الرأي

أبناؤنا بيد عصابة أشرار!

رشيد ولد بوسيافة
  • 2356
  • 14
ح.م
وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط

من حق وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط اللجوء إلى القضاء لمواجهة من يسيء لها أو يسيء إلى قطاعها، لكن أن توجه اتهامات رسمية إلى تنسيقية أساتذة العلوم الإسلامية بأنها جمعية أشرار فهذا أمر لم يسبقها أحد إليه.
المتتبع لمواقف ونضال هذه التنسيقية التي تشكلت على خلفية قيام وزارة التربية الوطنية بالكثير من الإجراءات التي تستهدف مادة التربية الإسلامية سواء من خلال الحجم الساعي لهذه المادة أو من خلال محاولة إلغائها من امتحانات البكالوريا، وهذا أمر حدث بالفعل، وتم التصدي له من قبل المدافعين على مواد الهوية في مناهج التعليم باعتبارها ضرورية في إعداد الجيل الجديد.
وقد اتبعت وزارة التربية في ذلك الكثير من المراوغة من خلال الادعاء بأن ما كان يسرب من قبل الإطارات الغيورة داخل القطاع بأنها مجرد إشاعات مع أن الوثائق المسربة كانت تحمل ختم الوزارة، ولولا نضال الأساتذة التي تكتلوا ضمن التنسيقية لتعرضت المنظومة التربوية لأكبر عملية مسخ منذ عقود.
أما ما يتعلق بالاتهامات الموجهة للوزارة بأنها حذفت البسملة من الكتب المدرسية فإن الأمر كان فيه الكثير من المراوغة من خلال حذفها في بعض الكتب والإبقاء عليها في كتب أخرى، ثم توجيه الاتهامات إلى التنسيقية بممارسة التضليل والكذب، لأنها أثارت موضوع البسملة في وسائل الإعلام، وعلى الرغم من أن القضية كلها جانبية لا علاقة لها بالتحصيل العلمي، فإن مجرد التفكير في إلغاء البسملة هو كارثة في حد ذاته تعبر عن المستوى المتدني للمكلفين بإصلاح الكتب المدرسية، والذين تسببوا في خلق جدل عقيم حول البسملة التي لم يكن الكثير يعرف أنها موجودة أصلا في الكتاب المدرسي!
والآن وعوض أن تفتح وزارة التربية حوارا مع تنسيقية أساتذة العلوم الإسلامية ومحاولة الاستفادة من أعضائها في عملية الإصلاح المستمرة، ذهبت إلى أسلوب التخويف من خلال جرجرة منسقها الوطني واتهامه بتشكيل جمعية أشرار، مع العلم أن أعضاء جمعية الأشرار هذه هم الذين يعلمون أبناءنا الدين والأخلاق!
هذه التنسيقية التي تتهمها الوزارة بأنها جمعية أشرار تنظم منذ مدة لقاءات وملتقيات وجامعات صيفية يشارك فيها علماء ومفكرون ويناقشون قضايا تربوية ويحللون مسار الإصلاحات ويخرجون بتوصيات هامة، ليت الوزارة تهتم بها وتحاول الاستفادة منها بدل مطاردة المبادرين بمثل هذه الفعاليات.

مقالات ذات صلة