-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
توقيف شبكة لتصنيع مخدرات على شكل حلويات أطفال بوهران

عصابات المهلوسات تستهدف البراءة!

آدم. ح
  • 6029
  • 0
عصابات المهلوسات تستهدف البراءة!
أرشيف

حذرت مصالح الأمن الوطني من ترويج مخدرات ومهلوسات على شكل حلويات من مختلف الأشكال والألوان موجهة للأطفال، ودعت الأولياء إلى توخي الحذر، وهذا بعدما تمكنت شرطة وهران، نهاية الأسبوع الماضي، من الإطاحة بشبكة إجرامية تقوم بصناعة المخدرات الصلبة والأقراص المهلوسة في ورشة سرية للمتاجرة بها ضمن شبكة إجرامية دولية، الجزء الأكبر منها كان موجها للأطفال المتمدرسين.
وحسب ما أورده، الإثنين، بيان للمديرية العامة للأمن الوطني، فإن التحريات التي باشرها محققو الشرطة بأمن ولاية وهران، تحت إشراف النيابة المختصة، أفضت إلى “توقيف أحد المشتبه فيهم على متن مركبة بميناء وهران كان قادما من ميناء ألميريا الإسباني، على متنها كمية من المخدرات الصلبة والمواد الأولية لصناعتها”.
كما مكنت هذه التحريات من “تحديد مكان تواجد الورشة السرية على مستوى مدينة مغنية بولاية تلمسان، والتي يحولونها لصناعة الأقراص المهلوسة (اکستازي) من مختلف الألوان والأشكال”.
وقد أسفرت عمليات التفتيش التي نفذتها الضبطية القضائية عن “ضبط واسترجاع 1 كيلوغرام من الكوكايين، 50 ألف قرص مهلوس من نوع اکستازي، كيلوغرامين من المادة الأولية لصناعة إكستازي من مختلف الألوان والأشكال”، بالإضافة إلى “آلتين تستعملان في صناعة مادة الإكستازي، آلتين لتشميع وطباعة الورق، أربع مركبات ودراجة نارية كانت تستعمل في نقل هذه السموم وكذا 210 مليون سنتيم من عائدات النشاط الإجرامي”.
وإثر ذلك تم تقديم المشتبه فيهم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة وهران عن جناية الاستيراد، الحيازة، النقل، التخزين، التسليم وإنتاج المخدرات الصلبة (الكوكايين والإكستازي) لغرض الاتجار فيها ضمن شبكة إجرامية تتكون من خمسة أشخاص من بينهم مسبوقون قضائيا، في قضية إنشاء ورشة سرية لصناعة المخدرات الصلبة والأقراص المهلوسة لغرض المتاجرة بها ضمن شبكة إجرامية دولية .

صدمة وسط أولياء التلاميذ
وشكلت هذه المعلومات صدمة وسط أولياء التلاميذ، والذين زادت مخاوفهم من سقوط أطفالهم ضحية لعدمي الضمير الذين يروجون سموما ومخدرات على شكل حلويات بألوان وأشكال جذابة، حيث أكد الأمين العام للاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ، عادل زروقي، في تصريح لـ”الشروق”، أن هذه المعلومات نزلت كالصاعقة على الأولياء، خاصة بالنسبة لحجم الحبوب المحجوزة وأشكالها وأنواعها، مؤكدا أن الجمعيات قامت بالعديد من حملات التحسيس والتوعية حول انتشار هذه الظاهرة التي طالت -حسبه- جميع الأطوار المدرسية، بوجود عصابات تترصد المتمدرسين وتبيع مختلف الحبوب المهلوسة على شكل حلويات على الأرصفة والشوارع المحاذية للمؤسسات التربوية.
وحذر محدثنا من قاعات الألعاب القريبة من المؤسسات التربوية والتي يتم الترويج داخلها لمختلف أنواع المهلوسات، وقال إن جمعيات أولياء التلاميذ قامت بحملات للرقابة والتحسيس في المدارس، واكتشفت أمورا خطيرة كانت داخل محافظ الأطفال المتمدرسين على غرار أسلحة بيضاء ومواد مجهولة وخطيرة، داعيا الأولياء إلى تكثيف الرقابة على أطفالهم.
وطالب زروقي بضرورة تأمين المدارس وزيادة التأطير البشري وحملات التوعية والرقابة وتطهير المحيط الخارجي من جميع الدخلاء، وتكثيف الرقابة على المحلات التجارية القريبة من المدارس التي تبيع الحلويات التي يمكن أن تكون بعضها مغشوشة وتحتوي على مخدرات.

