مذابح عصرية لتنظيم عمليات ذبح الأضاحي

تتجدد مشاهد ذبح الأضاحي وما يرافقها من فوضى وعشوائية داخل الأحياء السكنية، والتي غالبا ما تتسبب في مخلفات عضوية وروائح كريهة، تؤدي إلى انسداد قنوات الصرف الصحي، وتشوه جمالية المحيط، في وقت تسعى السلطات المحلية لتنظيم العملية من خلال تخصيص نقاط للذبح وتجنيد أعوان النظافة، شرعت بعض المؤسسات المختصة في بيع اللحوم بتوفير خدمات عصرية للمواطنين تتزامن مع مناسبة عيد الأضحى، وفتح مذابح مجهزة بأحدث الوسائل التكنولوجية تخضع للمعايير الصحية التي تتطلبها عملية الذبح.
رغم التكاليف التي ترهق كاهل العائلات الجزائرية إلا أن الكثير منهم أصبحوا ينفقون مصاريف إضافية للاستفادة من خدمات تغني ربات البيوت عن التعب والإرهاق الذي يتكبدنه أيام العيد المبارك، من خلال الاستعانة بالمذابح و حلات الجزارة، في تقطيع اللحوم وتنظيف الأحشاء وتوضبيها وغيرها من المهام التي تتطلب الكثير من الجهد والوقت في حالة القيام بها داخل المنازل أو في أماكن الذبح في الأحياء، من دون المساس بروح الشعيرة الدينية، وما يميز هذه السنة هو دخول أضاح مستوردة قد تخضع لتعامل خاص في عملية الذبح وفصل الجلود التي تختلف نوعيتها عن المواشي المحلية، وهو ما دفع بالكثيرين للاستعانة بجزارين محترفين في عملية الذبح.
خدمات لتنظيف الأمعاء وتوضيب اللحوم
في هذا الإطار، أطلقت عدة مؤسسات في مجال تربية المواشي وإنتاج اللحوم والجزارين مبادرات ترتكز على إنشاء مذابح عصرية مجهزة بأحدث الوسائل التكنولوجية، تتيح للمواطنين ذبح أضاحيهم في ظروف صحية، وتوفر خدمات ما بعد الذبح تشمل التقطيع، توضيب اللحوم، وحتى تنظيف الأحشاء، وفي السياق كشف ممثل لمؤسسة “ميتماكس” المختصة في إنتاج اللحوم الطازجة بولاية البليدة لـ”الشروق”، عن افتتاح واحدة من أكبر وأحدث المذابح الخاصة في الجزائر التابعة لها، مجهزة بتقنيات متطورة، وطاقما من الجزارين والبياطرة المختصين، وذلك لضمان تقديم سلسلة خدمات متنوعة للعائلات، تبدأ من توفير الأضاحي المنتقاة بعناية من مزارعها الخاصة وتحت رقابة بيطرية، وصولا إلى عمليات الذبح الحلال، السلخ، التقطيع، وكذا توضيب اللحوم وتغليفها، وحتى توفير خدمات مخصصة لتنظيف الأمعاء.
وأضاف المتحدث أن المؤسسة تعمل على توفير فضاءات خاصة تليق بالمناسبة وعظمة الشعيرة، منها بيع مواش تمت تربيتها في ظروف جيدة ومراقبة بيطرية دقيقة، مؤكدا أن الزبائن يمكنهم الاستفادة من عمليات ذبح شرعي “حلال” سريع بأجهزة متطورة، وكذا سلخ وتقطيع محترف بأسعار مناسبة.
ونوه ذات المتحدث أن تكرار مشاهد الفوضى التي تخلفها عملية ذبح الأضحية كل سنة من تلوث وذبح غير صحي، إلى معاناة المواطنين من غياب الخدمات، دفعت لإطلاق هذه المبادرة، والهدف منها المحافظة على روح الشعيرة ومنح العائلات الجزائرية الفرصة لتمضية العيد في أجواء جيدة، وهو ما يفسر حسبه الإقبال الكبير للمواطنين من اجل حجز مواعيد للذبح والذي فاق التوقعات على حد تعبيره، سواء من حيث الطلب على الأضاحي أو على خدمات الذبح والتقطيع، وهو ما يعكس تزايد وعي المواطن بأهمية التنظيم وتجنب الفوضى بالمواسم والأعياد، وفتح المجال لإشراك القطاع الخاص في تسيير مناسبات دينية كبرى، وتوفير بيئة منظمة تحفظ قدسية الشعيرة، وتحترم في الوقت ذاته متطلبات العصر وراحة المواطنين.