تمنع التداوي الذاتي والصرف العشوائي للأدوية موجودة وتحتاج لتعاون المهنيين في الصيدلة من أجل تطبيقها لمصلحة المريض قبل كل شيء وترشيد استهلاك الدواء.
ودعت البروفيسور تواتي الأطباء إلى عدم المبالغة في وصف المضادات الحيوية إلاّ بعد القيام بتشخيص عند مخبر التحاليل يؤكد وجود البكتيريا مع تحديدها إن كانت مقاومة أو غير مقاومة، فالتحاليل الطبية ضرورية جدا قبل وصف المضاد الحيوي، وتنتشر البكتيريا المقاومة في الوسط الاستشفائي أكثر من الأوساط المدنية الأخرى.
وركّزت المتحدثة على أهمية الوقاية من الأمراض من خلال الحرص على النظافة وإجراءات الوقاية وغسل الأيدي والأكل الصحي.