عندما يجتمع أحسن اللاعبين في مونديال 1982
لم يحدث في تاريخ الكرة العالمية، وأن جمع نفس المونديال، هذا الكم من النجوم المتألقين، كما حدث في كأس العالم 1982، شكل كل واحد منهم أسطورة قائمة بذاتها، وكل بلد من ضمن الأربعة والعشرين الذين شاركوا في مونديال إسبانيا يقدم لحد الآن لاعبي 1982 الذين تقمصوا ألوان المنتخب، على أنهم أحسن ما أنجبت الكرة في هاته البلدان على مر التاريخ، بما فيها الكامرون بلاعبها روجي ميلا والأسطورة الحارس توماس نكونو، ويقال بأن جيل صامويل إيتو الحالي لن ينافس هؤلاء الذين تعادلوا بهدف مقابل هدف في نفس المونديال الذي فازت به إيطاليا مكتسحة البرازيل والأرجنتين، وتألقت الجزائر، بنجومها الخالدين ماجر وبلومي وعصاد ودحلب، وهو جيل عجزت الجزائر عن إنجاب مثيل له منذ تلك الحقبة، وتحوّلت بعض المباريات إلى تحف حقيقية بإمكان أي متفرج أن يعيد مشاهدتها كما قال ميشال بلاتيني الذي اعتبر ما تم تقديمه في 1982 أمرا خارقا قد لا يتكرّر مرة أخرى ومعاودة مشاهدة مباراة سابقة من ذلك الزمن متعة لا تضاهيها متعة منتخب البرازيل الفائز بكأس العالم عام 1970.
ففي المجموعة الأولى فجرت بولونيا لاعبها الجديد بونياك الذي قاد جوفنتوس إلى الألقاب في منتصف الثمانينات، وخطف الأضواء من زميله لاتو الذي كان نجما فوق العادة في الدورتين السابقتين. كما أتحفت إيطاليا العالم بأنطونيوني وآلتوبيلي وخاصة المدافع الأيمن كونتي، الذي تلاعب بالبرازيليين وحرمهم من نصف الملعب. وامتلكت ألمانيا الغربية منتخبا رائعا بليتبارسكي ورومينيغي نجح مع الإنتير بعد ذلك، وحتى بلجيكا التي فازت في لقاء الافتتاح أمام الأرجنتين بهدف نظيف امتلكت أحسن جيل كروي في تاريخها مع المدافع الملتحي غيريتس والمايسترو شيفو. ويكفي ذكر تواجد دييغو مارادونا في هذا المونديال وكان في الثانية والعشرين لنعرف ما بلغته كأس العالم من فن في إسبانيا، وقدم تريفور فرانسيس ما لا تحلم بتقديمه إنجلترا طوال مشاركاتها في المونديال وبمفرده شل حركة الخط الوسطي المذهل لفرنسا المكون من تيغانا وجيراس وفيرناديز وخاصة ميشال بلاتني، وقد يكون الاستثناء في هذا المونديال هو إسبانيا التي لم تكن لها نجوم كبيرة وعرفت تلك الفترة خمولا في أداء الفرق الإسبانية، سواء الريال أم برشلونة، بدليل أن ريال سوسيداد في ذلك الموسم سيطر على المنافسة بلاعبين عاديين محليين. أما البرازيل فبرغم ألقابها العالمية الخمسة التي حققتها منذ 1958 إلى غاية مونديال 2002، إلا أنها تصر على أن جيل 1982 كان الأحسن بسيريزو وفالكاو وسقراطس وإيدار وزيكو، الذين سجلوا على حارس االاتحاد السوفياتي ليف ياشين وهو الكبير ديساييف، قد يكون لاعبو مونديال 2014 ومنهم رونالدو وميسي ونايمار، الأغلى ثمنا والأكثر جاذبية ولكنهم لن يخطفوا ومضة واحدة من نجومية جيل 1982.