-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عجزت عن بلورة مواقف تدين العدوان وساوت بين الجلاد والضحية

هبة الفلسطينيين ضد الكيان الصهيوني تعري نفاق أنظمة التطبيع

محمد مسلم
  • 1882
  • 0
هبة الفلسطينيين ضد الكيان الصهيوني تعري نفاق أنظمة التطبيع
ح.م

وضعت العملية البطولية غير المسبوقة التي قامت بها حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في فلسطين ضد الكيان الصهيوني، الأنظمة العربية المطبعة في موقف صعب أمام شعوبها، وأمام خيار لا يقبل القسمة على اثنين، إما دعم جهاد الشعب الفلسطيني ضد العدوان الصهيوني، أو تأكيد الارتماء في أحضان العدو الغاصب.
وللوهلة الأولى، تتجه الأنظار إلى النظام المغربي الذي يعتبر أكبر الأنظمة العربية التي وصلت في تطبيعها مع الكيان الصهيوني إلى مستويات أدهشت الشعب المغربي ومعه الشعب العربي، من خلال الزيارات المتبادلة بين مسؤولي النظامين، والاتفاقيات الأمنية والعسكرية والاقتصادية والثقافية المبرمة بين الطرفين، مقارنة ببقية الدول العربية التي سبقت الرباط في التطبيع بعقود من الزمن، مثل مصر والمملكة الأردنية.
ومن خلال البيان الذي عممته خارجية النظام المغربي، يتضح أن هذا النظام ماض في انزلاقه غير المحسوب نحو التماهي مع الجرائم الصهيونية، وهو اليوم غير قادر حتى على بلورة موقف حاسم يدين العدوان الصهيوني على الفلسطينيين الأبرياء، بل يضع وبوقاحة شديدة الجلاد والضحية في مستوى واحد. واللافت هو أن هذا البيان المخزي يصدر من نظام مفروض على شعب يعتبر من أشد المعارضين للتطبيع بين الشعوب العربية.
وجاء في بيان الخارجية المغربية “تعرب المملكة المغربية عن قلقها العميق جراء تدهور الأوضاع واندلاع الأعمال العسكرية في قطاع غزة وتدين استهداف المدنيين من أي جهة كانت”. كما يدعو البيان إلى “الوقف الفوري لجميع أعمال العنف والعودة إلى التهدئة وتفادي كل أشكال التصعيد التي من شأنها تقويض فرص السلام بالمنطقة”.
بيان خارجية النظام المغربي يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن القصر العلوي يساوي بين الكفاح المسلح الذي يقوم به الشعب الفلسطيني من أجل تحرير أراضيه من الاحتلال الصهيوني، وبين الإجرام والغطرسة التي ما انفك يقوم بها جيش الاحتلال ضد شعب أعزل، كما أن النظام المغربي يعتبر الجهاد المشروع للشعب الفلسطيني “عنفا” وهذا أمر سوف لن يقبله الشعب المغربي الذي لم يتوقف عن التظاهر رفضا للتطبيع مع الكيان منذ ما يقارب ثلاث سنوات.
والغريب في الأمر هو أن النظام المغربي لا يزال يتبجح بالوصاية على الأقصى ومقدساته في فلسطين، كما يقول البيان الرباط: “تؤكد المملكة المغربية، التي يرأس عاهلها الملك محمد السادس، لجنة القدس، أن…”. لاشك أن مثل هذا البيان سيثير سخرية الشعب المغربي قبل أن يستهزئ به الشعبان الفلسطيني والعربي، بحيث لم يعد ينطلي على كل ذي بصيرة مثل هذا النفاق المفضوح، وهو يسجل بارتياح مواقف شهمة وبطولية مثل الموقف الجزائري الذي يدين بشدة الاعتداء الإجرامي الصهيوني على الفلسطينيين العزل.
وحتى الصحافة المغربية يبدو أنه طالها عمى التطبيع الذي يفقد صاحبه بصيرة التمييز بين القضايا العادلة وغير العادلة، ففي الوقت الذي ركز الإعلام العالمي برمته أضواءه تجاه ما يحدث في فلسطين منذ صبيحة السبت 07 أكتوبر 2023، تجاهلت الصحافة المقربة من النظام المغربي الحدث، ولعل أبشع ما قرأته، مقال كتبته إحدى الصحف يتحدث عن قطع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية للمغرب، زيارته إلى المغرب “بسبب هجوم حماس على إسرائيل”، دون أن تشرح للرأي العام المغربي ما جرى ويجري على الأراضي الفلسطينية.
والواضح أنه حتى الصحافة المغربية استشعرت الحرج الذي يوجد فيها النظام المغربي بسبب انزلاقه في مستنقع التطبيع، وقررت تجاهل ضخامة الحدث لتفادي كل ما من شأنه أن يؤدي إلى شحن الرأي العام في المغرب ضد القصر الملكي، الذي يعتبر المسؤول الأول عن مد جسور التواصل مع الكيان الصهيوني مفرطا في أرض ومقدسات يسوق نفسه على أنه وصي عليها.
موقف الخارجية المغربية الذي يسوي بين الجلاد والضحية، سوف لن يمر مرور الكرام على الشعب المغربي، ولاسيما إذا استمر العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة، لأن المغربيين سوف لن يغفروا خذل نظامهم للشعب الفلسطيني، في الوقت الذي يتواصل تضامن المنظومة الغربية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية ودعمها بالمال والسلاح الكيان الصهيوني في عدوانه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!