-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الجريمة انكشفت بعد استخراج الجثة

آسيا.. عروس مغدورة نكل بها زوجها حتى الموت

حسناء بن سونة
  • 2142
  • 0
آسيا.. عروس مغدورة نكل بها زوجها حتى الموت

أخطأت آسيا لما ظنت لوهلة أن خطيبها الثري سيكون الفارس الذي سينتشلها من تعاسة يتم وطلاق مرير كابدتهما، فانتشت فرحا بهداياه وانتظرت بشغف زفافا أسطوريا اختار أميرها إقامته بقاعة فخمة، ولم تسعها الدنيا غبطة وهي ترتدي فستانها الأبيض، الذي ما لبث أن تحول كفنا يلفها ستة أشهر فقط بعد زواجها.

تروي قضية آسيا بالبليدة حكاية فضيعة، فقد نكل الزوج بليلى إلى أن أزهق روحها ثم حاول إقناع الجميع أنها انتحرت، غير أن فطنة أهل الضحية ويقظة العدالة أفسدت مخطط القاتل في درء جريمة شنعاء راحت ضحيتها شابة في ربيعها الثاني والعشرين، وتظهر صور وفيديوهات للضحية اطلعت عليها “الشروق اليومي”، وجه شابة بملامح طفولية غير أنها تروي مأساة متعدّدة لفتاة دفعت خطيئة والديها البيولوجيين اللذان ألقيا بها في دار الطفولة المسعفة، قبل أن تحنو عليها عائلة من قرية بن حمدان ببوفاريك في ولاية البليدة، وهناك ترعرعت آسيا وسط أسرة بسيطة محافظة، أحسنت تربيتها.

غير أن الحظ العاثر جعل آسيا تخوض تجربة زواج تعيس وتطلقت في سن مبكرة، تلتها فترة اكتئاب، قبل أن تقع عينا الجاني البالغ 45 سنة عليها، ولأنها كانت فاتنة الملامح، هرع لخطبتها وأسرع في إتمام مراسم الزفاف في ظرف شهرين مخافة أن تفلت منه وانتقلت للعيش معه بمنزله الفخم وسط مدينة بوفاريك، غير أن فرحتها لم تكتمل وحظها العاثر مجدّدا أوقعها هذه المرة في براثن زوج سادي يتلذذ بتعذيبها منذ ليلة دخلتها عندما أبرحها ضربا، تقول أختها في حديث لـ”الشروق اليومي”، وتضيف محدثتنا، أن آسيا فقدت شغفها وسكن الحزن قلبها وتحول الود الذي تكنه لشريك حياتها إلى قهر وعلاقة سامة، فكانت كل مرة تزور عائلتها باكية على حالها، فهي لن تستطيع العودة لمنزل والدها خوفا من حكم المجتمع الذي سيلقي حمل طلاقها للمرة الثانية عليها وحدها، ولا هي تستطيع العيش كما تمنت وحلمت بسبب المعاشرة السيئة. وفي كل مرة، تقول أختها، يراضيها الجاني بمكالمات معسولة ويغريها بالهدايا ويذهب لإرجاعها ويبدو أمام أشقائها ووالدها بكامل الرصانة والوعي، وتعود معه العروس علها تجد السعادة المنشودة بعش الزوجية.

والد الضحية من جهته، صرح لـ”الشروق اليومي”، أن صهره حاول قطع حبل العلاقة بين ابنته وعائلتها التي كفلتها بحجة أنهم أجانب بالنسبة لها، وفي كل مرة يذهب والدها لزيارة ابنته يتحجج الزوج غريب الأطوار ويمنعه من رؤيتها لأنها غير موجودة، حسب زعمه، حتى لا يكتشف مأساة آسيا والكدمات جراء الضرب والتعنيف الذي تتعرض له يوميا وهو ما تؤكده صور اطلعت عليها “الشروق اليومي”، واستمر الحال لستة أشهر إلى غاية شهر جانفي سنة 2022 يوم اتصل صديق الوالد يخبرهم أن آسيا متواجدة منذ فترة بمستشفى بوفاريك وفي وضع حرج، فسارعوا إليها وهناك أخبرهم الجاني أنها أقدمت على محاولة انتحار بشرب مادة “الأسيد”، كما أبلغ الطاقم الطبي أنها مصابة بالصرع وهو ما نفاه والد الفتاة قطعا.

الزوج يغيب عن الجنازة

وفعلا، استرجعت الضحية وعيها وأخبرت أختها عما تعرضت له من اعتداء جسدي عنيف ومعاناتها من ألم فضيع بصدرها لتتدهور حالتها كثيرا ومكثت بالمستشفى لتفارق الحياة بتاريخ 11 فيفري 2022، تاركة حزنا وجرحا غائرا لن يندمل، تروي شقيقة المرحومة، وأثار عدم حضور المشتبه فيه لجنازة العروس المغدورة، شكوك العائلة لتتقدّم بشكوى لدى مصالح الأمن الحضري ببن خليل لطلب استخراج جثتها بدعوى وجود شبهة جنائية في ظروف وفاتها متهمين زوجها بقتلها، وأفادت العائلة في شكواها أن المشتبه سبق وأن تعرض لزوجته بالضرب المبرح عدة مرات وطالما هدّدها بالإيذاء والتصفية، مدعمين أقوالهم بصور وفيديوهات التقطتها أخت الضحية توثّق التعذيب الذي تعرضت له.

وفي شهر أفريل، نجحت الفرقة الجنائية بأمن ولاية البليدة في فك لغز الوفاة الغامضة بعد استخراج الجثة بإذن من السلطات المختصة وإخضاعها للتشريح، وتبين أن الضحية توفيت مقتولة وموتها كانت عنيفة بعدما ثبت وجود كسور وإصابة برئتها اليسرى تسبّبت في مضاعفات أودت بحياتها وإصابة في الرأس تسبّبت لها في فقدان البصر جزئيا والسمع تؤكد عائلتها، مع آثار للكي بجسم الضحية ما يدل على تعرضها للتعذيب حرقا والجاني هو زوجها.

ووقفت التحقيقات على التقارير الطبية والنفسية التي ترصد معاناتها، وانهيارها إلى أن دخلت في غيبوبة ثم فارقت الحياة.

وأودع القاتل رهن الحبس بأمر من وكيل الجمهورية لدى محكمة بوفاريك عن جناية الضرب والجرح العمدي المفضي إلى الوفاة دون قصد إحداثها، وجناية التعذيب المقترنة بجناية أخرى وجناية الفعل المخل بالحياء بالعنف، وأحيل على محكمة الجنايات التي نظرت في قضيته خلال الدورة الجارية، وأدانته بعقوبة السجن المؤبد.

أما أخت آسيا المكلومة، فقالت والدموع تنهمر من عينيها، إنها لن تنسى القساوة التي عانت منها أختها في آخر لقاء بينهما لما ذاقته من صنوف العذاب على يد زوج سادي كانت تتوسله أن يمهلها بعضاً من الوقت فقط لارتداء فساتين جهازها، وأن تتزين أناملها بصيغتها التي انتقتها بعناية لأيام الهناء الموعود.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!