موقف جديد لملك الأردن عقب لقائه بترامب.. ولهذا يفضل السيسي التأجيل

تحدثت صحف أميركية عن الموقف الجديد لملك الأردن عبد الله الثاني من تهجير الفلسطينيين عقب لقائه بالرئيس دونالد ترامب، فيما أشارت أخرى للأسباب التي تجعل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يفضل تأجيل زيارة البيت الأبيض.
ونقلت رويترز عن ملك الأردن قوله إن المملكة ستستقبل ألفي طفل فلسطيني من المرضى.
وبشأن وجود أرض يمكن أن يعيش عليها الفلسطينيون، قال عبد الله الثاني “علي أن أعمل ما فيه مصلحة بلدي”، مضيفا: “يجب أن ننتظر لنرى خطة من مصر”.
وأشار إلى أنه سيكون هناك رد من عدة دول مع مناقشة في السعودية حول كيفية العمل مع الولايات المتحدة بشأن غزة، مردفا: “الدول العربية ستقدم ردها على خطة ترامب بشأن قطاع غزة”.
وقال عبد الله الثاني: “دعونا ننتظر إلى أن تقدم مصر خطتها للرئيس ترامب ثم ننظر في الأمر”.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن أول زعيم عربي يزور البيت الأبيض منذ دعا الرئيس ترامب إلى السيطرة على غزة ونقل سكانها البالغ عددهم مليوني نسمة، تجنب المواجهة العامة لكنه تجنب تأييد خطة ترامب غير المحتملة.
وأضافت أن ترامب تعهد مرة أخرى خلال لقاء الملك عبد الله الثاني “بالسيطرة” على غزة، مما دفع الملك إلى التحرك بشكل غير مريح في كرسيه والتأكيد على أن الحكومات العربية سترد بخطتها الخاصة لغزة بعد الحرب في وقت لاحق من هذا الشهر.
وفي وقت لاحق، أكد ملك الأدرن على تويتر “موقف الأردن الثابت ضد تهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية”.
وأضاف: “هذا هو الموقف العربي الموحد ويجب أن تكون أولوية الجميع إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها”.
وتابع: “أكدت أن مصلحة الأردن واستقراره وحماية الأردن والأردنيين بالنسبة لي فوق كل اعتبار”.
أكدت أن مصلحة الأردن واستقراره، وحماية الأردن والأردنيين بالنسبة لي فوق كل اعتبار.
— عبدالله بن الحسين (@KingAbdullahII) February 11, 2025
من جانب آخر، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، مساء الثلاثاء، عن مسؤولين مصريين قولهم إن السيسي قلق بشأن الصورة العامة إذا ما زار واشنطن والتقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد دعوته مصر والأردن لاستقبال أهالي غزة.
وأضاف المسؤولون أن السيسي يشعر بالقلق أيضا من المخاطر المترتبة على تعرضه لضغوط أميركية علنية مع مواصلة ترامب الترويج لخطته التي أكدت القاهرة رفضها القاطع لها كما يرفضها الشعب المصري وقد تعد مشكلة أمنية للجيش.
ولا أنباء حتى الآن عن لقاء مرتقب أو مخطط بين الرئيسين الأميركي والمصري، لكن ترامب قال سابقا إنه سيتحدث مع الرئيس المصري بشأن خطته لغزة وعن استقبال القاهرة سكان القطاع.
وكان من المقرر في الأصل أن يزور السيسي واشنطن في 18 فيفري الجاري، لكن الزيارة تأجلت بسبب معارضة القاهرة لخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنقل الفلسطينيين من قطاع غزة.
وشدد السيسي، الثلاثاء، على إعادة إعمار قطاع غزة بهدف جعله قابلا للحياة، وذلك من دون تهجير سكانه الفلسطينيين، وبما يضمن الحفاظ على حقوقهم ومقدراتهم في العيش على أرضهم.
🔴 UPDATE #Israel #Palestine #Egypt
Egypt’s Sisi called for the reconstruction of Gaza “without displacing Palestinians” after Donald Trump said he could “conceivably” halt aid to Egypt and Jordan if they refuse to take in Palestinians.
