-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الرئيس التونسي الجديد في سطور

قيس سعيد.. صاحب اللسان الفصيح والالتزام بالديمقراطية

الشروق أونلاين
  • 1822
  • 3

أفرزت الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة التونسية، الأحد، فوز أستاذ القانون المتقاعد قيس سعيد على منافسه رجل الأعمال نبيل القروي، مما يدفع للمشهد السياسي التونسي والعربي وجهاً جديداً بكل المقاييس السائدة.

ووفق نتائج أولية نشرتها مؤسسة “سيغما كونساي” لسبر الآراء (محلية خاصة)، ونقلها التلفزيون التونسي الرسمي، فاز سعيد باكتساح بالدور الثاني للانتخابات الرئاسية بحصوله على 76.9 في المائة من الأصوات، مقابل 23.1 في المائة لمنافسه نبيل القروي.

وبأسلوب مميز في الحديث باللغة العربية الفصحى، وبقليل من المال وكثير من التواضع، وبلا حزب سياسي يدعمه ولكن بالتزام وإيمان قوي بالديمقراطية، قيس سعيد (61 عاماً) صنع المفاجأة وعكس بانتخابه سخط الناخبين في تونس على الطبقة السياسية التقليدية.

“الشروق أونلاين” يسلط الضوء في السطور القادمة على أبرز المحطات والمواقف في مسيرة ساكن قصر قرطاج الجديد.

من هو قيس سعيد؟

هو قيس ابن منصف سعيد من بني الخير (الرأس الطيب في ولاية نابل شمال شرق تونس) وأمه تدعى زكية. وهو من مواليد 22 فيفري 1958.

سعيد سياسي وأستاذ جامعي تونسي، مختص في القانون الدستوري. اشتهر بإتقانه للغة العربية ومداخلاته الأكاديمية المميزة للفصل في الإشكاليات القانونية المتعلقة بكتابة الدستور التونسي بعد ثورة 2011.

بعد عام من الثورة أصبح سعيد وجهاً مألوفاً يُدعى للتلفزيون الرسمي في تونس لتحليل الوضع السياسي والقانوني في البلاد أثناء الأزمات.

واكتسب مزيداً من الشهرة بعد أن ظل يتنقل ويشارك في العديد من الملتقيات والندوات عن الدستور والقوانين.

حصل سعيد على شهادة الدراسات المعمقة في القانون الدولي العام من كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس 1985، كما نال دبلوم الأكاديمية الدولية للقانون الدستوري في تونس 1986، ودبلوم المعهد الدولي للقانون الإنساني بسان ريمو في إيطاليا 2001.

عمل سعيد كمدرس بكلية الحقوق والعلوم الاقتصادية والسياسية بسوسة 1986-1999. بعد ذلك مدرس بكلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس منذ 1999، كما شغل منصب مدير قسم القانون العام بكلية الحقوق والعلوم الاقتصادية والسياسية بسوسة 1994-1999، وعمل أيضاً كعضو في فريق خبراء الأمانة العامة لجامعة الدول العربية المكلف بإعداد مشروع لتعديل ميثاق جامعة الدول العربية 1989-1990.

سعيد متزوج من السيدة إشراف شبيل وهي قاضية ومستشارة بمحكمة الاستئناف ووكيل رئيس المحكمة الابتدائية في تونس، وله منها ثلاثة أولاد.

أبرز تصريحاته السياسية

في أول تغريدة له بعد انتخابه رئيساً، الأحد، قال سعيد: “ربنا لك الحمد لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك.. شكراً من أعماق الأعماق لمن دعمنا ومنحنا الثقة، ثقتكم لن تذهب سدى. ربّ يسّر وأعن”.

https://twitter.com/KaisSaiid/status/1183458251406487552?fbclid=IwAR0VopD_PuHcVgqZIJDDiwrCjnXyN56BW0Gzl46AvmfEG9Mi5ckmP3HTJoM

والاثنين، غرد سعيد على موقع تويتر معبراً عن التزامه بالديمقراطية قائلاً: “انتهى عهد الوصاية، مشروعنا اليوم يقوم على الحرية”.

https://twitter.com/sajiiaadi/status/1183674862092640256

وفي أول كلمة له عقب إعلان فوزه، خلال مؤتمر صحفي عقده بأحد نزل العاصمة، قال سعيد: “أعطيتم درساً للعالم كله في إطار الدستور والتمسك بالشرعية الدستورية”.

ورأى في النتيجة التي أحرزها “ثورة لم يعهدها الفلاسفة وعلماء الاجتماع والسياسة”، مضيفاً: “أبهرتم العالم بتنظيمكم التلقائي وبعطائكم”.

وتابع سعيد: “ليطمئن الجميع بأني سأحمل الرسالة والأمانة بكل صدق وإخلاص بأكملها وبأعبائها وأوزارها”.

وأردف: “ندخل مرحلة جديدة في التاريخ وسنرفع كل التحديات بعزيمتنا”، متعهداً بأن “الدولة ستستمر بقوانينها وتعهداتها الدولية”.

وأعلن سعيد، أن “الجزائر ستكون أولى محطاتي الخارجية، وأتمنى زيارة ليبيا وتحية لأبناء فلسطين”.

واستطرد: “الثورة التونسية ثورة إنسانية”، متوجهاً بالشكر لـ”أشقائنا في كل مكان في البلاد العربية وداخل الأمة الإسلامية وللأحرار في العالم”.

واعتبر أن “الكثير من الشعوب استلهمت من تونس ومن أحرار وحرائر تونس هذه القدرة على التنظيم خارج الأطر التقليدية”.

