-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المقاومة تواصل منفردة مواجهة الغطرسة الصهيونية - الأمريكية

“طوفان الأقصى”…عام من المعجزات الفلسطينية والخذلان العربي

“طوفان الأقصى”…عام من المعجزات الفلسطينية والخذلان العربي
ح.م

7 أكتوبر 2023-7 أكتوبر 2024، سنة تمر على حدث مفصلي ليس على الساحة الفلسطينية وحدها، بل بتداعيات على العالم كله، قد تكون ارتداداته أكبر من محطات مفصلية سابقة، على غرار الاحتلال الأمريكي للعراق واستهداف برج التجارة العالمي في نيويورك.
لن ينسى العالم المشاهد الأولى لبداية العملية البطولية للمقاومة والتي أطلقت عليها “طوفان الأقصى” حيث اقتحمت الجدار الفاصل بين غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد دقائق ارتبك جيش الاحتلال، الذي طالما وصف بأنه “الجيش الذي لا يهزم” حتى تحول إلى “بعبع” لجيوش دول عربية تهابه، لكن المقاومة أنهت الأسطورة في دقائق، فقد أسرت وقتلت وبسطت قدمها على الأراضي المحتلة، وعادت غانمة سالمة إلى غزة المحاصرة.
طيلة سنة كاملة، لم تستكن المقاومة بشقيها السياسي والعسكري، في الدفاع عن شعبها وعن عدالة قضيتها، فقد كبدت الفصائل، وعلى رأسها كتائب “الشهيد عز الدين القسام” جيش العدو الخسائر الفادحة، وأثخنت قتلا فيه، كما ساير الذراع السياسي للمقاومة كل المناورات والضغوط للتراجع، رغم التكلفة الهائلة التي دفعها أهل غزة، فقد تخطى عداد الضحايا 41 ألف شهيد، مع جعل القطاع بقعة غير صالحة للعيش.
لقد أحدث “طوفان الأقصى” زلزالا هائلا في دولة الاحتلال، حتى إن التخوف صار لدى منظريه أن السابع أكتوبر مقدمة “لنهاية” الكيان الصهيوني الذي فرض فرضا منذ سبعة عقود، وكانت البداية بتباكي قادته لدى كبار العالم وفي مقدمتهم أمريكا: “أنقذونا… فنحن نقتل”.
حينها استجابت واشنطن وصارت الحرب حربها، وهو ما يفسّره كلام وزير الخارجية أنتوني بلينكن في زيارته الأولى إلى الكيان “جئتكم كيهودي”، ومن تلك الدقيقة ظلّت واشنطن توفّر أقوى الأسلحة وأشدها فتكا لإبادة البشر والحجر، كما عملت على تعطيل كل المساعي الدولية لوقف الإجرام الصهيوني، مستفيدة في ذلك من حق “الفيتو” بمجلس الأمن، وكان هذا النهج المعتمد من دول الغرب مثل بريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا التي لا يزال يطاردها ما تسميه زورا “الهولوكست”.
وإن كان نظريا اصطفاف الغرب مع دولة الاحتلال بسبب معايير إستراتيجية ودينية وإيديولوجية متوقعا، فإن مواقف غالبية الدول العربية لا يمكن أن تصنف إلا ضمن دائرة “الخيانة”، حيث الأنظمة العربية في غالبها صمّت آذانها عن صرخات الثكالى والأيتام الأرامل: “إننا نقتل ونذبح”، وفي القرن 21 يموت الطفل الغزاوي جوعا.
اكتفى حكام عرب بالشجب والإدانة، ولم يتحرك منهم بجدية إلا القلة القليلة جدا، وفي مقدمتهم الجزائر، بل إن الأفعال تثبت أن دولا عربية شقيقة كانت تنتظر الفرصة لتفتك دولة الاحتلال بالمقاومة وتطوي ملفا أرّقها لسنوات، وهو “القضية الفلسطينية”، لتلتحق في راحة من أمرها بـ”قطار التطبيع” والذي أوقفه الطوفان.
وبين الدعم الغربي للمجرم الصهيوني والخيانة الغربية لفلسطين، تواصل غزة مواجهة الجميع، أوله جيش مجهّز بأحدث التكنولوجيات، وسلطة فلسطينية استكانت لحال سبيلها، تتصيد الفرصة لحكم القطاع على دبابة العدوّ، ووسائل إعلام يفترض أنها عربية لكنها تتحدث بلسان عبري، ومراجع إسلامية ترى في المقاومة “الشر كله” ومجتمع دولي منافق يبكي لحال الإنسان في أوكرانيا ولا يبالي بآلاف المغدورين والمهجرين والجائعين في غزة.

