-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"هكذا قضينا على طموحاتنا وأحلامنا"

متوقفات عن العمل يواجهن الحسرة بعد الزواج

نسيبة علال
  • 3000
  • 0
متوقفات عن العمل يواجهن الحسرة بعد الزواج

يدرك الجميع، وإن لم يعترفوا بذلك، أن عمل المرأة، سواء في وظيفة عمومية أم خاصة، أم على مشروعها، بات ضرورة يحتمها استقرارها المادي والنفسي. مع هذا، تقبل الكثير من النساء على ترك العمل بمجرد إيجاد عريس أو إنجاب الطفل الأول، تحت ضغط من الشريك أو المجتمع أو بمحض خيارها، ثم سرعان ما تشعر بالندم، خاصة إذا كانت تعيش ظروفا اجتماعية سيئة.

الحياة الاجتماعية غير المناسبة تدفع سيدات إلى إعادة التفكير في قرار ترك العمل

يذكر الخبراء دائما بأهمية العمل في دمج المرأة داخل المجتمع والبيئة التي تناسب مستواها الثقافي والاجتماعي، وهذا ما يرفع من وعيها ويساهم في توازنها النفسي.

تزوجت أمينة عن حب، وكانت تبحث فقط عن الاستقرار مع الشريك الذي اختارته، لذلك خضعت لتنفيذ رغبة والدته في ترك منصبها في شركة خاصة.. أخبرتني أن علي عيش دور الزوجة والأم، وأن أتقاسم الأدوار والأشغال مع نساء البيت. لم أتخذ قراري في ترك العمل والزواج هكذا بوعي كاف، فقد تحصلت على وظيفتي للتو وبسهولة وكنت أشعر بأني قادرة على إيجاد أخرى في الوقت المناسب.. ما حدث، أني وجدت نفسي المثقفة تناقش حياة النساء الأخريات، وتتصارع على أتفه أشغال المنزل وتغرق في التخلف تدريجيا. بدأت أتمنى العودة إلى العمل للهروب من واقع لا يناسب يومياتي”.. لحسن الحظ، أن أمينة استدركت قرارها الخاطئ قبل فوات الأوان، واسترجعت منصبها، رغم أنها لم تحصل على راتب لمدة طويلة تقول: “لم يكن يهمني سوى إعادة إيجاد ذاتي التي كادت تفلت مني، الحمد لله، حصلت على دعم زوجي، لكن هذا سبب لي مشاكل لا تحصى مع حماتي”.

الحاجة إلى المال والاستقلالية

تعتاد المرأة العاملة على نمط من النفقات الشخصية، فالنساء اللواتي يقدمن جهدا في العمل يسعين، بالعادة إلى مكافأة أنفسهن بشراء ما يشتهينه من ملابس وعطور.. يحصلن أيضا على خدمات في العناية ويستعملن المال من أجل الرفاهية. ذلك، أنه ليس جميع الأزواج قادرين على توفير حياة بهذا المستوى لزوجاتهن، على العكس قد يعتمد بعضهم على زوجته في مساعدته على نفقات البيت، والمشاركة في مصاريف لا تعنيها من راتبها الخاص، وعدم تقاضي المرأة للمال قد يضعها في ضغوطات ويغير نمط حياتها بالكامل، وهو ما واجهته منيرة، 33 سنة، التي اشترطت أن تستمر في عملها بعد الزواج، وبعد إنجاب الطفلة الأولى، بدأت تشعر بضغط التربية والالتزام بنشاطها المضبوط كإدارية، خاصة أن زوجها شخص مهمل ولا يساعدها في أدنى أشغال المنزل، تقول: “استيقظت صباحا، واتصلت بالمديرة لأخبرها أني استقلت، كنت في كامل راحتي النفسية حينها، قبل أن يبدأ المحيطون بي يلاحظون تغير إطلالاتي إلى الأسوإ.. أهملت نفسي، ونسيت عنوان الحلاقة، حتى روتيني الغذائي تغير، وقد مس الأمر ابنتي أيضا، فوالدها شخص بخيل جدا واتكالي، ولم يرقه قرار تركي العمل، لا يقدم لي المال ولا يشتري أي غرض غير الطعام، ندمي جاء متأخرا بعد فقداني وظيفتي وراتبي، حاولت بدأ مشروع خاص فعجزت عن ذلك، في غياب التمويل والمساعدة وبزيادة ارتباطاتي الأسرية”.

الشعور بعدم الفاعلية والإنجاز

تمكن المرأة من بعض المهارات المهنية والعلمية يجعلها في حاجة دائمة إلى العطاء والبروز، تقول الأخصائية النفسية والاجتماعية، مريم بركان: “مثلما تشعر المرأة بحاجة أسرتها إليها، وتعتقد جازمة في قرارة ذاتها أنها أساس متين يحتاج إليه جميع أفرادها، تشعر أيضا بأن المجتمع يحتاج إلى خبراتها المهنية، فلدى بعض النساء قابلية عظيمة للتطور من أجل البروز والإنجاز، وترك بصمتهن في المجتمع. لهذا، قد يسبب لهن التخلي عن الوظيفة مشاكل نفسية وشعورا بالعجز وعدم الفاعلية، تشعر المرأة حينها بأن لديها طاقة تهدر مع كل يوم يمر، حتى وإن كانت تؤدي واجباتها كأم وزوجة، وهذا في حد ذاته أحد أكبر المحبطات للنساء الفاعلات مسبقا”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!