منوعات
دعا إلى مقاربة الفترة العثمانية في الجزائر سينمائيا وتلفزيونيا .. محمد الأمين بحري:

آن للسينما أن تخرج من قوقعة التاريخ الفرانكو جزائري

زهية منصر
  • 386
  • 1
ح.م

دعا الناقد، محمد الأمين بحري، إلى مقاربة الروايات سينمائيا، خاصة تلك المتعلقة بالحقبة البعيدة عن الاستعمار الفرنسي، لاسيما الفترة العثمانية منها في الجزائر. وقال بحري، في اتصال معه، إن “دراما وسينما ما بعد الاستقلال إلى فترة ما بعد الاستقالة (احترافيا) في التسعينيات والألفينيات)، كانت تشتغل على الأحداث وليس على التاريخ، أو إنها حاولت اختزال التاريخ في بعده المتعلق بالوجود الفرنسي فقط، مستغلة (سياسيا) البعد العالمي والعابر للحدود للقضية الجزائرية، التي أخذت بعدا أسطوريا وملحميا، ويحمل من المهالك التقديسية التي كرستها تلك الأعمال ما يسمح له بتهييج العواطف لقربه زمنيا وحوادثيا من الجمهور”.
ويرى المتحدث أن تاريخ الجزائر يسبق ويتجاوز بكثير مجرد ارتباطه بالوجود الفرنسي. بل تمتد مفاصله اللامعة إلى العهد العثماني شواهد ومشاهد وشهادات موثقة، بل يتجاوز الوجود لعثماني بكثير ممثلا في ممالك وحواضر ودول متعاقبة تتجاوز حتى الحقبة الرومانية، حيث كانت هذه الأرض ساحة لمعارك الجزائر وملاحمها”.
وأضاف الأستاذ الباحث في جامعة بسكرة إنه آن الأوان لمقاربة تاريخ الجزائر بكل حقبها ومراحلها سينمائيا، “كي نمنح تاريخ هذه الأرض حقه الوجودي والهوياتي الذي يتجاوز بكثير فترة الوجود الفرنسي”.
وكان بحري قد نشر مقاربة يدعو من خلالها إلى تبني رواية عبد الوهاب عيساوي، “الديوان الأسبرطي”، الفائزة بالبوكر مؤخرا، ونقلها إلى السينما والتلفزيون، نظرا لما توفره الرواية بأسلوب تصويرها ومشاهدها الملحمية من صور هي أقرب إلى المسلسل منها إلى السينما، رغم تلاشي الحدود بين النوعين الفنيين بتأثير مؤسسة نتفليكس مؤخراً.
ودعا المتحدث السينما الجزائرية إلى الخروج من قوقعة التاريخ الفرانكو جزائري، الذي أرى أنه استهلك من كثرة التدوير والاجترار. وأن نفتح السينما والتلفزيون على بقية الفترات من وجود الجزائر الملحمي مثل الفترة العثمانية، كما انفتحت الرواية والسرد التاريخيين. وقد شهد لهما العالم بالتميز بذلك الخروج النوعي، بسبب الوضع الصحي الذي لا يسمح بتنظيم التجمعات.

مقالات ذات صلة