More here ⤵️https://t.co/Q21GcAivC4 pic.twitter.com/n2xkmN2ZKC
— Middle East Eye (@MiddleEastEye) February 11, 2025
يأتي ذلك بعد لقاء الرئيس الأميركي بملك الأردن عبد الله الثاني في واشنطن أمس، حيث كرر ترامب خطته بامتلاك وإدارة غزة وتهجير أهلها، مذكرا أن الولايات المتحدة تقدم أموالا كثيرة للأردن ومصر، قائلا “لكننا لن نصدر تهديدات بشأنها”.
ووصف مسؤولون مصريون كبار في تصريحات صحفية، العلاقات مع واشنطن بأنها “الأكثر توتراً منذ ثلاثة عقود”، كما نقلت تقارير إخبارية عن مصادر لم تسمها أن سبب تعليق زيارة السيسي إلى أجل غير مسمى يرجع لتهديدات ترامب بوقف المساعدات عن مصر.
تهديدات بقطع المساعدات
وكان ترامب هدد بقطع المساعدات عن مصر والأردن في حال عدم تغيير البلدين لموقفهما من استقبال الفلسطينيين، العازم على ترحيلهم من قطاع غزة.
وكرر ترامب الحديث عن مقترحه لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن، ملوّحا هذه المرة بقطع مساعدات عن البلدين.
وقال: “ربما أوقف المساعدات للأردن ومصر إذا لم يستقبلا اللاجئين”، مضيفا: “أعتقد أن الأردن سيستقبل لاجئين”.
ورأى ترامب أن “الناس في غزة يريدون الخروج إذا وفرنا لهم مكانا مناسبا، وأعتقد أن هناك دولا يمكنها توفير ذلك”.
وجاءت تصريحات ترامب عشية لقاء مرتقب في البيت الأبيض مع العاهل الأردني الذي سبق أن أكد رفض بلاده “أي محاولات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية”، وتمسكها بـ”ضرورة تثبيت الفلسطينيين في أرضهم”.
كما جددت مصر أمس الاثنين، عقب لقاء بين وزير خارجيتها بدر عبد العاطي ونظيره الأمريكي ماركو روبيو في واشنطن، تمسكها “بموقفها الرافض للمساس بحقوق الشعب الفلسطيني، بما فيها حق تقرير المصير، والبقاء على الأرض والاستقلال”.
لكن الرئيس الأمريكي، قال لاحقاً في مقابلة مع قناة فوكس نيوز، إن خطته لن تتضمن حق الفلسطينيين في العودة.
ويأتي هذا في ظل رفض عربي وإسلامي واسع لخطة ترامب الذي قال -الأحد- إنه يسعى “لشراء غزة وامتلاكها” من أجل إعادة بنائها، كما شدد على إخراج الفلسطينيين من القطاع من دون أن يكون لهم حق العودة.
خليل الحية يرد على ترامب من إيران
والإثنين رد خليل الحية، رئيس حركة حماس في غزة من إيران، على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن شراء وامتلاك غزة وتقديم مغريات للفلسطينيين ودول الشرق الأوسط.
وقال الحية، إن عملية “طوفان الأقصى” شكّلت المرحلة الأولى من زوال الكيان الصهيوني؛ مشددا على أنه يجب وضع حد لما وصفه بـ “الاحتلال الأمريكي والغربي وجرائم الكيان الصهيوني في القطاع”.
وأضاف: “إن دعم محور المقاومة لمعركة طوفان الأقصى في غزة وفلسطین حقق هذا الانتصار؛ مؤكدا أن إیران نفّذت عملیتین ناجحتین، الوعد الصادق 1 و2، في مواجهة اعتداءات الاحتلال الإسرائیلي على إیران”.
وتابع: “حان الوقت لإنهاء هذا العدوان المستمر والغطرسة الإسرائیلیة والأمریكیة والغربیة، ووضع حد لدعم الاحتلال”.
واستطرد: “قد بدأ اليوم فجر جديد نحو تحرير القدس وفلسطین، وعملية طوفان الأقصى كانت المرحلة الأولى فقط في طریق زوال الاحتلال الإسرائیلي وانتصار الشعب الفلسطيني”.
