لماذا لا تعجبنا صورنا الشخصية؟ علم النفس يجيب
ربطت دراسات أجريت على شابات التقطن صورا شخصية، بأعراض الاكتئاب والقلق السلبي بشأن المظهر، وعدم الرضا عن الذات، والشره المرضي.
كما ارتبطت المستويات العالية من مخاوف ردود أفعال الأقران لدى الفتيات المراهقات (ولكن ليس الأولاد) بانخفاض احترام الذات والسعي المفرط إلى الطمأنينة، وفقا لموقع mentalhealthathome.
لماذا تبدو صور السنّاب أفضل؟
هل تساءلت يوما لماذا تجد صورك الشخصية على سناب شات أكثر قابلية للتحمل من تلك التي تم التقاطها بكاميرا هاتفك العادية؟
بصرف النظر عن حقيقة أنه يكاد يكون من المستحيل ألا تبدو جذّابا تحت هذا الفلتر الثالث، فإن عدسة سناب شات لا تقلب الصورة إلى عكسها.
عندما تستخدم الكاميرا الأمامية لسناب شات لإرسال صورة شخصية إلى أي صديق، فإنها سترسل صورة معكوسة لك – الصورة التي اعتدت عليها وأحيانًا تحبها.
في النهاية، عندما لا نحب صورة لأنفسنا، فهذا لا يعني أننا نعتقد أننا نبدو قبيحين بالضرورة، بل إننا نجد ذاتنا الأخرى – ذاتنا المعكوسة – أكثر جاذبية، حسب موقع elitedaily.
عدم الاعتياد على رؤية نفسك
أحد الأسباب الرئيسية وراء كرهنا لصور السيلفي هو أننا لسنا معتادين على رؤية أنفسنا، وليس نحن الحقيقيين على أي حال.
يقول تايلر وودارد، خبير العافية ومؤسس Edensgate، “الوجه الذي تراه في المرآة ليس وجهك الحقيقي الذي يراه الجميع”.
يتابع: “إنه صورة معكوسة، إنه نفس الشيء الذي يحدث عندما تسمع صوتك في تسجيل صوتي، ولا تتعرف عليه، على الرغم من أن وجهك ينتمي إليك، إلا أنك في الواقع لست على دراية بملامحك لأنك رأيت عكسها فقط”.
يسهل انتقادها
يستغرق التقاط صورة سيلفي بضع ثوانٍ فقط، ويمكنك التقاط العشرات منها دفعة واحدة.
هذا يعني أنه يمكنك دائما التقاط صورة أخرى إذا كانت الصورة السابقة تبدو سيئة، فهذا ما يرفع من معاييرنا عند التقاط صور سيلفي، وأحيانا إلى مستويات غير معقولة.
تحمل الكثير من المسؤولية
عندما ننشر الصور على وسائل التواصل الاجتماعي، فإنها تخبرنا بآراء الآخرين عنا ومدى انتشارنا على المنصة.
وهذا يجعل أي شيء نختار أن يمثلنا – لتمثيلنا – بشكل لا يصدق، مما قد يفسر سبب ملاحظتنا لأصغر العيوب في صورنا الشخصية.
قوة المنظور والوقت
تشرح أليسا روبرتس، دكتوراه في علم النفس،هذا الامر قائلة، “يمكن أن يؤثر تقديرنا لذاتنا، أو كيف ننظر إلى أنفسنا، على شعورنا تجاه صورنا”.
إذا كان لدينا تقدير ذاتي منخفض، فقد نكون أكثر انتقادا لمظهرنا وأقل عرضة للنظر إلى صورنا بشكل إيجابي، وفقا لموقع suggest.
هل يخدعك عقلك؟
هناك ظاهرة نفسية أخرى تلعب دورا مهما عندما يتعلق الأمر بالفرق بين ما تراه في المرآة وما تراه على شاشة هاتفك، وهي تُسمّى بـ”تحيُّز تعزيز الذات”، وتعني هذه الظاهرة أننا نعتقد أننا أكثر جاذبية مما نحن عليه بالفعل.
على سبيل المثال، في دراسة أجريت عام 2008، اختار المشاركون باستمرار صورا تم تعديلها وتحسينها لأنفسهم عندما طُلب منهم تحديد الصورة “الحقيقية” لأنفسهم.
بينما اختار الغرباء بدقة صورا غير معدلة للأفراد أنفسهم، أي أن الأغراب يرون الأشخاص المشاركين في التجربة بشكل أفضل مما يرون هم أنفسهم.
كيف تتصالح مع صورك الشخصية؟
إليك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتجنب الغرق في دوامة انتقاد الذات عند النظر لصورك الشخصية:
– تذكر سبب التقاط الصورة في المقام الأول، مثلا لالتقاط ذكرى معينة، وليس لكراهية جسدك وانتقاد ملامح وجهك.
-ابحث عن شيء رائع تم توثيقه في الصورة، سواء كان ذلك مدى سعادتك، أو تكوين الصورة، أو غروب الشمس، أو مدى روعة اللحظة بينك وبين من يشاركك فيها.
– خذ 10 ثوانٍ للنظر في كل صورة، ثم انتقل إلى الصورة التالية، إذ كلما طالت مدة التحديق في الصور، زادت احتمالية العثور على عيوب تستدعي منك الانتقاد.
– لا تنظر إلى الصور عندما تكون في حالة نفسية سيئة، فأنت بذلك تهيئ نفسك لدوامة من النقد الذاتي. وبدلا من ذلك، اختر وقتًا تكون فيه في حالة ذهنية جيدة.
– قلل من مدة تصفحك لمواقع التواصل الاجتماعي، لأن ذلك قادر على فرض معايير جمالية غير واقعية قد تدفعك للوقوع في أزمة مقارنة نفسك بالآخرين، مما يهدد ثقتك بنفسك ويعرضك للقلق والاكتئاب، حسب موقع ajnet.
أنت لست محترفًا
إضافة لذلك، هناك مجالات مهنية تعتمد على تطوير الوضعيات المثالية للوجه والجسم لالتقاط أفضل صورة، وعلى الأغلب أنت لست محترفا.
مثلا، مهنة عرض الأزياء هي وظيفة منوطة بهذا الأمر، وإن لم تكن محترفا في هذا المجال، فربما قد لا تبدو صورك مثالية كما تتمنى.