حلويات تباع في المراكز التجارية بدون معلومات
تشهد بعض المحلات التجارية في السنوات الأخيرة ظاهرة بيع الحلويات المنزلية، حيث تقوم سيدات بتحضير أنواع مختلفة من الحلويات الجافة في المنزل وتوزيعها على المتاجر لعرضها وبيعها، غير أن اغلب هذه المنتجات التي يتم تسويقها، لا تحمل ملصقات أو معلومات حول مكونات المنتج أو تاريخ الإنتاج وانتهاء الصلاحية، لتوزع نقاط بيع هذه الحلويات بين مختلف الأسواق والمراكز التجارية والبقالات، وأحيانا تباع على الأرصفة بعيدا عن أعين الرقابة.
ووراء سعي النساء الحرفيات لتحقيق دخل إضافي لضمان مستقبل أسرهن من خلال مشاريعهن الصغيرة في صناعة الحلويات التقليدية، تبرز مشكلة قد يغفل عنها الكثيرون، وهي غياب الملصقات والمعلومات اللازمة التي توضح مكونات هذه الحلويات وتواريخ صلاحيتها، خاصة بالنسبة للنساء اللواتي يعتمدن على هذا النشاط لكسب لقمة العيش، حيث يعد تحضير الحلويات وتسويقها مشروعا منزليا يحسن من ظروفهن الاقتصادية.
وما يلاحظ خلال التجوال بمحلات البقالة، هو عرض أنواع مختلفة من هذه المنتجات معظمها عبارة عن حلويات جافة، معبأة داخل أكياس شفافة اللون بدون أي معلومات تذكر حول محتوياتها، كما أنها تسوق غالبا بدون فواتير أو رقابة، وأمام جهل أغلب المستهلكين لثقافة التأكد من المنتجات الغذائية قبل اقتنائها.
وأصبح من الضروري تقنين هذه المشاريع المنزلية البسيطة التي تعكس الطابع المحلي والتراث الجزائري الأصيل، من أجل عدم حرمان النساء اللواتي يعتمدن عليها كدخل لإعالة أسرهن، وفي نفس الوقت ضمان صحة المستهلك من أي خطر قد تصيبه في حالة استخدام مكونات مجهولة المصدر.
وفي سياق ذلك، تحذر المنظمات المعنية بحماية المستهلك، من أن الظاهرة لا تتعلق فقط بغياب الملصقات، بل بعدم وجود قوانين تفرض على هؤلاء البائعين ضرورة عرض الحلويات المنزلية مع جميع المعلومات الغذائية الضرورية.
وفي السياق، يؤكد عضو منظمة الدفاع عن المستهلك “حمايتك”، سفيان لواسع لـ”الشروق”، أن الحلول تبدأ بتعزيز التوعية لدى المستهلكين للحرص على شراء المنتجات التي تتوفر فيها معلومات واضحة، بالإضافة إلى زيادة الوعي لدى السيدات اللواتي يقمن بصنع هذه الحلويات بأهمية الالتزام بالمعايير الصحية والغذائية.
ودعا المتحدث في إطار تصريحه، إلى وضع تشريعات جديدة تُلزم المحلات بعدم عرض الحلويات المنزلية إلا إذا كانت معلبة ومرفقة بملصقات توضح جميع المعلومات، تسهيل الحصول على تراخيص تنظيمية تمكن السيدات اللاتي يعملن في هذا المجال من دخول السوق بشكل قانوني ومنظم، مع تقديم ورش تدريبية لهن حول شروط التصنيع النظيف وكيفية تغليف المنتجات بطريقة صحية وسليمة.
تقنين نشاطات المرأة الماكثة في البيت
وأكد لواسع، على دعم وتشجيع بشكل كبير النشاطات الاقتصادية التي تساهم بها المرأة الماكثة بالبيت، مثل صناعة الحلويات، وغيرها من المشاريع الصغيرة باعتبارها وسيلة لتحقيق إضافة مالية تعزز دخل الأسرة الجزائرية وتساهم في دعم الاقتصاد المحلي بمنتجات مبتكرة ومحلية الصنع.
وأضاف قائلا إن هذه النشاطات تشكل وسيلة لتمكين النساء وتشجيعهن على استغلال مهاراتهن الحرفية في خلق فرص اقتصادية داخل المنازل، ولكن في ذات الوقت، أشار المتحدث إلى أن حماية صحة المستهلك يجب أن تكون أولوية قصوى.
ويرى أن الالتزام بهذه المعايير يعزز من الثقة بين المنتجين والمستهلكين ويجعل من السوق المحلية بيئة أكثر شفافية وأمانا، كما شدد على أن توفير المعلومات الخاصة بالمنتجات لا يعد فقط شرطا لضمان سلامة المستهلكين، بل يمثل أيضا مسؤولية أخلاقية على عاتق المنتجين المحليين، سواء النساء الماكثات بالبيت أو الصناعيين المحترفين.