-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نقص في الغذاء وقطع للإنترنت وبدء موجات لجوء

كارثة إنسانية تُهدد السودان

ع.س /وكالات
  • 615
  • 0
كارثة إنسانية تُهدد السودان
ح.م

بينما يتواصل القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة من البلاد، دقت منظمات دولية ناقوس الخطر بشأن بداية كارثة إنسانية، في ظل استهداف مناطق المدنيين ونقص المواد الأساسية، وتوقعات بموجة لجوء كبيرة إلى الدول المجاورة، بينما تواصل دول العالم إجلاء رعاياها من السودان، وفق ما ذكرته التقارير.
حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، فإن القتال الذي اندلع في مطلع الأسبوع الماضي بين قوات الجيش السوداني بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف أيضاً باسم حميدتي، أسفر عن مقتل أكثر 400 شخص وإصابة نحو 3551 آخرين.
فقد حذر الصليب الأحمر الدولي من نفاد الماء والغذاء لدى المدنيين السودانيين المحاصرين في بيوتهم، جراء الاشتباكات بين الجيش السوداني والدعم السريع، وقالت منظمة “مجموعة الأزمات الدولية” غير الحكومية إن “ملايين المدنيين محاصرون في القتال، وتنفد لديهم بسرعة المواد الأساسية”.
وأضافت المنظمة في بيان لها أن “النزاع يمكن أن ينزلق بسرعة إلى حرب حقيقية دائمة”، تشمل الولايات المضطربة في السودان ثم بعض دول الجوار.
كما جاء في البيان: “تفاقمت المعاناة بسبب حقيقة أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر لم تتمكن من إيصال المساعدات إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها، حيث لم يقدم لنا الطرفان الضمانات الأمنية اللازمة”.
بينما قالت جمعية الهلال الأحمر السوداني إن مخازنها تعرضت للسطو من قبل أفراد مسلحين (لم تحدد هويتهم)، وأضافت أن المسلحين نهبوا 8 سيارات دفع رباعي وشاحنة تابعة للجمعية.
فيما دانت الجمعية الاعتداء على مرافقها، وحذرت من استخدام سياراتها لأغراض تجارية أو إجرامية، مشيرة إلى أن المخاطر الناجمة عن سوء استخدام شارة الهلال الأحمر ستؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية.
كما قدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن نحو 16 مليون سوداني بحاجة إلى مساعدات خلال العام الجاري.
من جهته، قال مدير برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة في تشاد، إن البرنامج يتوقع وصول مزيد من اللاجئين من السودان عبر الحدود، هرباً من القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.
حيث عبر ما بين عشرة آلاف و20 ألف سوداني الحدود إلى تشاد بالفعل، بعد أسبوع من بدء القتال في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى في البلاد، وفق ما ذكرته وكالة رويترز السبت.
كما قال بيير أونورا مدير البرنامج في تشاد “نتوقع مزيداً من الموجات، ذلك أكيد. على الفور، حين يسمح الموقف الأمني لهم بالقدوم. توجد بلدات كبيرة بالقرب من الحدود، والموجودون فيها لم يتمكنوا من التحرك”.
بينما قال أونورا إن 400 ألف لاجئ سوداني فروا خلال صراعات سابقة منتشرون في 14 مخيماً بمنطقة الحدود في تشاد. ولا يستطيع سكان العاصمة السودانية الخرطوم مغادرة منازلهم بسبب القصف ومع تجول الجنود في الشوارع.
كما أن الآلاف من الأجانب عالقون بسبب القتال في الخرطوم ومناطق أخرى من السودان، ومن بينهم موظفو السفارات وعمال المساعدات وطلبة. وقال الجيش السوداني السبت إنه سيساعد في إجلاء الرعايا الأجانب بعد أن تسبب الصراع على مدى أسبوع في مقتل مئات المدنيين.
فيما قال أونورا “برنامج الأغذية العالمي سيستعد لاستقبال 100 ألف على الأقل. من المرجح أن يكون هناك المزيد، لذلك علينا أن نكون مستعدين”. وأضاف أن أغلب من وصلوا في الأيام القليلة الماضية كانوا من النساء والأطفال من قرى على الحدود.
كما أردف “عدد الأطفال مدهش. فوجئنا برؤية هذا العدد الكبير من الأطفال يعبرون الحدود. فُطرت قلوبنا لرؤية النساء والأطفال تحت الأشجار. عانى بعضهم من العنف واحترقت منازلهم ودُمرت قراهم ونُهبت أحياؤهم تماماً”.
من جهة أخرى، أفاد موقع رصد للشبكة العنكبوتية العالمية، الأحد، أن السودان يشهد انقطاعاً “شبه كامل” لخدمة الإنترنت، مع دخول المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أسبوعها الثاني.
حيث قالت منظمة “نت بلوكس” ومقرها لندن، التي تعنى برصد الوصول إلى شبكة الإنترنت في العالم “تُظهر بيانات الشبكة في الوقت الحالي انهياراً شبه كامل للاتصال بالإنترنت في السودان، حيث تبلغ نسبة الاتصال الوطني حالياً 2% مقارنةً بالمستويات العادية”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!