وجدت حسابات النقابة فارغة وديونًا بـ8 مليار سنتيم

كشف الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، عمار تاقجوت، أنه وجد حسابات التنظيم النقابي فارغة بعد توليه المنصب شهر جويلية الماضي، وأن ديون أكبر تنظيم نقابي في البلاد تتراوح حاليا بين 7 و8 مليار سنتيم، مشددا على أن عضوية الأمانة الوطنية لن تكون لمن يبحثون عن التعويضات والسكنات وغيرها، بل للذين يريدون النضال وتقديم القيمة المضافة.
وأوضح تاقجوت في تصريح لـ”الشروق”، الاثنين، أن التحضيرات جارية لعقد أول اجتماع للجنة التنفيذية الوطنية، ومن خلالها سيتم اختيار أعضاء الأمانة الوطنية لمرافقة الأمين العام في تأدية المهام للعهدة الجارية.
ولفت محدثنا إلى أن الاجتماع سيشهد توزيع القانون الأساسي والنظام الداخلي الجديدين على كافة الأعضاء، وسيتم أيضا تقييم عرض حال وتشريح للوضع العام للنقابة وتحديد ما هي الأولويات؟ وعلى ضوء ذلك سيتم اختيار القيادة (أعضاء الأمانة الوطنية) التي سترافق الأمين العام في مهامه، مشيرا إلى أن تأخر انعقاد الاجتماع راجع إلى عقبات لوجستيكية أكثر.
عضوية الأمانة الوطنية لن تكون للباحثين عن السكنات والتعويضات
وشدد تاقجوت على أن اختيار أعضاء الأمانة الوطنية سيتم على ضوء عرض الحال والأولويات وليس على حساب درجة القرابة والصداقة والعلاقات، وستكون فقط للذين يقدمون الإضافة وليس للذين يبحثون عن التعويضات والسكنات وغيرها.
وتحدث أمين عام المركزية النقابية بلهجة المصمم بجعل العضوية في الأمانة الوطنية لمن يريد النضال والدفاع عن العمال فقط، وذكر في هذا الصدد أنه في السابق كان الكثير يسعى للحصول على العضوية بحثا عن الأموال وتلقي مرتبات وتعويضات.
وعلق بالقول “أنا ما عنديش واش نخلص.. من أراد أن يأتي لكي يناضل فمرحبا به لكي يقدم العون للمركزية النقابية ولا يطلب منا المقابل… العين بصيرة واليد قصيرة”.
وتحدث تاقجوت عن الوضعية المالية للنقابة، والتي أكد بشأنها أنها في غاية الصعوبة، من منطلق أن حساباتها لا تتوفر على الكثير من الأموال.
وشدد محدثنا على أنه لم يجد أموالا في حسابات المركزية النقابية بعد أن تقلد المنصب، بل وجد ديونا متراكمة منذ عديد السنوات، موضحا أنها تتراوح من 7 إلى 8 مليار سنتيم.
وحسبه، فإن ممارسات وتراكمات سابقة منذ سنوات طويلة تسببت في هذه الوضعية، على غرار القيام بنشاطات وعمليات شراء مختلفة للمعدات وغيرها، لكن لم يتم تسديد المستحقات، معلقا بالقول “وجدت الكريدي بزاف ولم أجد الأموال”.
وأضاف محدثنا أن “المنظمة مثل المؤسسة وتسييرها يجب أن يخضع للقوانين.. لذلك بالنسبة للأمانة الوطنية، إذا كان الهدف هو التسابق على التعويضات والسكنات فليس لي ما أمنحه وبالكاد أتمكن فقط من دفع مرتبات العمال والموظفين داخل المقر.. من أراد أن يناضل فليناضل”.
واعتبر عمار تاقجوت أنه من الأحسن أن يناقش أعضاء اللجنة التنفيذية الوطنية في أول اجتماع لهم، الوضع العام للمنظمة النقابية، بعيدا عن الأشخاص وكيف تعالج الأمور والتغييرات المطلوبة، لأنه يجب رفع المستوى النضالي ويكون هناك نقاش عن النضال الذي يؤدي إلى منظمة قوية يكون وجودها ملموسا فعليا على أرض الواقع وكيف تقوم بالتعبئة والمناظرة بالأفكار وإيجاد الميكانيزمات اللازمة لمعالجة الأوضاع.
وشدد على أنه “إذا لم تتم مناقشة مثلا هذه المواضيع والأفكار خلال الاجتماع فلا داعي لعقده أصلا، خصوصا في ظل وجود تدخلات لمحاولة اقتراح فلان وعلان، ومن يكون ومن لا يكون، وهو أمر أتعبني”، على حد تعبيره.
وختم أمين عام المركزية النقابية بالتأكيد على أن الاتحاد يواجه تحديات وأهداف تنظيمية ونقابية ونضالية، ولذلك وجب أن يكون أعضاء الأمانة الوطنية ممن يقدمون قيمة مضافة وسيلقون كل الترحيب، ما سيمكن –حسبه- من تقديم أفكار جديدة للنضال وليس البحث عن التعويضات وغيرها.