طوفان الأقصى.. أبرز المحطات
عامٌ كاملٌ مثقل بالفقد والمعاناة والقهر والتهجير القسري، والتدمير الواسع، مرّ على الفلسطينيين في قطاع غزة، جراء الإبادة الإسرائيلية الجماعية، مع مشاهد عز وبطولات مستمرة منذ العبور التاريخي مع بدء معركة طوفان الأقصى، إلى ملاحم التصدي للتوغل والعدوان التي لم تتوقف على مدار 12 شهرًا.
وفي الذكرى الأولى للحرب، نستعرض أبرز المحطات التي سجلت منذ 7 أكتوبر 2023:

عملية “طوفان الأقصى”
فجر 7 أكتوبر 2024: شنّت المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب “القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس”، هجوما غير مسبوق على مواقع الاحتلال العسكرية ومستوطناته في غلاف غزة وأطلقت عليه عملية “طوفان الأقصى”.

إعلان حالة الحرب
يوم 8 أكتوبر 2023: صدّق الطاقم الوزاري الأمني المصغر في دولة الاحتلال على قرار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إعلان حالة الحرب ضد غزة بموجب البند 40 من القانون الأساسي للحكومة.

الإسناد من “حزب الله”
في 8 أكتوبر 2023: بدأ “حزب الله” اللبناني بإطلاق رشقات صاروخية وتنفيذ عمليات من جنوب لبنان في إطار الإسناد للمقاومة في قطاع غزة، ما فتح جبهة مواجهة بقيت في نطاق جغرافي محدّد شمال فلسطين المحتلة وجنوب لبنان.

تدخّل جماعة “أنصار الله”
يوم 10 2023: قال زعيم جماعة “أنصار الله” اليمنية في اليمن عبد الملك الحوثي، إن الجماعة مستعدة للمشاركة في الحرب ضد إسرائيل في حال تدخلت فيها الولايات المتحدة عسكريا بشكل مباشر. وفي 31 أكتوبر، أعلنت الجماعة إطلاق دفعة كبيرة من الصواريخ الباليستية والمجنحة وعدد كبير من الطائرات المسيّرة على أهداف مختلفة في كيان الاحتلال.
يوم 17 أكتوبر 2023: ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة دامية بقصف المستشفى “المعمداني” في غزة بقنابل أمريكية الصنع ما أدى إلى استشهاد نحو 471 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال.

انهيار المنظومة الصحية
يوم 24 أكتوبر 2023: أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة “الانهيار التام” للمنظومة الصحية في كل مستشفيات القطاع، نتيجة انقطاع الكهرباء ونفاد الوقود وزيادة أعداء الشهداء والمصابين، في حين طالبت منظمة الصحة العالمية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بسرعة إيصال الوقود والمستلزمات الطبية إلى غزة.

قطع الاتصالات والتوغل البري

في 27 أكتوبر 2023: أعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة انقطاع الاتصالات والأنترنت بالكامل عن قطاع غزة لأول مرة، في حين أعلنت إسرائيل توسيع عملياتها البرية، وسط قصف كثيف وغير مسبوق هو الأعنف منذ بدء العدوان. وخلال عدة أيام ووسط مقاومة ضارية وتحت غطاء ناري كثيف وصلت آليات الاحتلال لطريق صلاح الدين ومن ثمّ، شارع الرشيد وبدأ تفصل وسط القطاع عن مدينة غزة من محور نتساريم. وبالتزامن مع التوغل من هذا المحور، توغلت قوات الاحتلال في شمال غزة، وبدأت تلتف لتحاصر مدينة غزة من جهة الشمال الغربي.

الهدنة الإنسانية
يوم 24 نوفمبر 2023: أعلن التوصل لاتفاق هدنة إنسانية لمدة 4 أيام وتم تمديدها يومين إضافيين، بين الاحتلال والمقاومة في قطاع غزة، تبدأ من اليوم التالي، بوساطة قطرية ومصرية، وأفرج فيها عن نحو 200 أسير فلسطيني مقابل 50 أسيرا إسرائيليا من المدنيين، وسمح لقوافل المساعدات الإنسانية بالدخول إلى القطاع.

