“وزراء ورجال أعمال عرضوا عليّ الزواج بعد صحراوي لكنني رفضت”!

“أنا أول امرأة غنّت الراي في الجزائر بعد الشيخة الرميتي”، هكذا تقول الفنانة، الشابة فضيلة والتي اقترن اسمها في العقدين الماضيين بزوجها صحراوي، حيث شكّلا ثنائيا من ذهب، لكن فضيلة، تخلّت اليوم عن لقب الشابة، بعدما أصبحت جدّة في الخمسين، وقالت للشروق:”لا تسألوني عن صحراوي، إنه قصة قديمة وانتهت، ولم يعد لها وجود في حياتي منذ 11 عاما”!
-
فضيلة، ابنة حي الدرب الشعبي بعاصمة غرب البلاد، والتي غنّت لصحراوي قبل سنوات “نسال فيك”، قررت أن تعيد هذه الأغنية لكن هذه المرة، مع شاب مغربي مهاجر، اسمه ريان، علما أنها صرّحت للشروق على هامش مشاركتها في السهرات الرمضانية التي تنظمها بلدية وهران وديوانها للثقافة والفنون، بعد غياب عن مسارح وهران دام 26 سنة، أنها ستغني الخليجي للمرة الأولى في ألبومها القادم.. “لا أبحث عن جمهور جديد، لكن الخليجي مغامرة بالنسبة لي، خصوصا أنني كنت أول فنانة جزائرية غنت في دبي، قبل جميع من يهللون لذلك الآن، تماما مثلما كنت أول مغنية جزائرية صعدت على مسرح فني بالولايات المتحدة الأمريكية”.
-
أم هواري، مثلما تحب أن يلقبها الجميع الآن نسبة إلى ابنها البكر البالغ من العمر 27 سنة، والمتزوج من تونسية ولديهما طفل عمره سنتين، قالت للشروق: “أنا أول فنانة جزائرية غنّت الراي بعد الريميتي، ولازلت نجمة الصف الأول، لسبب بسيط، هو أنني صاحبة صوت قوي، ولا أستعين بالروبوتيك كغيري«، قبل أن تضيف تحت إلحاحنا بذكر أسماء بعض من تتهمهم بخداع الجمهور: »الجميع يعرفهم، لقد أفسدوا الراي ولوثوا الموسيقى، بعدما باتوا يسجلون أغانيهم في الكباريهات ثم يطرحونها في الأسواق، الجميع بات مغنيا ونجما، حتى من كان يبيع البطاطا بالأمس القريب، أضحى يزاحمنا في الحفلات!!”
-
فضيلة التي قالت إنها معجبة بأصوات كادير الجابوني، الشاب عباس، رضا، هواري الدوفان، واعترفت باحترامها الشديد لخالد وهواري بن شنات، رفضت ذكر اسم فنانة واحدة من اللواتي تستمع إليهن، أو تعترف لهن بمرتبة النجومية في الوقت الحالي، حتى عندما حاصرتها الشروق بأسماء على غرار خيرة وجنات، أو الشابة دليلة مثلا، أجابت فضيلة: “لا أنتقد أيّا منهن، لكن فليأخذنها نصيحة مني، اخترن الكلمات النظيفة للدخول إلى البيوت والعائلات، ولا تفسدن عملنا، نحن الجيل الرائد في أغنية الراي النسوي”!
-
في الحوار ذاته الذي جمعنا بصاحبة أغنية “ما يحلالي نوم” والتي طرحتها للأسواق عام 1979، قالت فضيلة عن مشروع توبتها أو فرضية توقفها عن الغناء، وعلاقة ذلك بتوسع عائلات أبنائها..” غير صحيح، أبنائي، لا يفرضون عليّ آراءهم، إنهم يعرفون أن والدتهم إنسانة محترمة، وريفية بالأصل، أنا.. عرايبية من مدينة سيق… فلا أدخن ولا أشرب الخمر، كما أنني لا أغني في الكباريهات والأعراس، وقد رفضت الزواج منذ 11 عاما بعد طلاقي من صحراوي، حتى أحافظ على عائلتي، فلعبت دور الأب والأم بالنسبة لهم، والحمد لله، كبروا وبات لابني البكر عائلة بزواجه من تونسية، والابن الثاني سيتزوج قريبا من وهرانية، في حين أن ابنتي الصغرى، سارة، نجحت في البكالوريا، واختارت أن تؤدي الأغنية الغربية، عكس شقيقيها المهتمين بعالم كرة القدم”.
-
فضيلة استرسلت في الحديث عن توبة الفنانات، ملمحة إلى من تصف نفسها بملكة الراي الزهوانية، بطريقة غير مباشرة، حين قالت:”أحلم يوميا بالحج، والحجاب، وأدعو الله أن يهديني في كل لحظة، لكنني أعد الجميع، أن تكون توبتي نصوحا، وحجّي للبيت الحرام بمالي الخاص، وليس بمال شخص آخر، كما أن حجابي وتوقفي عن الغناء سيكون أمرا جادا وليس لعبا ولهوا وتحايلا على الدين”!!
-
صحراوي… قصة وانتهت!
-
“لقد انتهى حبّه في قلبي منذ 11 عاما«، هكذا أجابت فضيلة عن سؤالنا لها بخصوص طليقها صحراوي، قبل أن تضيف: “إنه أبو أولادي، وجاري في فرنسا، كما أن زوجته الثانية صديقتي، وأبناؤه منها مثل أولادي، لكنني لا أتكلم معه منذ 11 عاما، وسأستمر على موقفي حتى الموت، لسبب أتركه سرّا بيني وبين خالقي”… كلمات فضيلة، لم تخرج عن دائرة تأثرها النفسي الواضح، حين فضحتها الملامح المجروحة من قصة نجاح أسرية وفنية طويلة، كان عنوانها العريض »فضيلة وصحراوي”… وهي لذلك تكشف للشروق: “لو أردت الزواج بعده مثلما فعل، لكنت وافقت على عدة عروض وصلتني من رجال أعمال وحتى وزراء لكنني قررت أن أتزوج أولادي، وأظل وفيّة لهم طيلة حياتي”.