وتوجّه سعيد بالشكر حتى لمن لم ينتخبه، معتبراً أنه “حر، ومهما كانت المواقف احترمها واحترم الفكر الحر”.

وفي السياق نفسه، قال: “ندخل مرحلة جديدة في التاريخ، وسنرفع كل التحديات بعزمنا”، مجدداً تشبثه بالقانون والدستور الذي أكد عزمه العمل على “تطبيقه على الجميع بقدر المساواة وأولهم أنا”.

توقعات عن رؤيته للحكم

حظي سعيد بدعم إسلاميين ويساريين، وتميز بمواقف اجتماعية محافظة لكن مع التزام واضح بالديمقراطية. وترك سعيد بذلك مناصريه ومنتقديه على حد سواء يتلهفون لتحديد هويته.

وقال سعيد في مقابلة مع وكالة رويترز للأنباء في مكتبه بعد الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية: “أنا مستقل وسأبقى كذلك. لا أتبع أي جهة. تونس اليوم تفتح صفحة تاريخية جديدة. أنا لم أقدم وعوداً تقليدية ولا برامج تقليدية للناخبين، لقد قدمت لهم أفكاراً وتصورات جديدة تترجم في شكل قانوني مطالبهم”.

ومثل فوز سعيد منذ الجولة الأولى للرئاسيات إعلاناً واضحاً برفض الناخبين للقوى السياسية الراسخة التي هيمنت على المشهد السياسي بعد ثورة عام 2011 والتي فشلت في معالجة مصاعب اقتصادية منها ارتفاع معدل البطالة والتضخم.

يتفاخر أنصار سعيد بأن حملته الانتخابية كانت متواضعة وبتمويل ودعاية لا تكاد تذكر، ويتندرون بقول إن تكاليف حملته لا تتجاوز سعر قهوة وعلبة سجائر.

أسلوب قيس سعيد الصارم والمتقشف واضح من أول وهلة تطأ فيها قدماك مقر حملته في نهج ابن خلدون الشعبي بالعاصمة تونس.. نهج اكتظ بمطاعم شعبية وباعة يجرون عرباتهم.

الشقة صغيرة في مبنى قديم في الطابق الثالث دون مصعد وبنوافذ مهشمة وأبواب متهالكة وتلفزيون صغير وبعض الكراسي البلاستيكية البيضاء، وفقاً لرويترز.

سعيد كانت لديه القدرة على استمالة الجميع بخطاب جذاب ومميز. حتى في مقر حملته الانتخابية كان هناك خليط من محجبات ومتحررات وطلبة وعاطلين وعمال وأساتذة جامعيين.

لكن الرجل يحمل عدة تناقضات، فهو يرى أن النقاش حول دور الإسلام في المجتمع نقاش دون فائدة يلهي التونسيين عن مشاكلهم الحقيقية، وهو يرفض المساواة في الميراث، وله في نفس الوقت مواقف محافظة رغم أنه محاط بأصدقاء من أقصى اليسار وبزوجة غير محجبة تعمل قاضية.

سعيد كانت لديه قناعة واحدة وفكرة واحدة لا تتغير وهي أن النظام السياسي خاطئ ويتعين مراجعته عبر الاقتراع على الأفراد بدل القوائم.

كان يريد أن تبنى الديمقراطية من القاعدة التي لها الحق في سحب ثقتها من النواب مما يعني تغييباً لدور شبه كلي للأحزاب.

فكرة حاول سعيد الإقناع بها قبل انتخاب أول برلمان بعد ثورة 2011 وصياغة الدستور، ولكنها قوبلت بصد واسع. كان يتحرك شمالاً وجنوباً ويزور كل شبر من البلاد ولا يفوت أي فرصة للترويج لفكرته الرئيسية في شكل أطروحات أكاديمية.

الفكرة تلتقي مع شعار (الشعب يريد) الذي رفعه التونسيون أثناء الثورة، وهو أيضاً شعار يضعه سعيد في لافتة خلف مكتبه البسيط.

نقلت رويترز عن سعيد قوله، إن التغيير ممكن ويتعين أن يبدأ بتعزيز الحكم المحلي، مشدداً على أن برنامجه الدبلوماسي سيكون تواصلاً للانفتاح على الغرب وجيران تونس.

وستحدد الطريقة التي يتعامل بها سعيد مع الإحباطات السائدة في المشهد السياسي أي نوع من الرؤساء سيكون.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • انا

    إلى رقم واحد مكانش Le grand marron غير نسا.... أما رقم اثنين رئيس تونس الجديد يحب لغة القرءان . التي الزواف يحاربونها. مليح هاذي

  • محمد البجاوي

    تصدّقي علينا يا تونس بقيس آخر ..فلا قيس و لا عمرو عند جارتك الجزائر ..

  • المغرب العربي

    اولا نبارك لاخوتنا في تونس على النجاح الباهر لهذا الرجل الصادق المعتدل الفصيح المفهوم من طرف كل الشعب التونسي ولم تخرج عليه ثلة لتقول له نحن في شمال افريقيا ولا تتكلم بالفصحى بل تكلم بالدارجة لغة الجهلة المحدودين والتي لا يفهمها احد بمجرد خروجك من بلدك بينما الفصحى يفهمها كل العالم ... نجاح هذا الرجل المثقف المعتدل دليل على ان الشعوب لا تهمها العلمانية والعلمانيين وهم طبعا سراق وعملاء مستواه المتدني وهم كلهم هكذا لم يجعل التوانسة يختارونه وهذا ما سيحدث في الجزائر ان شاء الله سيختار الشعب الاكثر فصاحة وله مشروع دولة ...