نشاطات ليلية تضاعف “أمراض الضجيج” عند الجزائريين!

ضرب الكثير من أصحاب ورشات العمل والحرف قوانين الضجيج عرض الحائط، غير مبالين بصمت الليل والحاجة الملحة للنوم، يحدث هذا في الكثير الأحياء الشعبية والمدن الكبرى وحتى الأقل كثافة سكانية.. ومع التناقض الذي تعيشه بعض المدن مثل الجزائر العاصمة، حيث تقل الحركية في الشوارع باقتراب منتصف الليل، لا يتوقف الضجيج في الأحياء والأزقة، فالأعراس وحفلات” الباك” و”البيام”، وصخبها يضاف إليها ضوضاء الورشات الخاصة ببعض الحرفيين، كالنجارين والخياطين، وغيرها من النشاطات التي يتفادى أصحابها العمل نهارا بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ويفضلون قضاء الليل ساهرين يشتغلون متناسين العالم النائم من حولهم!
وحذرت المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، من التعدي على حقوق المواطن ليلا من خلال إحداث الفوضى والضوضاء وسط الساكنة، وفي أوقات يمنع القانون إحداث الضجيج من خلال بعض النشاطات أو التصرفات.
وقال رئيس المنظمة، الدكتور مصطفى زبدي، إن الكثير من ورشات العمل انتشرت وسط النسيج العمراني، وبدأت تخترق الهدوء والطمأنينة ليلا، من خلال الحركية داخلها، واستمرارها في تشغيل بعض الآلات والأجهزة المحدثة للضجيج، أو نقلها للسلع في ساعات يكون فيها سكان الأحياء نائمين.
جزائريون يتجاهلون قانون النظام العام
ورغم كل القوانين المتعلقة بالتلوث السمعي ومحاربته في إطار التنمية المستدامة، لا يزال الكثير من الجزائريين، يتجاهلون هذه القوانين، حيث أكد المحامي مجيد بيطام، لـ”الشروق”، أن المشكل يتعلق بتعود بعض المواطنين على الضوضاء، وجهلهم بقوانين النظام العام، موضحا أن المادة 422 مكرر من قانون العقوبات الجزائية تعاقب بغرامات مالية تتراوح ما بين 8 آلاف دج، و16 ألف دج، أو بالحبس أحيانا، كل من يقلق راحة السكان بالضجيج او الضوضاء أو باستعمال أدوات رنانة، أو التجمهر ليلا.
وقال إن مكافحة التلوث السمعي، يدخل في إطار التنمية المستدامة، التي تحرص عليها الدولة الجزائرية، وعليه لا بد بحسبه، من خطوات فعالة مثلما حدث مع الدراجات النارية التي منع سيرها ليلا.
ويرى بأن زرع ثقافة الحفاظ على النظام العام، وتحقيق السكينة للمواطنين، يبدأ من محاربة كل ما يلوث السمع، ويحدث ضجيجا ليليا من شانه إحداث إزعاج في فترات النوم، أو قبلها بقليل.
مرضى الضغط الدموي والسكري وكبار السن يعانون
وحول الموضوع، قال الدكتور فتحي بن اشنهو، المختص في الصحة العمومية، أن الضجيج ليلا يضاعف من أمراض الضغط الدموي والسكري، ويتسبب في اضطرابات النوم، وإزعاج المرضى وكبار السن والأطفال.
وأفاد بأن الفوضى والضجيج تؤدي مع مرور الوقت إلى مشاكل في السمع، وقد تصيب بأمراض القلب وتؤدي إلى الموت، محذرا من التلوث السمعي المتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، مشيرا إلى أن التعرض للضجيج ليلا ولساعات متكررة يترك أثرا بليغا مع الوقت على صحة الإنسان.
وأكد بن اشنهو، أن الدراسات العلمية وبحوث بعض الأطباء، كشفت أن الضجيج الذي يزيد عن 30 ديسيبل يؤثر بشكل كبير على صحة النائم، لأنه يحفز الجسم على الإفرازات المقاومة للرفض هذا الضجيج، وللقلق والصحوة من النوم المتكررة.
وقال ذات المتحدث، إن المصابين بالأمراض المزمنة، كالضغط الدموي، والسكري يعانون من الضجيج الليلي، مما قد يضاعف مرضهم ويهددهم بالموت، خاصة الذين لديهم أبناء أو أحفاد يسهرون مع الأجهزة الإلكترونية إلى الصباح، محدثين ضجة أخرى تضاف إلى الضوضاء الآتية من خارج البيوت.