لأول مرة… حقائق صادمة عن مخدرات جديدة!

جنايات الدار البيضاء تفتح ملف أحد أخطر المهلوسات الصلبة المحظورة عالميّا
طوابع “الهلوسة”.. تنقل المدمن إلى حالة نشوة وفرح وحزن.. وما خفي أعظم
سعر الطابع الواحد يتراوح بين 1800 إلى 3000 دج وتأثيره يدوم 16 ساعة

تفتح محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء، الأحد 8 ديسمبر الجاري، ملف أحد أخطر أنواع المخدرات والمهلوسات الصلبة المحظورة عالميا المعروفة باسم “LSD”، تم تهريبها وإدخالها لأول مرة إلى الجزائر، على شكل طوابع بمختلف الألوان والرسوم صغيرة الحجم، حيث إن إذابة قصاصة واحدة لأحد أشكال هذا النوع من المخدرات في كأس ماء، كافية لأن تجعل الصغار والكبار يخرجون من العالم الحقيقي وينتقلون إلى عالم الأوهام والخيال بل تجرهم إلى الانتحار أو ارتكاب أبشع الجرائم.
تتلخص وقائع قضية الحال، حسب تفاصيل بحوزة “الشروق”، أنه بتاريخ 3 جوان 2024، على الساعة العاشرة صباحا، في إطار محاربة الجريمة بشتى أنواعها على مستوى إقليم حي “لافونطون” في بلدية بوزريعة، وبناء على معلومات مؤكدة واردة لفرقة الدرك الوطني، مفادها وجود شخص كان محل مراقبة من طرف عناصرها، يقوم بترويج مخدرات ومهلوسات صلبة من نوعية جديدة حديثة التداول بين أوساط المدمنين على مستوى التراب الوطني، يتم تناوله من طرف مدمنيه بسرية تامة على شكل طوابع ورقية ” LSD ” صغيرة الحجم بألوان ورسوم وأشكال مختلفة، كل طابع به رسم معين له تأثير مختلف عن الآخر حسب طلب المستهلك .
كما تتراوح أسعارها، وفق المعلومات الواردة إلى ذات الجهة الأمنية، من 1800 دج إلى 3000 دج، حسب طبيعة تأثيره، إذ يدوم تأثيره من 12 ساعة إلى غاية 16 ساعة من تعاطيه عن طريق وضع الطابع على لسان المدمن لمدة ثم بلعه عن طريق شرب الماء، ليدخل مدمنه في هلوسات “فرح، حزن، نشوة… الخ”.
وبعد تأكيد المعلومة وتنشيط عنصر الاستعلامات وأخذ تصريح أحد الشهود، ويتعلق الأمر بالمسمى “ب. ياسر إسلام”، رفقة زوجته المسماة “ب. الضاوية”، حيث أبلغتهم هذه الأخيرة أنه بتاريخ 2 جوان 2024 في حدود الساعة السابعة والنصف مساء، بعد عودتها إلى المنزل وجدت زوجها في حالة من الهلوسة ويتكلم بكلام غير مفهوم وهو يردد عبارة: “لا أعرف ماذا تناولت مع صديقي سمير المدعو شوارما”، عندها توجهت نحو هذا الأخير، واستفسرت معه عن الأشياء التي سلمها إلى زوجها حتى يدخل في حالة من الهلوسة، ليخبرها أنه نوع جديد من المخدرات وهو يقوم بتجريبه على زوجها، كما طلب منها المدعو “شوارما” السكوت وعدم إبلاغ أي أحد.
وبسماع المدعو “ب.ياسر إسلام”، الذي بدوره أعلمهم أنه في نفس التاريخ والساعة التقى بالمكنى “شوارما” القاطن بنفس الحي، وهو معتاد على تعاطي “الزطلة”، حيث قام بتسليمه طابعين من الورق ذات ألوان مختلفة صغيرة الحجم، وأمره بتناولها مباشرة، كما قام بوضع الطابع الثالث في قارورة من الماء بها نحو ربع لتر وأمره بتناولها، بعدها انصرف، إذ وبعد تناول الضحية للطوابع الثلاثة ومرور فترة زمنية أحس الضحية بهلوسات ورعب وبدأ يتحدث بكلام غير منطقي.

