هؤلاء مرشحون بقوة لخلافة مقري على رأس “حمس”

بإعلان حركة مجتمع السلم عن تاريخ مؤتمرها الثامن المُزمع تنظيمه خلال الفترة الممتدة من 16 إلى 18 مارس المقبل، عادت التساؤلات لتطرح من جديد حول خليفة عبد الرزاق مقري على رأس “حمس” خاصة بعد بروز أسماء لم تخف لمقربيها رغبتها في تولي رئاسة الحركة وأخرى يتداولها مناضلون على أنها مؤهلة للمنصب.

ورغم أن رغبات الترشح لدى قيادات الحركة، تسير بصفة محتشمة وبسرية نظرا للحسابات والضوابط التي تُسير “حمس”، إلا أن المعطيات الأولية التي تحوزها “الشروق”، تشير إلى وجود أسماء مرشحة بقوة للجلوس على مقعد مقري الذي أنهى عهدتين كاملتين غير قابلتين للتجديد، على رأس الحركة وفق القانون الأساسي لها.

ومن بين الأسماء المتداولة على نطاق واسع للترشح على الأقل لخلافة مقري، تطرح رموز داخل المكتب الوطني الحالي، على غرار، عبد العالي حساني الذي يوصف بـ”العلبة السوداء للتنظيم في الحركة”، ورئيس الكتلة البرلمانية للحركة بالمجلس الشعبي الوطني أحمد صادوق، فضلا عن القيادي في الحزب ناصر حمدادوش، وهي شخصيات معروف قربها الكبير من رئيس الحركة، وتحمل نفس توجهات المشروع السياسي لمقري.

ولم تقتصر الشخصيات الوارد تقديمها لخلافة عبد الرزاق مقري على هؤلاء فحسب، بل هناك قيادات أخرى أسماؤها متداولة بقوة للترشيح، على غرار رئيس مجلس الشورى الحالي والوزير السابق، عبد القادر سماري، ويضاف لهم الرجل الهادئ في الحركة عبد المجيد مناصرة، فضلا عن نائب رئيس الحركة، الدكتور عبد الرزاق عاشوري.

بالمقابل، يرافع بعض أنصار مقري لفكرة استمراره على رأس الحركة، بحجة استكمال برنامجه السياسي، إلا أن هؤلاء، حسب عارفين بالشأن الحزبي، سوف يصطدمون بنص المادة 36 من القانون الأساسي للحزب والتي تنص على أن “رئيس الحركة ينتخب لعهدة مدتها 5 سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة”.

ومن جهة أخرى، سيكون المُرشح أو رئيس الحركة المقبل “لحمس” أمام تحديات كبيرة خلال المرحلة المقبلة، أبرزها تحديد البرنامج السياسي للحركة، ورسم الخارطة المستقبلية، وكيف سيكون التوجه السياسي لحمس مستقبلا؟ خاصة أن حركة الشيخ محفوظ نحناح تنتهج اليوم نهج المعارضة، حيث ترفض المشاركة في الحكومة منذ سنة 2012، وهي تقريبا بداية تولي مقري الرئاسة خلفا للسيناتور الحالي أبو جرة سلطاني.

وقد أعلنت حركة مجتمع السلم على لسان رئيسها عبد الرزاق مقري، أن مؤتمرها الثامن سينعقد أيام 16 و17 و18 مارس المقبل، وذلك على هامش ختام آخر دورة في حياة مجلس الشورى الذي يسبق انعقاد المؤتمر.

وقال مقري، في تصريح صحفي، إن اختيار المندوبين المشاركين في الأشغال سيتم بطريقة ديمقراطية من خلال الصندوق، وأضاف في كلمة له أنه سيغادر منصبه، وهو مطمئن على مستقبل حزبه، وما تركه فيه من استقرار في المؤسسات .

واستغل رئيس حمس الفرصة ليعدد ما حققته الحركة في ظل قيادته والتي وصفها بـ”الإنجازات السياسية المشهودة فضلا عن منظومة علاقات متشابكة مع الجميع”، ليضيف “التقينا رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قبل أيام ونحن كحزب ليس لدينا أي عقدة أن نلتقي بمسؤولين ومعارضة على حد سواء”.

للإشارة، فقد تعاقب على قيادة حركة مجتمع السلم منذ تأسيسها سنة 1991، أربعة رؤساء أولهم المؤسس الراحل محفوظ نحناح الذي توفي في 19 جوان 2003 ليخلفه أبو جرة سلطاني إلى غاية 2013.