-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

خواتم وأساور الشفاء النحاسية.. عندما تتفوّق الخرافة على الدواء

محمد فاسي
  • 833
  • 0
خواتم وأساور الشفاء النحاسية.. عندما تتفوّق الخرافة على الدواء
ح.م
أساور نحاسية

انتشرت مؤخرا كميات هائلة من الحملات الإعلانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لخواتم وأساور نُحاسية يُزعم أنها تساهم في علاج داء السكري أو الروماتيزم وغيرها من الأمراض المزمنة، فيستقبلها المرضى الطاعنين في السن المغلوب على أمرهم بصدر رحب، يسارعون لاقتنائها وشرائها بأسعار خيالية بحثا عن العلاج بأي طريقة كانت، بل قد يصل بهم الأمر الى إهمال أخد جرعات دوائهم اليومية اللازمة ضنا منهم أن هذه الخواتم ستحميهم من العواقب.

وحذّرت أوساط طبية وعلمية موثوقة من الاعتقاد الخاطئ بأن ارتداء أساور أو خواتم نحاسية يمكن أن يعالج أمراضًا مزمنة مثل السكري أو الروماتيزم (التهاب المفاصل)، مؤكدين أن هذه المزاعم تفتقر لأي أساس علمي، وقد تؤدي إلى نتائج صحية عكسية في حال تجاهل العلاجات المثبتة طبيًا.

وأوضحت مؤسسة التهاب المفاصل الأمريكية (Arthritis Foundation) أن الدراسات المنشورة على مدار السنوات لم تثبت أي فائدة لهذه الأساور في تقليل الألم أو التصلب المرتبط بالتهاب المفاصل.

كما أكدت كليفلاند كلينك أن دراسة منشورة عام 2013 أظهرت عدم وجود فارق بين ارتداء السوار النحاسي وسوار وهمي، مما يدحض فكرة تأثيره العلاجي.

وتشير نتائج تجارب عشوائية خاضعة للرقابة الدقيقة إلى أن هذه الأساور لا تتفوق على مفعول الدواء الوهمي (placebo). ووفقًا لباحثين بريطانيين، فإن من الأفضل للمصابين بالأمراض المزمنة مثل الروماتيزم إنفاق أموالهم على علاجات ذات فعالية مثبتة، مثل مكملات أوميغا-3 (زيت السمك).

في السياق ذاته، أكدت تقارير طبية من مايو كلينك والمركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية في الولايات المتحدة (NCCIH) أن السكري مرض استقلابي معقّد لا يمكن علاجه أو التحكم به عبر ارتداء سوار معدني. وشددت على أن السيطرة على المرض تتطلب التزامًا صارمًا بالأدوية والنظام الغذائي والنشاط البدني، بينما لم تثبت المكملات مثل النحاس أو القرفة فعاليتها في منع أو علاج المرض.

ورغم غياب الأدلة العلمية، يلقى هذا النوع من “العلاجات” رواجًا لأسباب نفسية واجتماعية، منها الإيمان بالخرافات القديمة أو الانجذاب لفكرة “الشفاء الطبيعي” عبر المعادن. ويؤدي ذلك إلى ما يسمى بـ”التأثير الوهمي”، حيث يشعر المريض بتحسن غير حقيقي نتيجة معتقداته لا فعالية العلاج.

ويشدد الأطباء على أهمية الاعتماد على بروتوكولات العلاج الموصى بها، والتي تشمل الأدوية المناسبة، النظام الغذائي الصحي، التمارين المنتظمة، التحكم بالوزن، والمتابعة مع أطباء مختصين. أما في حالة السكري، فإن العلاج يرتكز على ضبط مستوى السكر عبر النظام الغذائي، والأدوية أو الإنسولين، مع الفحوصات الدورية وتجنب التدخين والممارسات الضارة.

ويخلص الخبراء إلى أنه لا يوجد “علاج سحري” للأمراض المزمنة، وأن الطريق الآمن للصحة يبدأ من العلم لا الخرافة. ويدعون المرضى إلى تجاهل البدائل غير المثبتة علميًا لدا وجب توعية آبائنا وأمهاتنا بمخاطر هاته الإعلانات الكاذبة وأن الدواء لا يُستبدل بالنُحاس !

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!