والي تبسة يؤكد للشروق عزل ومتابعة مير بوخضرة إداريا وقضائيا
قال والي تبسة مبروك بليوز في اتصال هاتفي بالشروق اليومي أن مصالح الولاية ستتكفل بصفة تامة بوضعية عائلة المرحوم وسيتم منحها سكنا اجتماعيا لائقا باعتباره أحد أبناء الجزائر.
- وأكد الوالي أنه قد اتخذ في الحين إجراء إداريا يقضي بتوقيف مير بوخضرة عن ممارسة مهامه وأن تحقيقا إداريا وجنائيا قد تم مباشرته قبل إحالة الملف على الجهات القضائية المختصة، داعيا سكان بلدية بوخضرة إلى عدم الانسياق نحو دعوات العنف التي لا تخدم قضية المرحوم.
وكان قد توفي صبيحة الاثنين بالمستشفى الجامعي بعنابة الشاب محسن بوطرفيف الذي حاول الانتحار حرقا منذ أكثر من أسبوع بولاية تبسة ، احتجاجا على رفض رئيس بلدية بوخضرة استقباله لطلب مساعدته في الحصول على منصب عمل ، و بذلك تسجل الجزائر حالة الوفاة الثانية بظاهرة الانتحار حرقا احتجاجا على الظروف المعيشية .و اهتزت نهارالاثنين مدينة بوخضرة بولاية تبسة والولاية ككل على وقع خبر وفاة الشاب محسن . - و انتشر خبر الوفاة بداية بشكل سري ولم يتداول جهرا أمام الكثير إلى غاية الفترة المسائية حيث عمّ الخبر حي الحفناوي قنز ثم بقية أحياء المدينة المنجمية أين تنقل السكان أفرادا وجماعات إلى بيت العائلة حيث كان الوالد عمر بوطرفيف في استقبال جحافل المعزين في صورة المنهك والمتعب الذي فقد فلذة كبده المعين له على حاله الاجتماعي , ومع مرور الدقائق و الساعات تحولت مدينة بوخضرة إلى ساحة للعزاء والتضامن حيث ضاقت شوارعها وساحاتها بما رحبت ولم يجد المعزون الذين جاؤوا من مختلف بلديات الولاية لتقديم العزاء مكانا للوقوف لطبيعة الحدث والحادث الأول من نوعه بالمنطقة .
- وفي الوقت الذي كان فيه المعزون ومن مختلف شرائح المجتمع يواسون أفراد المجتمع كانت أصوات الشباب من مختلف الشوارع والساحات تطلق عبارات الغضب ضد من تسبب في وفاة زميلهم ورفيقهم و ابن مدينتهم الذي مات حرقا بالنار بعد إن اعتقد أن مصيره وحياته ومستقبله لا مكان لها في واقع مدينة بوخضرة, خاصة وأن محسن كما أكد الكثير في مختلف أحاديثهم الهامشية قرر رفقة مجموعة من الشباب الدخول في إضراب عن الطعام دون فوضى حينما لا يجدون حلا لدى رئيس البلدية وهو كلام لم يعترض عليه كل من سمع به خاصة وأن ظروف محسن بوطرفيف الاجتماعية كانت جد معقدة حيث كان يعيل أسرة من 12 فردا , الأم معاقة منذ خمس سنوات , وهو مهدد بإخلاء السكن المقيم فيه ودفع 10 ملايين سنتيم , بالإضافة إلى ذلك أنه بطال ويسترزق من كشك قصديري لا يوفر مبالغ الحليب والسكر للعائلة الصغيرة لمحسن المكونة من الزوجة والابن البالغ من العمر عام لكن العبوس في الوجه و الكلمات التي تحمل تحد دفع بالشاب التراجع عن الاعتصام والتوجه مباشرة إلى محطة الوقود حيث جلب كمية من البنزين وأثناء العودة إلى مقر البلدية بدأ يتعامل مع جسده كم يتعامل مع كتلة يريد إنهاءها حيث رشّ كامل الجسد بالبنزين وما إن وصل مقر البلدية أراد أن يؤكد بأنه رجل ويفعل ما أتهم به أنه عاجز عن فعله حيث أوقد أخرج ولاعة وقال أنا أستطيع أن أحرق نفسي وأضرم النار بدء بأطرافه السفلية وعلى الرغم من وجود مجموعة من الشباب الذين تدخلوا وأنقذوا الجسد من التفحم أمام ذهول الجميع بما فيهم بعض المنتخبين الذين لم يفهموا ما حصل أمامهم من مشهد اعتقد البعض أنه من نسج الخيال ليتم نقله وبحضور رجال الدرك الوطني إلى قاعة العلاج بالبلدية ثم تحويله إلى مستشفى الدائرة بالعوينات حيث تبين أن درجة الحروق بلغت قصوتها الثالثة وهو ما دفع بالفريق الطبي إلى المطالبة بتحويله على عجل إلى المستشفى الجامعي بعنابه وقد تزامنت هذه الحادثة مع خروج مجموعات من الشباب في حالة غضب قصوى البعض منهم حاول الانتقام وتحويل بوخضرة إلى فحمة لا تختلف عن جسد محسن إلا أن التنقل السريع لوالي الولاية السيد مبروك بلويز رغم بعد المسافة المقدرة بحوالي 45 كلمتر هدأ من غضب الشباب حيث تحدث معهم مطولا مؤكدا لهم بأنه قرر حل المجلس المنتخب وقد طلب منهم التنقل إلى مقر الولاية للاستماع إليهم إلى مختلف الانشغالات التي تشغل واقعهم وقد كان من بين المتنقلين إلى مقر الولاية والد الضحية حيث طرحت على المسؤول الأول مجموعة من الانشغالات واعدا إياهم بإيجاد حل لها, وقد تزامنت هذه اللقاءات مع محاولة زوجة محسن بوطرفيف وضع حد لحياتها تضامنا مع زوجها الذي ترك لها ولدا عمره سنتين وآخر في بطنها , كما هدد الكثير بعمليات انتحار جماعية الا أن العقلاء تمكنوا من إقناع الشباب إلى حين لمنع كارثة كبرى وسط الشباب الغاضب الذي لم تقنعه مختلف الزيارات التي قام بها الكثير بأسماء مختلفة.
- و كانت الجزائر قد شهدت الأحد أول حالة وفاة من بين أكثر من خمس حالات لمحاولات الانتحار حرقا احتجاجا على الظروف المعيشية الصعبة ، ويتعلق الأمر بالشاب كريم بن دين الذي لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بالحروق بعد إقدامه على إضرام النار في جسده يوم 18 جانفي الجاري في مدينة دلس بولاية بومرداس .