-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
شباب يبدعون في حاجة إلى تأطير ورعاية

فن الشارع… رسائل اجتماعية على الجدران

مريم زكري
  • 392
  • 0
فن الشارع… رسائل اجتماعية على الجدران
ح.م

تشهد العديد من الأحياء الشعبية، في السنوات الأخيرة، ظاهرة لافتة، تتمثل في تزيين الجدران برسومات فنية وجدارية تحمل رسائل متنوعة، من أحياء العاصمة إلى القرى الصغيرة في ولايات أخرى، باتت هذه الجداريات تعكس ثقافة كل منطقة، وتزين الجدران الباهتة لتحولها إلى معارض فنية في الهواء الطلق، إلا أن هذه المبادرات قد تتحول إلى نقمة على أصحابها، في حالة قيامهم بذلك دون أي ترخيص رسمي من السلطات المحلية.
هذه الظاهرة، التي بدأت كمبادرات شبابية فردية، سرعان ما تحولت إلى حركة فنية جماعية تهدف إلى تجميل الأحياء وإيصال رسائل اجتماعية وتوعوية، حيث يتطوع الكثير من الشباب لتنظيف الجدران وتهيئتها قبل الرسم، كما يشارك الأطفال في تلوين الزوايا البسيطة، كما هذه الأعمال الفنية تتزامن عادة مع مناسبات وطنية أو احتفاليات وحتى مباريات مهمة في كرة القدم، أين يتفنن أنصار الفرق الوطنية في رسم، ونقل شغفهم بفرقهم من الملاعب إلى الشارع والجدران، غير أن هذا النشاط يحتاج إلى تقنين وترخيص من السلطات لتجنب تعرض صاحبه إلى العقوبة والمتابعة القضائية في حالة ما كان الجدار أو الحائط ملكية خاصة.

هي رسائل من عمق المجتمع
من جانب آخر، يشجع المختص في علم الاجتماع مسعود بين حليمة مثل هذه الأعمال، قائلا إن معظمها عبارة عن رسائل من عمق المجتمع الجزائري، وتحمل أبعادا ثقافية وسياسية واجتماعية، كما فضل المتحدث أن تشمل هذه الرسومات رسائل للتوعية من بعض الآفات الاجتماعية مثل المخدرات، و”الحرقة” وغيرهما.
وأضاف بن حليمة، أن فن الجداريات لا يقتصر على الجانب الجمالي فقط سواء كان تشويها أم تجميلا، بل هو انعكاس لهوية الأحياء الشعبية، كما أنها تنمي شعور المسؤولية الجماعية عندما يرى السكان جداريات تحمل قيمهم وتقاليدهم، وتحثهم على الحفاظ على محيطهم، وأضاف بن حليمة أنه رغم النجاح الكبير الذي لاقته هذه المبادرات، إلا أن هناك تحديات تواجهها، مثل غياب الدعم المادي والرعاية الرسمية كثير من الفنانين يعتمدون على تبرعات فردية أو يقتنون الأدوات من مالهم الخاص.
وكشف المتحدث أن بعض الأحياء بالجزائر تحولت بفضل الجداريات إلى فضاءات تنبض بالحياة والثقافة، لتصبح شاهدا على إبداع الشباب ووعيه، مضيفا أن هذه الجداريات ليست مجرد رسوم، بل قصص تحكي عن الحب، التضامن، والتراث، حيث يواصل الفنانون رفع الريشة في وجه الجدران الصامتة، ليجعلوها تنطق بما يخدم مجتمعهم ويحافظ على هويتهم.

الرسم دون رخصة مخالفة للقانون
وفي سياق ذلك، أكد الأستاذ والمحامي محمد شريفية، في تصريح لـ”الشروق” أن الرسم على الجدران أو الحيطان العامة دون حيازة رخصة مسبقة يعد مخالفة صريحة لقانون التهيئة والتعمير، وأوضح المتحدث أن هذا القانون يعنى بتنظيم المنظر الجمالي للمدن الجزائرية ويمنع أي تصرف قد يُخلّ بهذا النظام، بما في ذلك الرسوم أو الكتابات على الجدران.
وأضاف المحامي أن الجهات المعنية على مستوى البلديات تقوم بتشكيل لجان خاصة لمراقبة الألوان الخارجية والطلاء المستخدم في المباني، حيث يتم فرض رقابة مشددة على الرسومات التي تظهر على الجدران العامة، وفي حال ثبت أن الجدار ملك للدولة أو لم يتم الحصول على ترخيص خاص، فإن صاحب الرسمة قد يواجه عقوبات قانونية تشمل غرامة مالية، وقد تصل إلى إجراءات قانونية أخرى.
وأشار المتحدث إلى أن هذه الإجراءات تهدف إلى حماية الطابع الجمالي للمناطق الحضرية وضمان انسجام الألوان والمظاهر الخارجية مع التخطيط العمراني العام، داعيا الشباب والهواة إلى احترام هذه القوانين والسعي للحصول على التراخيص المطلوبة عند التفكير في أي عمل فني على الممتلكات العامة،و في حالة ما إذا كان في بنايات الأشخاص فقد يتابع صاحبها بجنح التعدي على الملكية والتخريب، لو تخريب أملاك الدولة، على حد قوله.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!