رئيس حركة حماس في غزة خليل الحية: طوفان الأقصى بدد الأوهام وحالة الخوف من مواجهة الاحتلال، وانطلق ليكون مقدمة لتحرير فلسطين وإنهاء الاحتلال، ومشاريع ترامب إلى زوال وسنسقطها كما أسقطنا نشتريها أخرى قبلها.#غرفة_الأخبار pic.twitter.com/TcZfKzOS2v
— Official_NewsRoom (@NewsDeskroom) February 10, 2025
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قدم، مساء الأحد، جملة من الإغراءات للفلسطينيين ودول الشرق الأوسط كي يتمكن من امتلاك قطاع غزة، لترد حركة حماس على تصريحاته الجديدة بالقول إنها عبثية وتنم عن جهل بطبيعة المنطقة.
وقال ترامب، إنه “ملتزم بشراء غزة وامتلاكها وقد يمنح أجزاء من القطاع لدول أخرى في الشرق الأوسط لإعادة بنائها”، كما حاول إغراء الفلسطينيين بالقول إنه قد يمنح بعضهم حق اللجوء إلى أميركا.
وتحدث ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، وقال إنه سيحول غزة إلى موقع جيد للتنمية المستقبلية، وسيهتم بالفلسطينيين ويتأكد من أنهم لن يقتلوا، مضيفا: “غزة موقع عقاري مميز لا يمكن أن نتركه.. سنقوم بإعادة بناء القطاع عبر دول ثرية أخرى في الشرق الأوسط”.
وتابع: “سأبحث في حالات فردية للسماح للاجئين فلسطينيين بدخول أميركا”، زاعما أن دولا بالشرق الأوسط ستوافق على استقبال الفلسطينيين بعد أن تتحدث معه، وأن المُرحلين لن يرغبوا في العودة إلى غزة إذا وفرنا لهم بديلا أفضل.
ترامب يصرح ليلة امس وهو على الطائرة الرئاسية لحضور السوبر بول انه سيقوم بشراء وامتلاك غزه وسيعطي جزء صغير منها لأحد دول الشرق الأوسط لبناؤها.
هذا الرجل لا حدود لنرجسيته فهو يتحدث كأحد المستعمرين الأوروبيين في القرن الثامن والتاسع عشر pic.twitter.com/lDYLatAklY— N H M (@NasserIbnHamad) February 10, 2025
في ذات السياق أعلن ترامب عقد مباحثات مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، دون أن يحدد موعدا لذلك.
واستنكر عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق تصريحات الرئيس الأمريكى بشأن شراء غزة واصفا إياها بالعبثية، ومؤكدا أن غزة ليست عقارا وإنما جزء من أرض فلسطين المحتلة.
وأضاف: “التعامل مع القضية الفلسطينية بعقلية تاجر العقارات، وصفة فشل. شعبنا الفلسطيني سيفشل كل مخططات التهجير والترحيل، غزة لأهلها، وهم لن يغادروها إلا إلى مدنهم وقراهم المحتلة عام 1948”.
ووصف نتانياهو رؤية ترامب بـ”النهج المختلف والأفضل بكثير لإسرائيل”، مشددا على إصرار واشنطن على تطبيق خطتها وفتح آفاق جديدة أمام تل أبيب.
ورغم الانتقادات والتنديدات الدولية يصر ترامب على التشبث بفكرته المجنونة المتعلقة بالسيطرة على قطاع غزة، وتهجير سكانه لدول أخرى، حيث قال يوم الخميس 6 فيفري 2025 عبر موقعه Truth Social للتواصل الاجتماعي إن “إسرائيل سوف تسلم قطاع غزة إلى الولايات المتحدة بعد انتهاء القتال”.
وأعلن، مساء الثلاثاء 4 فيفري، عن خطة الولايات المتحدة لامتلاك غزة وتحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.
ومنذ 25 جانفي الماضي، يروّج الرئيس الأميركي لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة، لا سيما الأردن ومصر، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.