جلسات وطنية للتصدي للظاهرة
وبدوره طالب رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث البروفسور مصطفى خياطي، بضرورة تنظيم جلسات وطنية عاجلة لحماية الأطفال من مختلف الآفات في مقدمتها المخدرات، وأضاف في تصريح لـ”الشروق” أن شبكات الإدمان باتت تتاجر في سوق مربحة تقدر بـ10 ملايين طفل متمدرس، خاصة أن الطفل حسبه يمكن أن يدمن بداية من استهلاكه للقرص الرابع من المخدرات والمهلوسات، بسبب نشاط هرمون الدوبامين المسؤول عن زيادة الإحساس بالنشوة والمتعة بعد تعاطي هذه المخدرات، “خاصة أن الحبوب التي يتم الترويج لها تحتوي على سموم ومواد كميائية مجهولة يمكن أن تسبب أضرارا قاتلة للأطفال”.
وحذر خياطي من استغلال الأطفال في الترويج ونقل المخدرات لسهولة إفلاتهم من العقاب، وأضاف أن الحبوب الأولى توزع بالمجان على المتمدرسين الذين سرعان ما يدمنون عليها ويفعلون أي شيء للحصول على المال وشراء هذه الحبوب، ظنا منهم أنها حلوى تمنحهم النشوة والمتعة، داعيا الأولياء إلى الحذر ومرافقة أطفالهم والتقرب منهم أكثر.

حملات تحسيسية في المدارس
وسبق لمديرة الوقاية بالديوان الوطني لمكافحة المخدرات، خداش غنية أن حذرت من ارتفاع في نسبة استهلاك المخدرات والمؤثرات العقلية في الوسط التربوي والجامعي في الجزائر، وكشفت عن إجراء تحقيقات على مستوى المؤسسات التربوية والجامعية أظهرت ارتفاعا ملحوظا في عدد مستهلكي المخدرات والمؤثرات العقلية لدى تلاميذ الطور المتوسط ولو من باب التجربة.
وقالت إن التحقيقات كشفت أن استهلاك المخدرات أصبح يمس الشباب في سن مبكرة حتى وصل إلى حد الإدمان، محذرة من خطر استعمال هذه الفئة في ترويج المخدرات بحكم هشاشتها.
وأضافت خداش أنه تم إطلاق حملات تحسيسية في الوسط المدرسي بالتعاون مع قطاع التربية ضمن استراتيجية وطنية لخفض الطلب على المخدرات، ترتكز على التكفل بالشباب في المرحلة التربوية والجامعية عبر برامج لتفجير طاقات الشباب، ومنعهم من الانعزال والانطواء على الذات، مشيرة إلى أن أساليب التخويف أصبحت غير مجدية.
وكانت مديريات التربية للولايات قد طالبت من رؤساء المؤسسات التربوية اتخاذ الإجراءات اللازمة لتشديد الرقابة داخل المدارس، بغية التصدي لبعض التصرفات والظواهر الجديدة والمشينة، والتي تسيء لقطاع التربية الوطنية، وذلك على خلفية الوقوف، على استهلاك التلاميذ مسحوق “أميلا” بشكل ملفت للانتباه لغرض استنشاقها أو تناولها كمخدر، مع ضرورة إشراك جمعية أولياء التلاميذ في العملية لحماية التلاميذ من آفة الإدمان.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!