-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رندة ساسي تتحدث عن أولى أعمالها لـ "الشروق":

“آرامينتا” ترصد معاناة مرضى السرطان وقصص العائدين من الموت

إبراهيم جزار
  • 617
  • 0
“آرامينتا” ترصد معاناة مرضى السرطان وقصص العائدين من الموت
أرشيف

تقدم ابنة الواحد والعشرين عاما “ساسي رندة”، روايتها الأولى، التي جاءت لرصد معاناة مرضى السرطان. وقد اختارت “أرامينتا” عنوانا لكتابها، الذي يحيل إلى معنى “المحامي والمدافع” في اليونانية. يروي الكتاب جزءا من قصص حقيقية للعائدين من الموت، ونصائح من أشخاص فقدوا أحبتهم.

ما الدافع الذي جعل رندة تكتب في هذا المجال بالتحديد؟

ما دفعني إلى الكتابة في هذا الموضوع هو أحد أصدقائي الذي أصيب بالسرطان، قبل أن ينتقل المرض إلى أخته، حيث تعودت أن أقدم له تحفيزات بأسلوب مغاير عمّا كان يتلقاه من الذين حوله، بعدها قررت أن أجمع هذه التحفيزات في كتاب، فهناك مثله كثيرون يحتاجون مثل هكذا عبارات، خاصة لمن يفتقرون إلى التحفيز المعنوي.

يفهم أن “لآرمنيتا” ارتباطات واقعية ومحاكاة لآلام هذه الفئة؟

لم أكن لأكتب عن مشكلة هذه الفئة بالذات، لو لم تكن لها ارتباطات واقعية، فأنا لا أقتنع إلا بما هو واقعي، ولأنني استلهمت موضوع الكتاب من صديق لي، فقررت أن أضيف إليه قصصا أخرى حقيقية، سميتها “العائدون من الموت”، كي أحكي آلامهم ومعاناتهم مع هذه الأزمة، التي كان لي شرف سماعها منهم شخصيا، والأخذ من بحور شجاعتهم، لأتحدى من يقولون إن “كل مرضى السرطان مصيرهم الموت”.

هل تظنين أن هذه الرسالية في كتابتك ستتصادم مع رؤية النقاد التي تدعو إلى تنزيه الأدب مما يسمونه بالوعظ الاجتماعي؟

سؤال وجيه، طبعا لن أقول إنني في غنى عن رأي النقاد البنّاء، لكنني لا أريد أن أصطدم بذوي الأفكار المتشددة حول الأدب وما يجب أن يحتويه أو لا يحتويه، فأنا عندما اخترت “الوعظ الاجتماعي”، أردت أن أستجمع كل نصائحي وتجارب الأشخاص الذين عانوا هذه المشكلة، كي أدعو إلى التفاؤل ونبذ الاستسلام والتشاؤم، ويكفيني شهادة الأستاذ المدقق الذي أشرف على كتابي، السيد أحمد مشكوري، حين قال “بأنه سيكون رزقا لهم وإنه سيكون كفيلا بإذنه تعالى ببث الأمل في تفكيرهم من جديد”.

ألا تعتقدين أن الغرق في الإسفاف والسطحية في “الأدب الاجتماعي”، ينفر من نصوص المعاناة والانتحاب؟

أنا أيضا لست في دائرة الأشخاص الذين يفضلون الانتحاب وقصص المعاناة، وقد اخترت أن أزين جميع الصفحات بالإيجابية، فقد ابتعدت بقصد عن كل ما يمكن له أن يكون ذا تأثير سلبي على نفسية القراء، فنحن حقا في حاجة إلى جرعات الإيجابية، ولو كان ذلك على حساب تناسي المعاناة التي تغيّم على سمائنا.

ما هي رؤيتك للمشهد الثقافي الشباني خاصة بعد الحراك؟

كنت في وقت ما جزءا من هذا الحراك، ليس جسديا وحضوريا بل فكريا، أما بخصوص سؤالك عن التغيير، أجل هناك تغيير واضح بالنسبة إلي في هذا القطاع، لأنني أصلا أنا نموذج لهذا التغيير، حيث برزت ميولاتي وتوجهاتي التي كانت متسترة بعد الحراك، وكنت أيضا شاهدة على تطورات ثقافية عدة لدى كثير من أصدقائي وزملائي الشباب، الذين نشطوا أكثر على مواقع التواصل الاجتماعي.

هل يمكن لهذا الزخم المتعلق بالآراء الشبانية أن يؤسس لقاعدة كتابة جيل جديد ويحدث حراكا ثقافيا واقعيا؟

لن أستطيع أن أجزم بذلك، لكنني على أمل أن يحدث حراك ثقافي واقعي، لأنني سأكون أولى المشجعين لما أسميها أنا بانتفاضة الجيل الجديد تجاه العادي من القواعد الكتابية.

ما هي توقعاتكم لمستقبل الكتابة الأدبية في الجزائر؟

توقعاتي ستكون وفقا لما لاحظته في هذه الآونة الأخيرة، حيث توجه العديد من الشباب إلى الكتابة باختلاف مجالات كتابتهم، بمعنى أنني أتنبأ لها بأن تزداد نسبتها بخط بياني سيصل يوما ما إلى الذروة، وستكون الجزائر منافسة بجدارة في هذا المجال.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!