استئناف العدوان
يوم 1 ديسمبر 2023: استأنفت قوات الاحتلال عدوانها الواسع على قطاع غزة، بعد انتهاء الهدنة الإنسانية وفشل محاولات تمديدها. وارتكبت إسرائيل مجازر مروعة استهدفت فيها مربعات سكنية بمناطق عدة في غزة استخدمت فيها الفسفور الأبيض والأسلحة الفتاكة، في حين نفذت طائراتها أحزمة نارية في القطاع، ووصل عدد الشهداء يومها إلى أكثر من 15 ألف، وأطلقت المقاومة الفلسطينية رشقات من الصواريخ على تل أبيب ومدن وبلدات إسرائيلية.

محاكمة الكيان الصهيوني
يوم 29 ديسمبر 2023: رفعت جنوب إفريقيا رسميا دعوى قضائية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية في لاهاي، ودعمتها بـ84 صفحة فيها أدلة تدين إسرائيل بسعيها لارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وطالبت بتدبير حماية مؤقتة للفلسطينيين.

اغتيال القائد صالح العاروري
يوم 2 جانفي 2024: اغتالت قوات الاحتلال الشيخ صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” مع اثنين من قادة كتائب “القسام” في هجوم بطائرة مسيّرة إسرائيلية استهدف مبنى في العاصمة اللبنانية بيروت.

رواية “حماس” لأحداث 7 أكتوبر
يوم 21 جانفي 2024: نشرت حركة “حماس” وثيقة رسمية طويلة تشرح فيها أحداث “طوفان الأقصى” وروايتها للهجوم المباغت الذي شنته كتائب “القسام” والمقاومة على مستوطنات غلاف غزة.

عملية واسعة في رفح
في 12 فيفري 2024: أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الإفراج عن أسيرين إسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في رفح بعملية عسكرية ليلية، تزامنت مع قصف عنيف على المدينة أسفر عن استشهاد 63 فلسطينيا على الأقل، بينهم طفلة، وإصابة عشرات آخرين. والأسيران هما: فرناندو سيمون مارمان (60 عاما) ولويس هار (70 عاما).

قرار أممي بوقف إطلاق النار
يوم 25 مارس 2024: تبنى مجلس الأمن الدولي للمرة الأولى قرارا يدعو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة وأحجمت الولايات المتحدة عن استخدام حق النقض (الفيتو) هذه المرة، في حين ألغى نتنياهو زيارة وفد إسرائيلي إلى واشنطن احتجاجا على امتناع الأخيرة عن التصويت.

اجتياح رفح
يوم 7 ماي 2024: بدأت قوات الاحتلال باجتياح محافظة رفح بدعوى تنفيذ عملية محدودة، واحتلت معبر رفح ودمرت أجزاء منه ورفعت أعلام كيان الاحتلال فيه، واستمرت في التمدد والتوغل في المحافظة وسط قصف عنيف وتدمير واسع ومقاومة شرسة حتى اليوم.

اغتيال القائد فؤاد شكر
يوم 30 جويلية 2024: أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه اغتال القائد العسكري في “حزب الله” فؤاد شكر في غارة جوية على مبنى في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت.

اغتيال رئيس “حماس” إسماعيل هنية
يوم 31 جويلية 2024: اغتالت قوات الاحتلال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، في غارة غادرة على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.

اختيار يحيى السنوار رئيسا لـ”حماس”
يوم 6 أوت 2024: أعلنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) اختيار يحيى السنوار رئيسا لمكتبها السياسي خلفا لإسماعيل هنية الذي اغتيل في هجوم بالعاصمة الإيرانية طهران الأسبوع الماضي.

تفجير أجهزة بيجر ولاسلكي لعناصر “حزب الله”
يوم 17 سبتمبر 2024: استشهد أكثر من 14 وأصيب آلاف من “حزب الله” جراء انفجار أجهزة “بيجر” كانوا يحملونها‏، وسجلت انفجارات في جنوب لبنان وفي الضاحية في بيروت التي تعتبر معقلا لـ”حزب الله”. وفي اليوم التالي حدثت موجة انفجارات ثانية، في أجهزة لاسلكي ما أدى إلى استشهاد وإصابة المئات، وفي اليومين، بلغت حصيلة الشهداء أكثر من 32 شخصا ونحو 4 آلاف جريح.

استهداف القائدين إبراهيم عقيل وأحمد وهبي
يوم 20 سبتمبر 2024: أعلن “حزب الله” اللبناني استشهاد القائدين العسكريين إبراهيم عقيل وأحمد وهبي، و13 مقاتلا في الغارة الصهيونية على ضاحية بيروت الجنوبية.

استشهاد حسن نصر الله
يوم 27 سبتمبر 2024: قصف الطيران الصهيوني المقر المركزي لـ”حزب الله” في العاصمة بيروت، وهي العملية التي استشهد فيها الأمين العام للحزب حسن نصر الله.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!