طوابع وأشكال ورقية بأسعار خيالية
واستنادا إلى نتائج التحقيقات الأولية وجمع كافة المعلومات تم تحديد هوية ومكان المتهم الرئيسي في ملف الحال، وبعد خطة محكمة لعناصر الدرك الوطني، تم توقيف “شوارما” بوسط حي “لافونطون” في بلدية بوزريعة، واقتياده إلى مقر الفرقة للتحقيق معه بخصوص الواقعة المنسوبة إليه.
وبعد استيفاء جميع الإجراءات القانونية، تبعًا لإذن بالتفتيش صادر عن وكيل الجمهورية، لدى محكمة بئر مراد رايس، تمّ تفتيش منزل المتهم، وحجز مخدرات صلبة على شكل طوابع، يقدر عددها بـ2201 طابع، على شكل مربعات صغيرة ملتصقة ببعضها على شكل أوراق 21/27 كل ورقة بها نوع وعدد مختلف من الطوابع المخدرةLSD ، الورقة الأولى بها 900 طابع به رسومات الفطريات “شامبينيو”، وصورة مخ بشري، الورقة الثانية بها 891 طابع مكتوب عليها كلمةMAGIC ، ورسوم الفطريات، أما الورقة الثالثة تضم 71 طابعا على شكل رسومات “إيموجي” مختلفة المعاني، فيما تحتوي الورقة الرابعة على 123 طابع على شكل رسوم فيها تداخل للألوان، في حين أن الورقة الخامسة بها 90 طابعا من نفس النوع والأمر ذاته للورقة السادسة التي فيها 126 طابع.
وأسفرت عملية المداهمة أيضا عن حجز طائرة درون صغيرة الحجم نوع “DJI MINI 3 PRO”، مزودة ببطاقة ذاكرة حجم “128GB “، آلة تحكم عن بعد نوع DJI MINI 3 PRO مزودة بشاشة خاصة بجهاز الدرون، إلى جانب بطاريتين خاصتين بجهاز الدرون، وهاتف نقال نوع أيفون XR أسود اللون، مزوج بشريحة هاتف أجنبية تابعة لدولة كندا.
وبسماع المتهم “شوارما” صرح أنه عندما كان متواجدا بالمهجر وبالضبط بمدينة موريال الكندية، كان يعمل في مهنة إعادة تهيئة المنازل، حينها تعرف على شخص أجنبي يدعى “دوني” يقوم ببيع جميع أنواع المخدرات، حيث عرض عليه تجربة نوع جديد من المخدرات الصلبة يطلق عليه اسم ” LSD ” على شكل طوابع له تأثيرات مثل ادمان الهيروين والكوكايين، أين قام بشراء كمية على شكل أوراق بها طوابع مقابل مبالغ مالية مختلفة بالدولار الكندي للقصاصة الواحدة.
وأضاف في معرض تصريحاته أمام الضبطية القضائية، أنه كان في كل مرة يقتني من عنده طوابع ويقوم باستهلاكها، وعند عودته من كندا قام بشراء كمية كبيرة من المدعو “دوني” تقدر بأكثر من 2500 طابع، وقام بإخفائها بإحكام مع وثائقه الخاصة في الحقيبة، بعد عودته بتاريخ 16 جانفي 2024 من مطار موريال في حدود الساعة السادسة مساء، ووصوله إلى مطار هواري بومدين بالجزائر العاصمة في حدود الساعة الثانية زوالا، على متن الطائرة التابعة للخطوط الجوية الفرنسية AIR FRANCE ، قام بوضع المخدرات الصلبة وسط وثائقه بالحقيبة داخل عقد الأمتعة “LA SOUTE A BAGAGES”، ولم يتم التعرف عليها من طرف أفراد شرطة المطار، كما أكد أن طائرة الدرون المضبوطة كانت بنفس الحقيبة التي لم تخضع للتفتيش نهائيا من طرف أفراد شرطة المطار، كما أنه متعود على استهلاك هذه الطوابع بمعدل طابع أو طابعين كل يومين.

اعترافات مثيرة.. والمحاكمة ستكشف المستور
وأضاف المتهم أنه التقى بصديقه ياسر إسلام وعرض عليه تجربة المخدر الصلب ” LSD” كونه على دراية أن المعني مدمن كل أنواع المخدرات، على إثرها أحضر له ثلاثة طوابع، أين وضع اثنين في لسانه وواحد قام بوضعه في قارورة ماء وطلب منه أن يقوم بشربها، كما أكد أن كل طابع يباع في وسط الشباب يتراوح ثمنه حسب طبيعة تأثيره من 1800 دج إلى 3000 دج ويدوم تأثيره من 12 ساعة إلى غاية 16 ساعة من تعاطيه عن طريق وضع الطابع على لسان المدمن لمدة ثم بلعه عن طريق شرب الماء.
وسيتابع المتهم “م.سمير” المدعو “شوارما” أمام هيئة محكمة الجنايات الابتدائية للدار البيضاء، الأحد عن تهمة ثقيلة جدا تتعلق بجناية استيراد المخدرات الصلبة بطريقة غير شرعية طبقا لنص المادة 19 من قانون الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية، في انتظار ما ستفسر عن جلسة محاكمة المتهمين اليوم.