قضية “مروة بوغاشيش”.. تأكيد الوفاة يفتح النار على مروجي الشائعات

أثار تأكيد السلطات المختصة، مساء الأحد، لوفاة الطفلة “مروة بوغاشيش” التي كانت مختفية منذ أزيد من شهر، حالة غليان شديدة عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث طالب نشطاء، بإعدام الجاني بعد الوصول إليه، مع تسليط أقصى العقوبات على مروجي الشائعات.

وبالعودة لتفاصيل القضية الشائكة التي تصدرت الترند وشغلت الرأي العام، كانت مروة قد اختفت في ظروف غامضة بعد آخر امتحان لها، بتاريخ الخميس 22 ماي 2025، حيث كثفت الجهات الأمنية جهود البحث عنها، كما خصّصت عائلتها وبعض المحسنين مبالغ مالية معتبرة لمن يدل على مكانها.

ووسط مشاعر الحيرة والقلق وحالات الترقب، ظهر أحد أشباه المؤثرين المتعود على إثارة البلبلة، ليتحدث بطريقة مستفزة ويقول بكل ثقة أن مروة هربت مع أحد أقاربها لولاية ورقلة، مع تأكيده على أنها في علاقة عاطفية معه وعائلتها على علم بذلك، بل وتتواصل معها يوميا ويستغفلون الناس!

وبدأ الترويج لرواية هروب الفتاة القاصر مع حبيبها، حيث كثرت التعليقات السلبية بشأنها، ولم يتوان البعض عن الحديث في عرضها واتهامها في أخلاقها برغم حداثة سنها التي تجعل الحكم عليها جائرا مهما كان سبب اختفائها.

وذهب آخرون لأبعد من ذلك حيث اتهموا والدها بالتسبب في هروبها، ومنهم من زعم أنه يعمل مع أحد كبار الدجالين وقدمها قربانا للشياطين، وكلها روايات باطلة حسب بعض المقربين ممن أكدوا على أن الطفلة كانت من المتفوقين في دراستها وعلى علاقة جيدة بأفراد عائلتها.

وبانتشار أنباء العثور على جثة أنثى في حالة متقدمة من التعفن في غابة جبل الوحش بقسنطينة، الأسبوع الماضي، والترجيح أنها للفتاة المختفية، خاصة بعد تسريب معلومات تقول أنها لطفلة بنفس عمرها وملابسها وبمئزر مدرسي، بدأ  التراجع عن رواية الهروب والتشبث بفرضية الانتقام أو السحر.

ومساء أمس الأحد، برز اسم “أوبيرا” كأول مروج للشائعات في حق مروة بوغاشيش وعائلتها، حيث طالب رواد شبكات التواصل بإلغاء متابعته ورفع دعوى قضائية دولية ضده كونه مقيما بإسبانيا، بسبب محاولته تضليل تحريات مصالح الأمن بترويجه للأكاذيب ركضا خلف الترند وركوبا للموجة.

والمدعو “أوبيرا” وفقا لمتابعيه، صاحب محتوى مسيء عبر منصات التواصل الاجتماعي، يلعب دور المحقق كونان ومهمته الحديث في أعراض الناس، حيث أشار البعض إلى أن افتراءاته جعلته حبيس شقته بإسبانيا، لا يغادرها خوفا من الاعتداء.

يذكر أن اسم مروة تصدر الترند عبر منصات التواصل الاجتماعي، منذ مساء الخميس 22 ماي، على إثر الاختفاء الغامض لها بعد آخر امتحان اجتازته، ليظهر والدها كي يستجدي جميع المواطنين عبر ولايات الوطن، مساعدته في العثور عيها، لكن التحريات كشفت تعرضها للقتل والتنكيل.

وأصدر وكيل الجمهورية لدى محكمة قسنطينة، مساء الأحد، بيانا للرأي العام. أكد فيه وفاة مروة، حيث جاء فيه: “في إطار التحري حول حادثة اختفاء الطفلة المسماة بوغاشيش مروة يوم 22 ماي 2025، وردت معلومات تفيد بوجود جثة مجهولة الهوية بغابة جبل الوحش”.

على إثر ذلك، تنقل وكيل الجمهورية إلى عين المكان رفقة مصالح الشرطة القضائية والشرطة العلمية والطبيب الشرعي، لإجراء المعاينات اللازمة وأخذ العينات، ليأمر بإجراء تحقيق معمق في القضية، بما في ذلك تحليل الحمض النووي لرفاة الضحية، والذي أسفر عن تأكيد تطابقها مع مروة.

وأكد بيان وكيل الجمهورية في ختامه “استمرار التحريات تحت إشراف النيابة، من أجل تحديد ملابسات القضية وكشف الفاعلين”.