قسنطينة واحدة من أجمل وأثرى بلدان العالم جغرافيا وتاريخيا

نقطة أخرى سجلتها مدينة قسنطينة، في عالم السياحة العالمية، ببصمة من المجلة البريطانية المختصة في تصنيف المدن في العالم، Love Exploring التي تعدّ جزءًا من دار النشر الرقمية Love Incorporated، المرخصة منذ عام 2007 في إصدار محتوى رقمي مستقل، عالي الجودة، في تصنيف المدن العالمية سياحيا وجماليا.
في متتالية هندسية من التقارير الأجنبية المتخصّصة، التي التفتت بقوة إلى الجزائر في الفترة الأخيرة، ووجدت ضالتها فيها بأطباق صارت تحتل المراكز الأولى عالميا إلى مناظر ربيعة وصيفية وحتى خريفية وشتوية، اكدت جميعها بأن الجزائر قارة من حيث الجغرافيا والتاريخ.
الأجمل عربيا وإفريقيا
وأدرج في تقرير مفصل مدينة قسنطينة في الرتبة 16 عالميا ضمن أجمل المدن المثيرة للإعجاب بصخورها ومغاراتها وأنفاقها التي تستهوي السياح المغامرين.
وجاءت قسنطينة في المركز الأول عربيا وإفريقيا في عالم جمال الطبيعة والمعالم، بينما نالت مدينة بوزيتانو الإيطالية المركز الأول، وجاءت مدينة روندا وهي شبيهة قسنطينة، وتسمى توأم قسنطينة في المركز الثاني، أما عربيا فاحتلت “حيد الجزيل” الصخرية اليمنية المركز العشرين و”جنزين” اللبنانية المركز الـ22.
التصنيف هو ثمرة رحلات لخبراء في هذا الموقع العالمي والذي يعتبر مرجعا موثوق فيه، إلى قسنطينة، خلص إلى الإقرار بهندستها الصخرية البديعة والفريدة من نوعها، فهي مدينة مبنية على صخر عتيق. وتم التطرق ضمن جماليات وسحر المدينة إلى الغروب غير العادي للشمس قرب الجبال المطلة على الجسور المعلقة، ونشر الموقع صور غروب في منتهى الإبداع الرباني، ويركز هذا الموقع على المدن الممنوعة أو التي لها أخاديد وخلجان تثير الأحاسيس والمشاعر المثيرة.
فجسورها لا تشبه بعضها البعض، كلها جغرافيا وتاريخ، بدءا بجسر “سيدي مسيد” المعلّق على ارتفاع 175 مترا وعمره الآن قرنا و23 سنة، وكان يعتبر الجسر الأعلى في العالم، أما جسر “باب القنطرة”، فيروي تاريخ المدينة، حيث يوجد تحت الجسر جسر عثماني وآخر روماني، ولا يوجد في الوجود ما يشرح التاريخ مثل الجسور.
ولم يترك خبراء الموقع أحدث الجسر وهو الجسر “العملاق” أو جسر “صالح باي” الذي تم تدشينه سنة 2014 ويمتد على مسافة 1119 مترا ويطل على حديقة “باردو” التي تمنح صورة فسيفسائية، عبارة عن أشجار على تخوم وادي الرمال.
التصنيف خصّ قسنطينة بالمديح والإطراء، فهي ليست شكلا من دون روح، إذ ينسجها تاريخ فينيقي روماني بيزنطي أمازيغي عربي عثماني، يزيد من وقار هذه المدينة التي بلغت الرتبة 16 كأجمل مدينة في العالم وهي رتبة قابلة للتحسن، وربما تصل للمركز الأول، لأن مدينة روندا الإسبانية المتواجدة في المركز الثاني هي صورة طبق الأصل بجسر واحد منها شبيه بجسر سيدي مسيد، من دون صخر ولا جسور أخرى ولا مساجد ولا متاحف.
حتى “ليفربول” منبهر بـ”سيرتا”
يأتي هذا التصنيف ليضاف إلى اعترافات كثيرة، وتقديرات تضع قسنطينة ضمن عجائب الدنيا، ففي شهر فيفري من السنة الماضية، قام فريق ليفربول الإنجليزي، وهو بطل الدوري الإنجليزي، في الإشهار لإحدى مبارياته في الدوري بوضع صورة مركبة، للاعبيه وهم يعبرون جسر “سيدي مسيد” المعلّق بقسنطينة والمعروف بـ”قنطرة الحبال”، كما أن صحيفة “الواشنطن بوست” أسمت قسنطينة بـ”القطعة السياحية الأساسية لعملاق السياحة العالمية النائم”، وخصّتها “أورو نيوز” بروبورتاج وضع قسنطينة ضمن أعاجيب الدنيا والمدينة التي لن يندم زائرها إن قرّر أن يسيح بين أزقتها وفوق جسورها وتحت اشجارها.
خبراء love exploring زاروا قلب السويقة والمساجد العتيقة والحديثة من جامع “سيدي لخضر” إلى جامع “الأمير عبد القادر” والمتحف الوطني “سيرتا” وقصر “أحمد باي” وحديقة “باردو” البيئية وجامعات المدينة، كما تذوقوا من طواجينها وحلوياتها ما لذّ وطاب من مأكولات عريقة، فرسم هذا الجمال صورة وضعت عاصمة الجسور، في المركز الأول عربيا وإفريقيا من حيث جمال مدينة مازالت لم تأخذ حقها بعد.
ناشطون في مجال السياحة والتراث والتاريخ، طالبوا السلطات المحلية والمركزية استغلال كل هذه التقارير والتصنيفات بمزيد من الترويج والإشهار، وضخ المشاريع الراقية التي ستزيد من جمال المدينة ومنها التي هي قيد الدراسة من دون إنجاز مثل “درب السياح” الذي أكدت دراسات أروبية بأنه يمكن بواسطته جلب مليون سائح إلى قسنطينة سنويا، ومصعد جسر “سيدي مسيد”، وإقامة تظاهرات ثقافية كبرى داخل وخارج الوطن للتعريف بمدينة الصخر العتيق، كما جاء في كلام الدكتور الجامعي الأستاذ عبد السلام يخلف، ورئيس ديوان السياحة، السيد رشيد يايسي، مع الإسراع في تسليم بعض المشاريع المرتبطة بتطوير وتثمين ما تمتلكه المدينة من كنوز في القفطان ومختلف الألبسة والحلي العريقة جدا، وحرفة النحاس التي وضعت قسنطينة رفقة إيران في مراكز أولى عالميا، إضافة إلى تقليد تقطير الورد ومختلف الأطباق والحلويات.
يذكر أن هذه المجلة والموقع العالمي، يضم فريق تحرير من كتاب عالميين مختصين في الوجهات والمغامرات، وهي ذات محتوى مدروس يضم محررين محترفين، يعتمدون على فريق داخلي ومساهمين من أهل السفر والخبرة، يشمل محتوى من السفر الاقتصادي إلى الفاخر، ودلائل مدن ودلائل مغامرات، يقدمون نصائح عملية وجداول سياحية وتغطية عالمية وموثوقة، يكتبون عن وجهات من جميع أنحاء العالم، واضعين معيارًا للتحقق والدقة وهي لا تعتمد على جهة رسمية أو حكومية، بل تعتمد على تجربة المحررين والمساهمين المستقلين في المملكة المتحدة.