-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
منبر الجامع الكبير ومحراب مسجد "مونتبولي" بفرنسا بأنامل جزائرية

شباب يبدعون في النحت العربي الإسلامي على الخشب

راضية مرباح
  • 719
  • 0
شباب يبدعون في النحت العربي الإسلامي على الخشب
ح.م

تُظهر الكثير من المقرات الرسمية، تشابها في طابع قاعات اجتماعاتها، وأثاث مكاتب استقبالها، أغلبها مزينة داخليا بالخشب المنحوت بلمسة فنية أو مبنية من الأعلى إلى الأسفل بطريقة منفردة لا يمكن أن نراها إلا في الأفلام أو بالأثاث القديم المتواجد بالمتاحف، يعيد بمخيلاتنا إلى عصر الدايات أو تاريخ الموحدين والأندلسيين، ولعل مقر ولاية الجزائر، لخير دليل على ميزة هذا النحت المشكل بالطابع الإسلامي، شبيه نوعا ما بمنبر الجامع الكبير الفريد من نوعه ومنابر مساجد مختلفة، بما فيها محراب مسجد “مونبولييه” بفرنسا، كلها تصاميم استثنائية تتركنا نطرح تساؤل من وراء هذا الإبداع؟
استطاع عدد من المهندسين، النحاتين والحرفيين الجزائريين، الحفاظ على تراث النحت العربي الإسلامي الأصيل على الخشب، ضمن تشكيلات فريدة من نوعها أردوا ترك بصمتهم الجزائرية، من خلال إضافات عصرية على تراث الأجداد، ليتمخض عنها زركشات وإبداعات منحوتة روعة في الجمال، تتقاسمها العديد من المقرات الرسمية وقاعاتها المخصصة للاجتماعات سواء في ما يتعلق بالأبواب، النوافذ أو مكاتبها وحتى ديكورها الداخلي من أعلى السقف إلى الأسفل، تُعيد بمخيلتنا إلى الزمن الغابر وكأننا داخل قصور أو في عهد السلاطين والدايات.. هي أنامل جزائرية مائة بالمئة، تعمل لدى شركة القرطبية بالمدية الوحيدة داخل الوطن المهتمة بهذا المجال منذ ما يفوق الـ60 سنة من الوجود لجيل ثالث يتوارث “الصنعة”، أبا عن جد لعائلة بن قرطبي، وقد كان للسلطات الجزائرية، دفعا في استمرارية نشاطها باعتماد هندسة معمارية وأساليب تراثية في بناء بعض المقرات الرسمية، اعتمادا على الخشب المنحوت على الطريقة الجزائرية المغاربية، العربية الإسلامية الأصيلة.
ويقول في الشأن، مسؤول التسويق والمبيعات بن قرطبي عدنان، في تصريح لـ”الشروق”، أن الشركة تسعى للحفاظ على الطابع الجزائري الإسلامي بمواكبة العصرنة، عن طريق الاستثمار في التكنولوجية والرقمنة، وقد ساهمت في صناعة منبر الجزائر كرمز استثنائي، استثمرت فيه وسخرت عمالها ومهندسيها لإعداده في فترة محدودة، كما قامت بإنجاز مقرات حكومية، كمقر ولاية الجزائر وهران الشلف، المدية وقسنطينة، وحظيت بانجاز القاعة الشرفية لمطار هواري بومدين ومطار قسنطينة وسطيف، وتمكنت الأنامل ذاتها من صنع المكتب الذي أمضى عليه رئيس الجمهورية تبون قانون المالية لسنة 2025، فضلا عن محراب مسجد “مونبولييه” بفرنسا ومنابر العديد من المساجد داخل الوطن، مشيرا إلى أن المؤسسة تملك، 50 عاملا حيث تعتمد على العامل البشري أكثر من الماكينات رغم ضرورتها لمواكبة العصر والوصول إلى “الريتم” المتسارع مع تسارع التكنولوجية وظهور منتجات تنافسية، تتطلب الحفاظ على هذا الطابع وتكوين حرفيين جدد.
وتعد النجارة الفنية والنحت على الخشب النبيل -حسب بن قرطبي- سفيرا للنجارة الفنية داخل وخارج الوطن حيث يعتمد عملهم على خشب “الزان” و”الأكاجو” وكذلك “الشان” الذي هو من خشب البلوط، كمادة أولية ضرورية تستورد من الخارج، مشيرا أن عملهم يستهدف في الأصل وبدرجة اكبر المقرات الحكومية، بهدف نشر التراث حتى لا يزول بزوال الجيل الحالي، عكس بيع أي قطعة فنية معينة يقول، لشخص ما يمكن أن يكون حكرا على أولاده أو محيطه فقط
وتعتمد الإستراتيجية المستقبلية للمؤسسة، لتسويق المنتجات داخل وخارج حدود الوطن، من اجل التعريف بالتراث الأصيل والحفاظ عليه من جيل لآخر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!